يترسخ في العقل الجمعي العربي فكرة “المُخِّلِص” أو “المهدي المنتظر” أو “الإمام الغائب”, وهي فكرة تتلخص في أن شخصًا ما سيعود, في زمن ما, ليُخلِص فرقة معينة أو أصحاب مذهب معين من الاضطهاد, ويملأ الأرض عدلًا بعدما مُلئت ظلمًا وجورًا.

 

 

 

 

أصل الفكرة

 

هي فكرة يهودية الأصل حيث ظل اليهود خلال القرنين السابقين على ظهور السيد المسيح ينتظرون المُخَّلِص (المسِّيا, الماشيح).

 

 

 

 

 

 

 

وهو الذي سيحقق وعد الرب لأبنائه بامتلاك الأرض, بحسب ما جاء في سِفر التكوين الذي هو أول أجزاء التوراة الخمسة ما نصه “لنَسْلِك أُعْطِى هذه الأرض من نيل مصر إلى النهر الكبير”.

 

 

 

 

ثم ظهرت الفكرة في المسيحية بأن جاء السيد المسيح وصار الفداء للإنسانية كلها, لأن المجتمعات الإنسانية كلها كانت تحتاج إلى الخلاص وليس اليهود وحدهم، نظرًا للظلم الواقع وتردي الأوضاع والفساد في الإمبراطورية الرومانية.

 

 

 

 

 

ولكن الواقع لم يتغير واستمر اضطهاد المساكين والضعفاء والمغلوبين, فكان على هؤلاء أن يتحملوا واقعهم المرير وأن ينتظروا عودة المسيح.

 

 

 

 

من الطوائف المسيحية التي تؤمن بعودة المسيح “شهود يهوه“.

 

 

 

 

 

المُخِّلِص في التراث الإسلامي

 

عرف التراث الإسلامى فكرة المُخِّلِص ولكن تحت اسم (المهدي المنتظر) الذي بحسب التعبير الشيعي سوف يملأ الأرض عدلًا بعدما مُلئت ظلمًا وجورًا, ولم يختص الشيعة وحدهم بالاعتقاد بعودة المهدي المنتظر أو ظهوره، ولكن ظهر في المعتقدات السنية بدرجة أقل وضوحًا.

 

 

 

 

 

 

وسبب هذا أن الشيعة عانوا عبر تاريخهم  من الاضطهاد والشعور بالظلم، لذلك ازدهرت فكرة المهدي المنتظر عند الشيعة أكثر من السنة.

 

 

 

 

 

 

 

المهدي المنتظر عند الشيعة

 

يعتبر موضوع رجعة الإمام عند الشيعة (الإثنا عشرية) من المعتقدات الأساسية ومفاده:

 

 

 

 

 

 

أن الأئمة الاثني عشر سيعودون إلى الدنيا في آخر الزمان الواحد بعد الآخر, لكي يحكموا الدنيا تعويضًا لهم عن حرمانهم من حقهم في الحكم في حياتهم, ويكون أول إمام يرجع إلى الدنيا هو الإمام الثاني عشر “محمد بن الحسن العسكري

 

 

 

 

 

الذي يمهد الأمر لآبائه وأجداده, فيتولون الحكم من بعده واحدًا تلو الآخر حسب التسلسل الزمني لهم, فيحكم فترة من الزمن ثم يموت، ويتولى بعده الحكم من يليه، وهكذا حتى الإمام الحادي عشر”الحسن العسكري” وتقوم القيامة.

 

 

 

 

 

 

 

كما أن هناك بعض الفرق الشيعية التي اندثرت والتي كانت تؤمن بعودة الإمام “محمد بن الحنفية” وأنه لم يمت أصلا ويعيش في جبل يسمى جبل “رضوى” وعنده نهر من ماء ونهر من عسل يعيش عليهما، وعن يمينه أسد وعن يساره نمر يحميانه, كما اعتقدت فرقة أخرى من المندثرة في عودة الإمام “محمد النفس الزكية“.

 

 

 

 

 

 

 

المهدي المنتظر عند أهل السنة

 

يعتقد أهل السنة أن مِن أشراط الساعة خروج المهدي المنتظر آخر الزمان, فيملك سبع سنين, ويملأ الأرض عدلًا كما ملئت جورًا, وتخرج الأرض نباتها, وتمطر السماء قطرها, ويفيض المال.

 

 

 

 

 

 

 

 

وهناك أحاديث تبين اسمه وصفاته ومكان خروجه.

 

 

 

 

 

 

ما حاجة الأمة إلى مهديّ آخر الزمان؟

 

لا تحتاج الأمة إلى مُخِّلِص يأتي في آخر الدنيا لينقذها, بل تحتاج إلى العلم والعمل به, والأخذ بأسباب القوة, والبعد عما يفرقها والاجتماع على ما يوحدها, تحتاج الأمة إلى مسلمين إخوان يقبل بعضهم الآخر دون النظر إلى مذهبه أو فرقته, والتخلص من كل ما يبث الكراهية بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد.

 

 

 

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

المصادر

متاهات الوهم "د.يوسف زيدان"
إسلام بلا مذاهب "د.مصطفى الشكعة"
عرض التعليقات
تحميل المزيد