المرة الوحيدة التي يجب ألا تفشل فيها هي آخر مرة تحاول فيها
كانت هذه مقولة فرانك شالنبرجر، مُدرس فيليب نايت (philip knight) بطل قصتنا اليوم
شركة نايكى ــ Nike إحدى أكبر الشركات في المنتجات الرياضية لصاحبها ومؤسسها فيليب نايت. الرجل الذى قُدرت ثروته في عام 2014 بحوالى 22 مليار دولار.
وقبل أن أسرد لكم قصة النجاح سأخرج خارج الصندوق، وأقص لكم الفشل الذريع الذى حدث لـفيليب نايت أولًا، فالبعض يعتقد أنه لم يمر بأي فشل أو ظروف قاسية فــي حياته، ولكن على العكس، فقد تأخرت شحنة الأحذية في البداية 14 شهرًا، وأصيب في حادث وقع له أثناء قيادته لسيارته وهو يبيع الأحذية، وأيضًا إنه في صبيحة أحد الأيام وجد إخطارًا من الضرائب تخبره بدفع 22 مليـار دولار؛ فقام برفع دعوى قضائية على الحكومة، وفاز بها بعد 3 سنوات، واكتشف بعدهـا أن الشركات الأمريكية المنافسة له هي ما دفعتهم إلى توقيع العقوبة عليه، والتى تم تخفيفها بعد إلى 3 سنوات.
ولد فيليب عام 1938 في مدينة بورتلاند الأمريكية لأب يعمل محاميًا، ثم امتلك صحيفة، اكتشف فيليب أنه يحب رياضة الجري منذ أن كان صغيرًا في المدرسة الابتدائية إلى أن وصل إلى الجامعة، حينما طلب من والده أن يـــعطيه وظيفة في الجريدة في الإجازة الصيفية، لكن والده أصر على أن يبحث عن عمل بمفرده؛ فعمل في جريدة أخرى منافسة في قسم الرياضة ليلًا.
كان يحب رياضة العدو، وتدرب على يد مدرب خبير يدعى بيل بورمان، كان وقتها الأحذية المعروفة والمستخدمة في سباقات الجري تصنعها شركات أمريكية تعمل في مجال إطارات السيارات، فكانت الأحذية سيئة جدًا، واستمر الحال هكذا حتى دخلت السوق شركات ألمانية لتصنيع الأحذية.
كان مدربه بيل بورمان مقتنعًا أنه بالإمكان تصنيع أحذية ذات جودة أفضل، وبــدأ بالفعل في التصنيع اليدوي لها، وكان من الطريف أنه جعل فيليب هو فأر التجارب للأحذية الجديدة، كان فيليب قد حصل على شهادة ماجستير إداره الأعمال، وحدث أن طلب منهم أستاذ مادة الأعمال الصغيرة (Small business) تقديم بحث عن عمل تجارى جديــد في السوق وكيفية إعداد خطة لتسويق المنتج، وبعد تفكير طويل في المشـروع كانت فكرة فيليب بهذا العنوان: هل تستطيع الأحذية الرياضية اليابانية أن تفعـل للأحذية الرياضية الألمانية ما فعلته الكاميرات اليابانية للكاميرات الألمانية؟ عام 1962 قـرر فيليب أن الحلم قابل للتحقيق، وسافر إلى اليابان لشراء الأحذية اليابانية التي تمتاز بالجودة وبرخص الثمن أيضًا لتقليدها عن طريق أحد المصانع الأمريكية التي أعجبت بفكرته.
اتصل بمدربه بيل وعرض عليه الفكرة، وأرسل إليه عينــه نالت إعجابه، وقرر المشاركة معه بـ500 دولار لشراء شحنة أخرى 300 حــذاء يابانى وبدا في تأسيس شركة رياضة الشريط الأزرق، وبدأ في التفكير في كيفية تسويقها، كان عمــر فيلــيب 26 عامًا، فكان يحمل الأحذية في سيارته، ويقف بالقرب من مسارات عدائي المدارس الثانوية، ويبيع لهم، ويبقى طيلة الليل في عمله إلـى أن تكاثرت عمليات البيع، وبدأ في فتح فروع أخرى، على الرغم من الأزمات التي تمر بها الشركه الناشئة وكادت الشركه اليابانية أن تقضى عليه بأن عرضت عليه أن يبيع لهم 51% من أسهم الشركة، والا فستبيع منتجاتها لمنافسيه في أمريكا، فكان قرار فيليب: اذهبوا إلى الجحيم.
وبدأ في التصنيع بنفسه مع فريق عمله، وقاموا بتصنيع أول حذاء لهم يحمل اسم كورتيز، إلا أنه أراد أن يتخلص من الاسم القديم، واقترح اسمًا جديدًا، وهو Nike، وبدأت الشركة في الوقوف مرة أخرى والمنافسة، وبدا فيليب في المنافسة في السوق العالمية وطرح أسهم شركته في البورصة.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست