كانت العلاقة بين المشاهير والمصورين متوترة على مدار عقود، حيث الاتهامات بغزو الخصوصية ونقد الصور غير المضحكة، وكان النجوم يهاجِمون بانتظام أولئك الذين يتقاضون أجرًا لملاحقتهم، لكن في العامين الماضيين بدأت موجة جديدة من الشكاوى تتدفق من الجانب الآخر.
واجه عدد من المشاهير المعروفين، بما في ذلك الممثلة جنيفر لوبيز وعارضة الأزياء جيجي حديد، دعاوى قضائية لنشر صورهم – التي التقطها مصورون محترفون – على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، فما الذي يحدث بالضبط مع هذه النزاعات حول حقوق النشر؟
قد تعتقد أن كونك موضوعًا للصورة يعني أنه يمكنك استخدامها بحرية، ولكن وفقًا لقانون حقوق الطبع والنشر، فالمصور هو الذي يمتلك عادة حقوق الصورة ما لم يتم ترخيصها لطرف ثالث، مثل وكالته أو صاحب العمل، لذا فسواء كنت من المشاهير الذين يواجهون حشود المصورين عند مغادرة أحد أحداث هوليوود، أو كنت شخصًا ما يمرح مع صديق، فإن ملكية الصورة تكون للشخص الذي ضغط الزر.
الصورة التي نشرتها كلوي كاردشيان على إنستجرام
زعمت وكالات التصوير في دعاوى قضائية حديثة، أنه ليس من العدل أن يقوم المشاهير بنشر صورهم وتوزيعها على الملايين من المشجعين دون ترخيص، حتى أن البعض طالب بالتعويض عن خسارة الأرباح، وخاصةً بعد ارتفاع القيمة النقدية لعائدات بعض شبكات التواصل الاجتماعي، حيث كسب البعض ما يصل إلى مليون دولار لكل منشورعلى منصات مثل «إنستجرام».
تعتبر عارضة الأزياء وسيدة الأعمال كلوي كاردشيان من أوائل المشاهير الذين تعرضوا لقضايا خاصة بحقوق نشر الصور، فتمت مقاضاتها في 2017 بعد نشرها صورة لها أثناء زيارتها أحد المطاعم في ميامي على حساب «إنستجرام». الخاص بها، فطالبتها «Xposure Photos»، وهي وكالة مقرها المملكة المتحدة، بتعويضات تزيد قيمتها عن 175 ألف دولار لهذا المنشور، وقالت الوكالة: إن الصورة كانت مرخصة حصريًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية واستخدمتها كلوي دون الرجوع للوكالة.
زعمت الوكالة أن مشاركتها الصورة مع ما يقرب من 67 مليون متابعًا، شكلت انتهاكًا متعمدًا وخبيثًا لحقوق الطبع والنشر الخاصة بهم، وفي النهاية، حذفت كلوي كارداشيان الصورة ووافق الجانبان على رفض الدعوى العام الماضي، لكن كلوي غردت على «تويتر» بأن الخلاف مشكلة مستمرة بالنسبة لها وشقيقاتها، وقالت إنه قد يستغرق الأمر وقتًا أطول لمشاركة الصور من الأحداث لأنها مضطرة للحصول على إذن مناسب أولًا.
تغريدة كلوي كاردشيان: https://twitter.com/khloekardashian/status/1031301266910015488
في واقعة أخرى أُفيد الشهر الماضي بأن جنيفر لوبيز تتم مقاضاتها في قضية مشابهة تتعلق بنشر صورة على قصتها على موقع إنستجرام، وهي صورة مؤقتة تختفي بعد 24 ساعة.
كما أصبحت عارضة الأزياء جيجي حديد أحدث نجمة تعرضت لدعوى قضائية على خلفية صورة نشرتها بنفسها الأسبوع قبل الماضي، حيث زعمت الشكوى ضد حديد أن حسابها على إنستجرام يتضمن على الأقل 50 صورة غير مرخصة لها في أماكن عامة، أو في أحداث صحافية، أو على ممر عرض الأزياء.
صورة: جينفز لوبز
انتشرت في الآونة الأخيرة تلك الحالات التي أصبحت تعرف في مجال صناعة الشهرة باسم تصيد حقوق التأليف والنشر، وتعني محاولة البعض تتبع المشاهير وإثبات نشرهم صور دون ترخيص من وكالات التصوير، والتي تستكشفها وكالات التصوير على أنها طريقة جديدة وتزايدية لزيادة مصادر دخلها.
أُغلقت بالفعل عدة حسابات بسبب التبليغ عنها بأنها تنتهك حقوق النشر والتأليف، وعندما اشتكى بعض متابعي كيم كارداشيان من تلك المشكلة في العام الماضي، قالت كيم: إن عائلتها كانت تفكر في الاستعانة بمصوريها في محاولة لتجاوز المشكلة.
تغريدة كيم كاردشيان:
https://twitter.com/KimKardashian/status/1032385310993178624
ينظر البعض لحقوق النشر على أنها مجرد واحدة من تلك الأشياء التي تسيء إلى الفطرة السليمة، فعلى سبيل المثال إذا ضايق شخص ما أحد المشاهير والتقط له صورة، وأعجبت تلك الصور صاحبها بعد ذلك، وأراد أن يستخدمها، فيمكن للشخص الذي التقطها دون إذن من البداية أن يقاضي من التُقطت له الصورة. علاوة على أن الشخص الذي التقطها قد يكون جنى منها الكثير من الأرباح بالفعل ودون استئذان صاحب الصورة الفعلي.
رفعت الممثلة كاثرين هيجل في عام 2014، قضية ضد سلسلة من متاجر الأدوية الأمريكية بعد أن استخدمت الأخيرة صورة لها وهي تحمل حقائب التسوق الخاصة بالصيدليات للترويج على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أُسقطت هذه القضية في نهاية المطاف على ما يبدو في مقابل حذف المنشور والتبرع السري لجمعية خيرية.
يبدو الدفاع فيما يتعلق بشكاوى حقوق الطبع والنشر من جانب مصوري المشاهير معقدًا إلى حد كبير في القضايا القانونية، فالكثير من القضايا المرفوعة ضد المشاهير حتى الآن تم فصل العديد منها أو تسويتها قبل أن يصل التقاضي لقرار حاسم.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست