إن تكوين الرأي العام والتلاعب به يستخدم لأغراض مختلفة ومجالات مختلفة من المجتمع، مثل السياسة والقانون والأخلاق والاقتصاد والثقافة وغيرها الكثير، فإن دراسة الأساليب وتشكيل الرأي العام، والغرض من تشكيلها والتلاعب بها أمر ذو صلة. ويجب أن لا ينبغي تقييم تكوين الرأي العام بتجاهل عمليات صنع القرار السياسي.
هناك العديد من وجهات النظر في الرأي العام الفلسطيني حول «الانتخابات الفلسطينية». ومنها:
– إن إجراء انتخابات حرة ونزيهة في فلسطين سيساعد على استعادة أفق سياسي شرعي لتحقيق حل الدولتين.
– الانتخابات ستوفر خطوة حاسمة نحو إعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية وتجديد شرعية المؤسسات الوطنية، بما في ذلك المجلس التشريعي المنتخب ديمقراطيًا والحكومة في فلسطين.
– الفصائل الفلسطينية تحرز تقدمًا نحو إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، في القاهرة، وتوصلت إلى اتفاق بشأن عدة مسائل معلقة، وشددت على ضرورة إجراء انتخابات في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة، والقدس الشرقية.
– إنها تسعى إلى تحقيق هدف إنهاء الاحتلال وتحقيق حل تفاوضي يقوم على وجود دولتين استنادًا إلى قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقات السابقة.
– ستكون خطوة حاسمة نحو وحدة الشعب الفلسطيني، وسيعطي شرعية جديدة للمؤسسات الوطنية بما فيها برلمان وحكومة منتخبة ديموقراطيًا في فلسطين.
– المحادثات المقبلة في القاهرة لحل المسائل المعلقة المتصلة بالانتخابات ستكون هامة بالنسبة للعملية التحضيرية القادمة.
– الاتفاقات بين إسرائيل والدول العربية من الممكن أن تحقق شرق أوسط أكثر سلامًا، ومزيدًا من الخطوات، لتيسير وتعزيز ودعم المشاركة السياسية.
– إن الاتفاق بين حركتي فتح وحماس على إجراء انتخابات في الدولة المنقسمة سياسيًا يعكس المزاج المعتدل بين قطر والمملكة العربية السعودية ومصر بشأن فلسطين.
– لا يتوقع ان يكون للانتخابات تأثير كبير في المنطقة. وقد تقلص نفوذ فلسطين في العالم العربي.
– الانتخابات لها تداعيات محلية، لا أعتقد أنها ستؤثر على السياسة الخارجية لدول المنطقة.
– إن حماس تخوض ظروفًا مستحيلة، ولم تزل تهيمن على غزة، وهي تعلم بأنها لن تحصل على الأصوات التي حصل عليها في انتخابات عام 2006.
– إن البيئة السياسية والقضائية في فلسطين ليست جاهزة لهذه الانتخابات، هناك نظامان قضائيان مختلفان وسلطات مختلفة لصنع القرار في غزة والضفة الغربية.
من أجل نجاح الانتخابات، لا بد من إنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة وحدة وطنية استعدادًا للانتخابات، وتوحيد القانون في غزة والضفة الغربية. والموافقة على مبادرة التي قدمت، لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، والتي ستضع الأساس لإجراء انتخابات رئاسية وانتخابات عامة في آن واحد. وتتألف المبادرة التي قدمتها الفصائل الفلسطينية من أربع مواد، قبول اتفاقيات المصالحة السابقة لإنهاء الانقسام، وانعقاد لجنة تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية، واعتماد الفترة الحالية كمرحلة انتقالية، وإجراء انتخابات شاملة، بما في ذلك المجلس التشريعي والرئاسي والوطني، في منتصف عام 2021.
إن الانتخابات تشكل خطوة حاسمة من أجل استمرارية العملية السياسية، لذلك ندعو جميع أصحاب المصلحة إلى تحديد أولويات الحوار الوطني وبناء توافق الآراء، بروح من الاحترام والتسامح بين مختلف الفصائل الفلسطينية، وهي فرصة جديدة شاملة للمسار الديمقراطي، ومعالجة جذور أسباب ارتفاع مستويات الفقر والبطالة، وتوفير حياة كريمة للشعب الفلسطيني، حيث تعاني فلسطين من العديد من المشـاكل الاقتصادية، ناتجة عـن الوضع السياسي الحالي، ولذاك إجراء هذه الانتخابات قدر يوفر المقـدرة على تحقيق التنمية الاقتصادية، وخلق مشاريع جديدة، لزيادة الإنتاج وتشغيل الأيدي العاملة، وخاصة الخرجين من الجامعـات، بالإضافة إلـى سياسة الحصار والإغلاق والسيطرة على المعابر.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست