تعريف اغتصاب العقل
بصفة عامة يعرف الاغتصاب العقلي على أنه ادعاء شخص ما أنه يعرف أكثر من الآخرين بما ينفعهم أو يضرهم، وقد يملك القدرة على الإقناع بما يريد أن يصنعه، أو لا يملك هذه القدرة وعليه فإنه يلجأ إلى تطويع ضحاياه من خلال حوار مفتوح يلجأ فيه إلى التسلط عليهم عن طريق إرباك آرائهم، وتشويش أفكارهم، سعيًا وراء إملاء رغبته وفرض إرادته عليهم.
الاغتصاب العقلي الفردي
وفي هذا الإطار فقد تم تشبيه عملية استلاب الإرادة واغتصاب العقل بما سُمي بعملية: طهو الضفدع
- انتق ضفدعًا مناسبًا، ولكنه غير مدرك أنه سوف يتم طهوه.
- ضع الضفدع في إناء به ماء في درجة حرارة الغرفة العادية، حيث يستمتع بالبقاء في الماء لفترة، ولا تضعه في إناء به ماء يغلي، وإلا سيقفز منه فورًا.
- إبدأ في تسخين الماء على نحو تدريجي حتى يصل إلى درجة الغليان.
- حين يصل الماء إلى درجة الغليان سيكون الضفدع قد تم طهوه بالفعل، دون أن يدري ماذا حدث له أو يدرك الخطر المحدق به. فقد ظل يستمتع بالماء الساخن حتى فات أوان الهرب من مصيره المحتوم. فلم يشعر ببدء التجربة، وكذلك أي إنسان لا يشعر ببداية مرحلة استلاب إرادته، واغتصاب عقله.
وهناك ثلاثة مراحل تمر بها عملية اغتصاب العقل
- تشويش أفكار الإنسان وإرباك مشاعره ومعتقداته وتهميش ذاته ووضعها في إطار من لا يعي صالح أمره. وفي هذه المرحلة يلجأ الضحية إلى شخص آخر طلبًا للتأكد من صحة وسلامة حاجاته وأهدافه حيث أن الضحية في هذا الوقت يكون غير مدرك أو متأكد من صحة وسلامة أفكاره ومشاعره.
- افتقاد الإنسان إلى التفكير البناء وتهميش العاطفة والإنصياع لرغبات الآخرين. وفي هذه الحالة يبدأ الشخص في إظهار عكس ما يبطن بداخله، فقد يبدو هادئًا متماسكًا، ولكنه يعاني من فيضان من المشاعر الداخلية وغضب كبير نتيجة فقده لذاته وينعكس ذلك عليه باليأس والإحباط، ونتيجة لذلك فهو يلجأ باستمرار إلى شخص آخر ليعطيه الرأي نتيجة عدم ثقته بنفسه ولا بآرائه.
- نتيجة التهميش الكامل للمشاعر والعاطفة وفقدان الثقة الكامل واستمرار سيطرة الأخرين على عقول ضحاياهم فإن ذلك قد يؤدي إلى وقوع الضرر الجسدي أو العاطفي، ويصبح الضحية شديد الإضطراب وتتداخل الأمور لديه وقد يقع لسلوك عدواني ضد ذاته التي كرهها، كالانتحار مثلًا أو قد يقدم على إيذاء غيره.
إذا حاول الضحية استعادة استقلاليته بعد تجربة اغتصاب عقله دون اللجوء إلى صديق يشمله برعايته ونصحه ويمد له يد العون فإنه قد يحدث أحد أمور ثلاثة:
- قد يستعيد الجاني سيطرته على الضحية باستخدام وسائل نفسية نجحت من قبل.
- يحاول أن يستعيد سطوته عليه مرة أخرى عن طريق الإيذاء البدني.
- قد يقدم الضحية على الإنتحار نتيجة فشله وقد يرى فيه الحل الوحيد للخلاص من أزمته.
اغتصاب العقل الجمعي
وهنا كانت كلماته الأشهر التي صاغ بها ما قام بفعله حرفيًا: أعطني إعلامًا بلا ضمير.. أعطك شعبًا بلا وعي.
وأيضًا: اكذب ثم اكذب ثم اكذب.. حتى يصدقك الناس.
رابط الفيديو الأول:
رابط الفيديو الثاني:
رابط الفيديو الثالث:
نظرة عامة:
- أي شخص معرض أن يكون جاني أو ضحية للاغتصاب العقلي بشكل مستمر طوال حياته.
- إذا كنت أب أو أم أحرص على إعطاء طفلك الذي كبر ونضج كامل الحرية في تحديد مسار حياته طالما كان هذا المسار طيبًا قويمًا لا تشوبه شائبة، وليقتصر دورك على النصح والإرشاد فقط ومد يد العون في حال الاحتياج لها.
- إذا كنت زوجًا أو زوجة فاحرصا على تآلف الطباع وتقارب الأرواح وسيادة روح الود والألفة، ولتكن الحياة بينكما عبارة عن إقناع ممزوج بود، وابتعدا عن التسلط وفردية القرارات؛ فإنها أقصر الطرق لهدم أية علاقة.
- لا تعط حكمًا في أمر حتى تتبين وتفكر كثيرًا خاصةً في الحوادث الجسام.
- لا تعط ثقتك بسهولة في أي حديث يقال لك، ولتجعل المصداقية آخر أمر تقوم به بعد الفحص والتقصي حتى لا يستمر أحدهم بخداعك والتلاعب بعقلك للأبد.
ختامًا.. كن أنت، كن نفسك بضعفها وقوتها، اتخذ قراراتك بنفسك وتحمل تبعات إختيارك، عش طبيعتك وعفويتك فالحياة خلقت للتجربة.. وفي التجربة قد نخطيء وقد نصيب، وإنما الكمال غاية لا تدرك. فقط ثق بنفسك وبقدراتك، ولا تجعل عقلك تابعًا لأي فرد، أو لأي شيء، وإنما أجعله سيدًا يقود خطاك إلى الطريق القويم الذي ترضاه لنفسك.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست