كعادة المصريين «الزياطة» في كل الأمور بجهل وبدون أي معلومات، وفي لحظة يصبح عندهم البطل خائنًا وعميلًا، والعميل بطلًا، ومن ضمن المصريين من ينتمون للتيار الإسلامي!
ظهرت تقارير إعلامية في عدد من وسائل الإعلام أن حماس أحبطت مخططًا لاغتيال السيسي وعدد من المسئولين المصريين، لا أريد أن أذكر بالاسم الموقع الإخباري الذي قام بتحريف التصريح.
الغريب أن معظم الناس تقرأ عناوين الأخبار ولا تقرأ تفاصيلها، وأن جزءًا من المعظم ينقل الأخبار من صفحات أشخاص على الفيسبوك، ولا يبحث وراء صحة أو دقة الخبر.
يا سادة الصحافة الإعلام مهنة تعتمد على الإثارة، وفي ظل تعدد وكثرة وسائل الإعلام، أصبحت كل جهة إعلامية تريد أن تحظي بنسبة «شير» ومشاهدة وتناول أكثر من خلال وسائلها، فمن الممكن أن تضع عنوانًا مثيرًا لا يمت لأصل الموضوع بصلة، ومنهم وسائل إعلام تحسب للأسف على التيار الإسلامي.
موضوع هذه الخلية لم يكن وليد اليوم، ففي شهر أبريل الماضي اعتقلت جهات أمنية في غزة قيادية في حركة فتح تدعى «مروة المصري»، ولها علاقة بـ«محمد دحلان» القيادي السابق في حركة فتح، والموجود في الإمارات والمستشار الأمني لحاكمها، بسبب مخططات تهدد الأمن داخل غزة وتشكيل خلايا، لصناعة أزمات وأمور متعلقة بمصر، ثم أفرجت عنها بعد تحقيقات استمرت حوالي أسبوع «حسب وسائل الإعلام الفلسطينية».
الجديد أن حماس اليوم 16 مايو وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، أعلنت على لسان متحدثها، صلاح البردويل، أنها ستسلم مصر وثائق حول مخطط لاستهدافها يقف خلفه «توفيق الطيراوي» عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس جهاز المخابرات السابق.
حماس، أكدت أنها سترسل هذه الوثائق والاعترافات المصورة، لمصر وأطراف إقليمية ودولية أخرى، لتبين من خلالها حجم المؤامرة التي يقودها الطيراوي، والخلية التي قبض عليها في غزة مؤخرًا.
وبحسب موقع «الرسالة الفلسطيني» وهو موقع مقرب من حركة حماس، فالخلية كانت تخطط لتفجيرات داخل غزة لزعزعة الأمن هناك، وفي نفس الوقت إرسال تهديدات لمصر والسيسي ومسؤولين مصريين محاولة استهداف واغتيال السيسي.
«مجرد تهديدات بالفيديو» وليس عمليات فعلية، أحبطتها حماس كما تدعي بعض وسائل الإعلام.
وبحسب خبراء في الشأن الفلسطيني، فإن هذه الخلية كانت تخطط من خلال هذه الفيديوهات لإعطاء مبرر لمزيد من الحصار، وربما بعض الضربات المصرية لغزة.
إذًا العيب على الموقع أو الصفحة الإخبارية التي قام بتغيير عنوان الخبر من أجل المزيد من الإثارة، والبهارات الإعلامية، والعيب أيضًا على النشطاء المصريين المشهورين الذين تناولوا عنوان الخبر، ولم يقرؤوا تفاصيله، ولم يكلفوا أنفسهم البحث، ولكن الزيطة من أجل الزيطة.
وفي لحظة أصبحت حماس «أكبر حركة إسلامية مجاهدة في فلسطين»، خانعة خائنة من وجهة نظرهم.
الأهم يا سادة «من رافضي الانقلاب» أن سياسة حماس في التعامل مع النظام المصري «الانقلاب العسكري» علاقة مصلحة، من أجل ما يزيد عن مليون ونصف المليون إنسان المحاصرين في غزة، فحماس لن تعادي ولن تحارب الانقلاب في مصر من أجل المصريين، فحماس لديها قضيتها وهمها الداخلي، سواء رفع المعاناة عن أهل غزة، أو محاربة العدو الإسرائيلي، فقضيتها ليست مصر ولا الانقلاب في مصر.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست