في البداية أريد أن أتكلم عن مفهوم المدونة الصوتية، وهو؛ أن تقول شيئًا مثيرًا للاهتمام، والتي ارتبطت مفهومها بتقنية البودكاسيت، وتعتمد على استخدام الصوت في الوصول إلى المتلقين بدلًا من النصوص المكتوبة. وتظهر قيمة المدونة الصوتية في البناء والفكرة والمحتوى. فكلما زادت الأدوات التي تحقق الاتصال مع المستمع كلما اكتسبت قيمة أكبر، وكذلك الأفكار، ثم المحتوى الذي يتسم بالدقة والصدق والموضوعية، وغيرها من المعايير التي ترفع من قيمة المدونة الصوتية والمدونين، بالإضافة إلى اختيار عنوان أكثر جاذبية للمدونة الصوتية يرتبط باهتمامات المستخدمين وحاجاتهم وقضاياهم. حيث إن جوهر الفكرة يجب أن يكون واضحًا وبسيطًا في ذهن المذيع أو المحرر، وأن يستعين بكافة الوسائل والأساليب الخاصة بجذب الانتباه إلى جوهر الفكرة، ووضوحها الذي يدعمها ويؤكد معناها ودلالاتها، وسهولة إدراكها، وتصنيف الموضوعات والقضايا والآراء التي يهتم بها المستمع.

والمدونات الصوتية لها شكل مشابه للمدونات المكتوبة من حيث تسجيل الرسائل والمداخلات بالوقت والتاريخ، مع وصف مختصر للمحتوى، ويمكن أن تكون مدونة فردية أو جماعية، التي تستهدف الجماعات ذات الاهتمام أو جمهورًا معينًا، بينما الجزء الرئيسي من الرسالة هي التسجيلات، والتي تحتوي على سلسلة من الملفات الصوتية، تشمل الموسيقى والأغاني والمؤثرات الصوتية، وتضم الحوار، واللقاءات، والتعليقات الصوتية، والمشاركة والتواصل مع الآخرين، ويتم توزيعها ونشرها من خلال أجهزة الصوت والإنترنت، والبرامج التي تساعد على إنتاج الصوت.

وبعد متابعتي لمدة أسبوع لبعض قنوات البودكاست، ممكن أن أطرح بعض سمات المدونات الصوتية من وجهة نظري؛ إنها تعطي مجالًا للأفراد على إنتاج التسجيلات ونشرها بسهولة ومجانًا، بمعنى تعتمد على مجهود شخصي ذاتي. وأيضًا لا تحتاج إلى تصريح للنشر، وتساهم في ممارسة الديمقراطية في وسائل الاعلام، وممكن نعتبر أن المدونات الصوتية هي أيضًا من صحافة المواطن، أو منبر للناشطين السياسيين والاجتماعيين، لأنها لا تحتاج إلى أن يكون الناشر صحافيًّا، بل يمكن أن يكون ذا خامة صوت جميلة أو هاويًا، وهي لا تحتاج إلى تكلفة عالية، حيث تكون من خلال ميكروفون فقط.

ومن أحد أهم أسباب نجاح المدونة الصوتية، هو أن يعرف المدون ما يقوم بنشره أو إذاعته والهدف منه، ونشر الأخبار والتعليقات على الأحداث السياسية، ونقد السلبيات ودعم الإيجابيات، وتقديم شكل جديد ومقبول، ومصادر ووجهات نظر مختلفة، والسلوك الاجتماعي على المشتركين فيها، حيث يتحول الفرد من مستهلك إلى منتج للمواد الإذاعية المسموعة، وهي تناسب أكثر أصحاب الاستماع أكثر من أصحاب القراءة، وهي تساعد على تقديم المادة إلى المستمع بدلًا من انتظار ساعات طويلة ليقرأها، وكلها مرهونة باتجاهات المضيف أو المدون وإمكانياته وقدراته على تعدد الأهداف والوظائف، وبعض المدونين لا يلجأون إلى الأساليب المباشرة في العرض والتقديم، ويعتمدون على أساليب متعددة، ويتركون للمستمع مهمة التفسير والبحث عن المعني، واللغة العامية هي الأكثر استخدامًا في المدونات الصوتية.

وأخيرًا؛ التوصيات التي تساعد على نجاح المدونة الصوتية، أولًا الاهتمام بالتعريف بالمدون أو الناشر وسيرته الذاتية التي تدعم الثقة فيما يذيعه أو ينشره. بالإضافة إلى اختيار عنوان أكثر جاذبية وسهل القراءة وأكثر تعبيرًا عن الموضوع واتجاهه. ثم الاستخدام الأمثل للوصول إلى كل المواطنين لوضع الشعب في بؤرة الاهتمام، وتزويدهم بالمشهد السياسي، وتخاطب جمهورًا تجتمع له خصائص جمهور الوسائل الإعلامية التقليدية، وتقوم بوظائفها نفسها، وتقديم شكل ديمقراطية، وتأكيد الثقة والمصداقية في الآراء، والأسباب التي ترفع من قيمة المدونات الصوتية من وجهة نظري؛ هي غياب حراس البوابة والتحرر من كل العقبات التي تؤثر في نزاهتها وقيمتها.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

عرض التعليقات
تحميل المزيد