الكثير من مستخدمى التكنولوجيا فى الوقت الحالى يحتاجون إلى ما يسمى ببرامج المحادثات، التى تمكنهم من التواصل مع أصدقائهم أوعائلاتهم، وخاصة إذا كانوا ممن يعيشون خارج حدود أوطانهم، حيث تعتبر برامج المحادثة هى أفضل وأرخص وسيلة تواصل بالنسبة لهم. وبالرغم من وجود العديد من برامج المحادثات التى يمكن استخدامها بسهولة عبر أجهزة الكمبيوتر أو عبر الهواتف الذكية، إلا ان برنامج «اسكايب» (Skype) يعتبر من أفضل وأشهر برامج المحادثة عبر الإنترنت نظرًا؛ لأنه يعد من أوائل البرامج وأنقاها صوتًا، وأوضحها صورة، بالإضافة إلى أنه برنامج مجانى.
كان الانتشار الواسع الذى لاقاه برنامج إسكايب فى أواخر عام 2010 سببًا رئيسًا فى سعى شركتى «جوجل» (Google)، و«فيسبوك» (Facebook) إلى التنافس على شرائه عام 2011، إلا أنه – ودون سابق إنذار – أعلنت وقتها شركة «مايكروسوفت» (Microsoft) عن إتمام صفقة شراء اسكايب بمبلغ خيالى مقداره 8.5 بليون دولار، وتم سداد المبلغ وقتها نقدًا فى صفقة تعتبر الأغلى فى تاريخ مايكروسوفت على الإطلاق.
وبالرغم من أن مايكروسوفت كان لديها برنامجها الشهير للمحادثات فى ذلك الوقت، وهو Windows messenger، إلا أن صعود نجم اسكايب آنذاك كان كافيًا لإقناع مايكروسوفت بشرائه، ثم بعد ذلك التخلى عن برنامج الماسنجر سنة 2013 ودمجه فى برنامج اسكايب. ونظرًا لأن برنامج اسكايب كان ولازال برنامجًا مجانيًا، باستثناء إمكانية إجراء مكالمات هاتفية من خلاله بمقابل مالى زهيد، فكان على شركة مايكروسوفت – بعد دفع هذا المبلغ الكبير – من العمل على الاستفادة من البرنامج تجاريًا. فقامت لاحقًا بتطويره، وطرح نسخة جديدة منه للاستخدام التجارى فى عام 2015، وأسمتها Skype for business، وأضافت إليها مميزات عديدة ليست موجودة فى النسخة العادية المجانية للاسكايب؛ حتى تشجع الشركات على شرائها واستخدامها بشكل أكثر احترافية فى مجال الأعمال؛ مما عاد على مايكروسوفت بأرباح ليست بالقليلة. وحيث إن مايكروسوفت كان لديها بالأساس برنامج Lync، والذى كان له نفس الاستخدام فى مجال الأعمال، فما كان عليها سوى القيام بدمجه مع الواجهة المألوفة والمشهورة لبرنامج سكايب مع إضافة بعض الخصائص الجديدة؛ لتصدر لنا فى النهاية برنامج Skype for business فى خطوة شبيهة بما فعلته من قبل ببرنامجها الماسنجر عند دمجه فى برنامج الاسكايب.
وربما يتساءل القارئ الآن، خصوصًا إن كان من مستخدمى برنامج الاسكايب عن طبيعة الفارق بين برنامج Skype بشكله المعتاد، وبين برنامج Skype for business. ولذلك سنسرد فى السطور القادمة بعض المميزات التى يتميز بها Skype for business والتى سيستفاد منها بشكل أكبر القراء ذوو الأعمال الخاصة وأصحاب الشركات ورجال الأعمال.
1 – الفارق فى شكل أيقونة البرنامج
يشتهر برنامج إسكايب بأيقونته التى على هيئة حرف S بيضاء اللون بخلفية زرقاء، بينما أيقونة برنامج Skype for business عبارة عن S زرقاء بخلفية بيضاء.
2 – المحادثات الجماعية
من الميزات القوية جدًا لبرنامج Skype for business هى إمكانية عمل محادثة جماعية لعدد يصل إلى 250 فرد فى المحادثة الواحدة فى مقابل 25 فرد فقط فى برنامج اسكايب العادى؛ مما يمكن أية شركة من عمل اجتماعات كبيرة لموظفيها عبر الإنترنت باستخدام هذه الخاصية القوية.
3 – إمكانية التسجيل
توافرت الآن فى نسخة الاسكايب التجارية إمكانية تسجيل المحادثات، سواء كانت محادثة فردية أو اجتماع بين أى عدد من أفراد الشركة، وهى خاصية غير موجودة فى برنامج الإسكايب العادى.
4 – التحكم عن بعد
من الخصائص القوية فى برنامج اسكايب، حتى بنسخته العادية، خاصية تسمى بمشاركة الشاشات Share Screen، وهى خاصية تمكن أحد أطراف المحادثة من إظهار شاشة جهازه لكى يراها الطرف الآخر أو الأطراف المتواجدة معها فى الحادثة، مما يمكنهم من متابعة أو قراءة ما لديه على جهازه. ولكن فى نسخة Skype for business، تم عمل إضافة قوية جدًا لخاصية مشاركة الشاشات بحيث أصبح أى طرف من أطراف المحادثة لديه إمكانية أن يتحكم فى جهاز الطرف الأآر. فإذا طلب أحد أطراف المحادثة مشاركة ومشاهدة شاشة الطرف الآخر، يمكن للطرف الآخر – بعد أن يوافق على طلب مشاركة شاشته مع الطرف الآخر – أن يعطيه أيضًا حق التحكم فى جهازه أثناء المحادثة. فلو فرضنا أن مديرًا يتكلم مع أحد الموظفين حول ملف معين، وأراد المدير تعديل أى شيء فى الملف الموجود على جهاز الموظف، فيمكن للمدير إرسال طلب مشاركة شاشات للموظف، وعندما يقبلها، يمكنه أن يعطيه حق التحكم، فيستطيع المدير أن يتعامل عن بعد مع الملف المفتوح على جهاز الموظف، ويعدل فيه كما يريد. وعند الانتهاء يمكن للموظف استرجاع حق التحكم فى جهازه مرة أخرى.
5 – التوافق مع مجموعة مايكروسوفت أوفيس Microsoft Office
من المعروف أن شركة مايكروسوفت هى صاحبة مجموعة الأوفيس Microsoft Office المكتبية الشهيرة، والتى من أشهر برامجها الوورد Word والإكسيل Excel. وبما أن برنامج اسكايب أصبح مملوكًا لمايكروسوفت أيضًا، فقد قامت الشركة بعمل توافق بينه وبين برامج الأوفيس.
فإذا كانت شركة ما تستخدم نسخة الاسكايب التجارية، فيستطيع أى موظف فى الشركة استخدام برنامج الإسكايب من داخل برامج مجموعة الأوفيس، فمثلًا لو الموظف يعمل على برنامج الوورد وجاءه اتصال عبر الإسكايب تظهر له نافذة المحادثة داخل برنامج الوورد ويستطيع الرد والتحدث أثناء العمل على ملف الورد المفتوح. كما أنه إذا تواجد مثلًا اسم أحد أعضاء الشركة داخل ملف الورد، سيظهر بمجرد المرور على صورته شريط اتصال الاسكايب أمام المستخدم؛ مما يمكنه من الإاصال بهذا الشخص عبر الاسكايب من داخل ملف الوورد.
6 – التوافق مع برنامج مايكروسوفت أوتلوك Microsoft Outlook
أصبح الآن من خلال هذه الخاصية لأى فرد داخل الشركة أن يقوم بعمل دعوة لفرد أو مجموعة من الأفراد من داخل برنامج الأوتلوك يدعوهم فيها لموعد محادثة أو اجتماع عبر الاسكايب، حيث يقوم بتحديد موعد المقابلة والأفراد المراد مشاركتهم، ثم يرسلها إليهم دفعة واحدة، فيستقبل كل واحد منهم رسالة على بريده الإلكترونى تحتوى على رابط المحادثة وموعدها، وعندما يحين وقت المحادثة أو الاجتماع يقوم بالضغط على هذا الرابط فيفتح برنامج الإسكايب تلقائيًا ويشارك فى المحادثة. حتى لو أحد الأشخاص المرسل إليهم دعوة المشاركة لم يكن لديه برنامج Skype for business يمكنه المشاركة فى الاجتماع عند الضغط على رابط المحادثة، ولكن سيفتح له برنامج Skype web.
تعرفنا من النقاط السابقة على بعض الفروق التى توضح المميزات التى أضافتها شركة مايكروسوفت لبرنامج اسكايب الشهير، والتى استطاعت بها تحويله من مجرد برنامج مجانى يستخدم فى المحادثات العادية بين الأفراد إلى برنامج مدفوع الأجر يستخدم على مستوى الشركات.
ترى هل سيظل برنامج سكايب برنامجًا مجانيًا كما عهدناه منذ إطلاقه، أم أن مايكروسوفت سيكون لها رأي آخر؟ بالتأكيد سيتضح الأمر مستقبلًا.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست