تحفة «توم كروز» السخيفة الأخيرة: السقوط- المهمة المستحيلة (6)
السرد «غير الممل» و«غير المتسلسل» للمسلسل السينمائي الشيق الجديد رقم 6.
أكشن فريد خرافي، ومطاردات شيقة، وتمجيد دعائي استخباري سافر، وحبكة سخيفة «فانتازيا»، ومبيعات «بوب كورن» عالية!
من أجل تأمين البلوتونيوم فإن «الأرملة البيضاء» تتهم «إيثان» (توم كروز) بمطاردة لين مع القافلة المصفحة، التي تسير عبر باريس، ثم تقوم بتوفير إحدى نوى البلوتونيوم باعتبارها دفعة عينية عاجلة للبعثة الاستخبارية، لكن «إيثان» وفريقه لا يقتنعان، فيهاجمان القافلة، وتحدث مطاردات لاهثة عبر شوارع باريس، بين الدراجات النارية والسيارات، فيما يحاول «إيثان» تجنب كل من «الأرملة البيضاء» والبوليس وكذلك «إليسا»، التي تسعى بدورها لقتل «لين» لإنجاز مهمتها المطلوبة من قبل مكتب «الإم آي 6» في لندن، ثم يتم تسليم «لين وإليسا» للمكتب المذكور.
ثم هناك في مكان آمن في لندن، يواجه «ألان هونلي» (سكرتير صندوق النقد الدولي) «إيثان» بحقيقة كونه «جون لارك»، ويخبره على عدم قدرته الاستمرار بالمهمة، ويكشف «ووكر» عن غير قصد بأنه هو نفسه «جون لارك» الحقيقي، فتلاحظ المديرة السمراء «أريكا سلواني» ذلك، وتخطط لضم الثلاثي «لين وووكر وإيثان» لفريق «السي آي إيه»، الذي يبدو بوضوح أنه مخترق من قِبل مجموعة «الرسل» الإرهابية، ويحدث قتال ضارٍ بالأيدي، ثم يؤمر «ووكر» بمهاجمة الفريق، ويتم طعن وقتل «هونللي»، ثم يهرب «ووكر» بعد أن انكشف أمره، فتتم ملاحقته من قبل «إيثان»، ويهرب الجميع إلى معسكر طبي معزول في كشمير، ويسعى «ووكر» لتهديد حياة زوجة «إيثان» السابقة «جوليا».
مشاهد حابسة للأنفاس
أما مديرة وكالة المخابرات الأمريكية السمراء قوية الشخصية «إيريكا سلوان»، فتصدر تعليماتها لرئيس الفعالية الميدانية «أوغست ووكر» لتهميش «إيثان»، ومحاولة استرجاع البلوتونيوم منفردًا، فيبادر الاثنان للقفز إلى باريس، حيث يتسللان إلى حفل كبير لجمع التبرعات، يقام في القصر الكبير، حيث من المقرر أن يقوم «جون لارك» بعقد صفقة كبيرة لشراء «النوى الثلاث» من الرسل، بالتعاون مع تاجر الأسلحة المعروف بلقب «الأرملة البيضاء» باعتباره وسيطًا مضاربًا؛ فيحدث أن يقوم كل من «إيثان وووكر» بملاحقة «لارك» الجامح الشرس إلى الحمام؛ ليدور هناك قتال وحشي، يُقتل على إثره «لارك» فجأة بواسطة مسدس «إليسا فاوست» التي دخلت فجأة أيضًا على الخط، ولإكمال المهمة، ينتحل «إيثان» شخصية «جون لارك»، ويلتقي منفردًا بـ«الأرملة البيضاء» لعقد صفقة.
تنوع مواقع التصوير
تمت في كل من باريس، والمملكة المتحدة، ونيوزلندا، والنرويج، وخاصة المشاهد الأخيرة الشيقة للقتال بالمروحيات من على جرف ثلجي شاهق؛ حيث سمح لهم بما يصل إلى حوالي 50 هبوطًا متتاليًا لطائرات الهيلوكوبتر في اليوم الواحد، لإتمام التصوير على الوجه الأكمل، ولقد كُسِر كاحل «كروز» أثناء التصوير، ونتج عن هذا الضرر والتعطيل تكاليف وصلت إلى حوالي 80 مليون دولار، ويقال إنه تم اختتام التصوير في الإمارات العربية المتحدة، وخاصة للقطات القفز من الارتفاعات العالية، حيث تدربوا بواسطة نفق رياح ضخم قائم على الأرض، كما استخدموا لهذا الغرض طائرة عسكرية من طراز «سي-17»، وصورت المشاهد مع غروب الشمس، أما فيما يخص السكور والألحان المرافقة للشريط، فقد تقديم حوالي 25 لحنًا دالًا ومنسجمًا مع إيقاع الأحداث بطريقة مدمجة انسيابية تحقق الإثارة والتشويق، والانسجام اللازم.
يبدو «كروز» في هذا الجزء وكأنه أصبح مهووسًا ودائم التألق مع كبر سنه نسبيًا، لا يكل ولا يمل، محاولًا التفوق على ذاته، فيقدم أقصى إبداعه الحركي «البهلواني»، حيث ينغمس بحركات قتالية لافتة مقترنة مع الدراما الشخصية المؤثرة البارعة التي يتقنها، مستعرضًا رهانات الحياة والموت، ومحاولًا أن يظهر مثل الأيقونة الدعائية السافرة، وباعتباره بديلًا لسلسلة «جيمس بوند» الشهيرة، معظمًا إنجازات أجهزة الاستخبارات الغربية (البريطانية والأمريكية على وجه التحديد) التي تعبث عادة بمصائر الدول والشعوب، ومحاولًا تلميعها وإظهارها باعتبارها حامية للسلام، والاستقرار العالمي الهش والمتردي، فيما هي تعمل العكس تمامًا، والحق أنه وإن كانت الفكاهة قليلة نسبيًا هنا في حوارات هذا الفيلم، لكنه قدم بالمقابل مرحًا خاصًا مصاحبًا للقتل والعنف والمطاردة، مدمجًا ببراعة في ثنايا الأكشن اللاهث، والمخاطرة الفريدة التي تستحق المشاهدة مع قناعتنا بكم السخافة الكبير، واللامعقولية للأحداث، والروح الدعائية السافرة على الشاشة.
فقرة موضحة للمشاهد الختامية المتسارعة
هناك في المعسكر الطبي المنعزل، حيث يتم استخدام أجهزة الأشعة لإخفاء البصمة الإشعاعية للقنابل الثلاث، قام «ووكر» بالتحايل لاستدراج «جوليا» وزوجها الجديد للموقع للإيقاع بـ«إيثان»، ثم يتم تنشيط الأسلحة الثلاثة المرعبة من قِبل المنظمة الإرهابية، كما يتم إعطاء «ووكر» صاعق التفجير؛ وعندئذ يقوم «إيثان» بمطاردته بواسطة المروحية، فيما يحاول كسب الوقت والتنسيق لإبقاء الثلاثة «بينجي، ولوثر، وإليسا» على أرض الموقع بغرض العثور على القنابل المخفية.
فيجد «لوثر» أول سلاح، فيما تساعده «جوليا» على نزع الفتيل بصعوبة لاهثة، ثم يجد «بينجي، وإليسا» السلاح الثاني، ويتعرضان لهجوم «لين» حتى يكاد «بينجي» يتعرض للقتل، فتنجح «إليسا» في اللحظة الملائمة لإنقاذه وإخضاع «لين»، ثم يشارك «إيثان وووكر» في مطاردة حابسة للأنفاس بواسطة طائرات الهيلوكوبتر فوق المرتفعات النرويجية الشاهقة، ويخرج «إيثان» مروحية «ووكر» من السماء بعد ملاحقة خطيرة، ثم تتدمر المروحيتان أخيرًا على الجرف الثلجي الشاهق وينجوان بأعجوبة من الحطام الذي يكاد يسقط عليهما، فيتقاتل الاثنان بضراوة على حافة الجرف الخطير، ويُقتل «ووكر» في الصراع، ويتمكن «إيثان» بمعجزة في اللحظات الأخيرة من الاستيلاء على صاعق التفجير، وإبطال مفعوله، فيما يتمكن كل من «لوثر، وإليسا، وبينجي» من إبطال مفعول القنابل الأخرى.
في المشاهد الختامية التوفيقية، يتم استرداد قنابل البلوتونيوم الثلاث بأمان، ثم تقوم الزعيمة السوداء، قوية الشخصية، بتسليم المجرم «لين» إلى مكتب الاستخبارات البريطانية (إم آي 6) بواسطة «الأرملة البيضاء»، ثم تتم تبرئة «إليسا»، وبعدها يتعافى السوبر مان الكهل «إيثان» من جروحه العديدة بمساعدة «جوليا»، فيما ينضم إليه باقي الفريق الكرتوني الظريف احتفالًا بالنصر، وأنا متأكد أن معظم المشاهدين لم يفهموا كافة التفاصيل التي أوردتها هنا، وتاهوا في -معمعة- الأحداث المتلاحقة وانبهروا، هكذا تكون قراءة مقالتي ضرورية لفهم الحيثيات، والاطلاع على التداخلات والجزئيات، كما أن هذه المقالة المميزة تعتبر بديلًا موضوعيًا لقراءة سطحية صحفية يتقنها شخص أعرفه لا يشاهد هذه الأفلام في قاعات السينما عادة، وإنما يلجأ لترجمة سطحية من الإنترنت، من منطلق أنه كله عند العرب صابون، والمهم الكتابة والمكافأة والسلام، ويا دار ما دخلك شر!
ملخص نقدي
حصل هذا الفيلم على إجماع نقدي، يقول بأنه سريع وأملس وممتع، 86% متفوقًا على جميع أفلام السلسلة السابقة، وبدأ باعتباره أكثر الأفلام إثارة مع الفبركة الواضحة غير المعقولة، لحبكة الفيلم المصطنعة وغير المنطقية، ونجح المخرج بخلق كيمياء تفاعلية بين مجموعة الممثلين المتماسكة، مع إظهار كم كبير من المشاهد القتالية البالغة الإتقان والوحشية الواقعية، مما ألهم المشاهدين، وحفّزهم لمتابعة الأحداث، وقد وصل أحيانًا للذروة الحركية غير المتوقعة، متفوقًا بالحق على سلسلة «بوند» الشهيرة، كما ينجح الفيلم بدمج المؤثرات المشهدية الخاصة بشكل لا يمكن تمييزه عن السياق، وهذه براعة فريدة بطريقة الإخراج.
مختصر مفيد لمن لا يريد قراءة المقال الطويل العتيد
بعد عامين من الاستيلاء على «سولومون لين»، تم إصلاح وترميم النقابة لتتحول إلى جماعة إرهابية تعرف باسم «أبوستلز» (الرسل)، وهناك في منزل آمن في بلفاست، يلتقي العميل «إيثان هانت» (توم كروز) لمناقشة مهمة خطيرة جديدة تتلخص باعتراض عملية بيع محتملة لثلاث نوى من البلوتونيوم الإشعاعي الشديد الانفجار لأعضاء المجموعة الإرهابية، حيث يسافر العالم الأصولي المجنون «جون لارك» في مهمة عاجلة إلى برلين، ليلتقي هناك مع كل من «بينجي دين، ولوثر ستيكل»، لكن المهمة تفشل فجأة عندما يفضل «إيثان» إنقاذ حياة صديقه الأسمر الحميم «لوثر»، هكذا تنجح عصابة الرسل بسرقة البلوتونيوم، فيسعى الفريق بسرعة لاستجواب خبير الأسلحة النووية «نايلس دي بروك»، والذي عمل سابقًا مع المجموعة لتصميم وبناء الأسلحة الثلاث المرعبة، ولكي يقنعوه بالتعاون معهم، فإنهم يخدعونه ويقنعوه بأنه تم بالفعل تفجير الأسلحة الثلاثة في الأماكن المقدسة الثلاثة: فاتيكان روما المسيحية، والقدس اليهودية -كما تم تتويجها من قبل ترامب مؤخرًا-، ثم مكة الإسلامية -هكذا ببساطة وسذاجة ويا دار ما دخلك شر-، فنراهم ينجحون بخداعه لكي يحصلوا منه على تفاصيل الخطوة التالية للمجموعة الإرهابية الجامحة (ما يسمى الرسل).
يعتبر هذا الفيلم هو السادس في السلسلة الشهيرة الشيقة، وهو من إخراج «كريستوفر مكوار»، وإنتاج «توم كروز وج. ابرامز»، ومن تمثيل كل من «هنري كافيل، وفينج رامز، وسيمون بيج، وربيكا فيرغسون، وشون هاريسن أنجيلا باسيت، وميشيل موتوغان»، وحيث يتوجب على «إيثان هانت» (توم كروز) وفريقه الملتزم البارع الطريف تعقب البلوتونيوم المسروق، وفي ظل مراقبة عميل الاستخبارات الأمريكية «هنري كافيل» الذي يقوم بمهمة مزدوجة جامحة وخطيرة ومارقة.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست
علامات
سينما