أنا: مرحبًا، كيف حالك؟
صديقتي: بخير، وأنت؟
أنا: الحمد لله، بخير.
صديقتي: ما الجديد؟

(حوار رتيب قد ينم عن برود قاتل، حواراتي مع صديقتي دائمًا ما تملؤها النقاط المتتالية ونقاط التعجب كأننا لا ننهي حديثًا أبدًا).

أنا: إني أقرأ لأوشو هذه الأيام، فيلسوف هندي ذو أفكار غير معتادة، خارجة عن المألوف، و قيل لي بأن لا أقرأ له لأنّي قد أتأثر بأفكاره بشكل سلبي.
صديقتي: جميل، أوشو اسم غريب بحد ذاته! هل بدأت بالتأثر؟

أنا: سألتك مرة لماذا تجسد المرأة بشكل معين في اللوحات الفنية وأوشو أجابني إجابة مقنعة نوعًا ما، لأن البشرية حسب رأيه مريضة ولم ترتق، و الإنسان يعبر بفنّه عن ما ينقصه.

صديقتي: كلام فرويدي!
أنا: ألم يتحدث فرويد عن حرية الجسد؟ أجد أن أوشو مختلف، أوشو تحدث أكثر عن التماهي بين الروح والجسد، عن الرقي بالروح، أن الحب مقدس لأنّه طريق الخلق، ولكننا ننظر إليه بنظرة دونية.
صديقتي: كلام بديهي لا ننتظر من أوشو تنويرنا، فرويد تعمق كثيرًا حتى أصبح تفسيره تخريفًا (فسرت صديقتي النظرية الفرويدية بشكل مختصر).
أنا: لقد قال أن الناس التي لم تجد الحب خيّرت الصلاة وممارسة اليوغا حتى ترتقي بأرواحها، الحب مرحلة عابرة تولد نشوة فيصبح الإنسان باحثا عنها حتى إنّه قد يدنّس نفسه لإيجادها فكيف يجد هذه النشوة اللافانية وكيف يصل إلى «السامادهي».
صديقتي: «السامادهي» بمعنى؟
أنا: مرحلة الاستغراق في المطلق.
صديقتي: والهدف من الاستغراق في المطلق؟
أنا: رقي الروح حسب ما فهمت من كلام أوشو.
صديقتي: إلى ماذا؟
أنا: حتى تصبح الروح ربانية، العودة إلى الأصل دون عقد، العودة إلى البراءة، العودة إلى نقطة اللاشيء.

صديقتي: وبعد؟

أنا: وبعد  ماذا؟!
صديقتي: أتمّي القراءة حتى نعرف وبعد ما المتوقع؟
أنا: بشكل مختصر، إنّه يؤمن بحياة ما بعد الموت وهذه الدنيا هي مرحلة تدريب للنفس لحياة ما بعد الموت.
صديقتي: أتعبت نفسك بأوشو! لو سألتيني فحسب.
أنا: هناك فرق بينكما!
صديقتي: الفرق أنّه مشهور وله أتباع (باستهزاء)، خرافات ونظريات، وكيف الارتقاء عجبًا؟ نوّرينا!
أنا: إنّي أفكر جدّيًا باليوغا! ولست من أتباع أوشو! قرأت له على سبيل المعرفة والتغيير لا أكثر، حتى إني لست بمؤمنة بأغلب أفكاره.
صديقتي: عجبا أمركم والصلاة؟ (صديقتي ليس بملتزمة ولا مواظبة على الصلاة).
أنا: لا أترك فرضًا الحمد لله! (وكأني أدافع عن نفسي).
صديقتي: ليس بعدم تركها، ارتقي بصلاتك، أقترح أن تقرئي للصوفية فقد تناسب المتدينين أمثالك أكثر من أوشو، لا تناسبك هذه الفلسفة.
(كلام عادي قد نسمعه في محاضرات عن الخشوع، لكني تساءلت بعد ذلك الحوار بحق هل ضلالة صديقتي أرتها النور؟ هل عرفت صديقتي نفسها وأنا ما زلت في المرحلة صفر، هل خروج أصحاب القلوب النقية عن الطريق لا يضللهم بل سيعودون بيقين وما خسروا أنفسهم؟ هل نحن «وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا» لأننا فعلا لم نعرف أنفسنا ولا نعرفها؟

لماذا قد يحملني حوار عن أوشو للتفكير في إن كنت صادقة في ما أفعله أو أمضي وقتًا وأصنع صورة مثالية فحسب، كيف هو طريق البحث؟ بالتأكيد لا يوجد وصفة معينة، غير البحث وطرح الأسئلة دون توقف حتى إن لم توجد أجوبة.

صديقتي قد تجد هذا  كلامًا تافهًا وبديهيًا، كلاما به فلسفة معوجة.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

علامات

أسئلة, أوشو, بحث
عرض التعليقات
تحميل المزيد