مطار الموصل الدولي كيف كان؟ وكيف أصبح بمرور الزمن؟ وخصوصًا فترة احتلال تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وما هي أبرز النقاط الإيجابية التي سيوفرها المطار في حال تم تأهيله؟ سنذكرها في مقالنا هذا.

يعد مطار الموصل الدولي من أكبر المطارات المدنية في العراق، بعد مطار بغداد الدولي، ومطار البصرة، ومطار النجف، بالإضافة إلى مطار أربيل الدولي، ويرمز له من قِبل منظمة الطيران المدني الدولي بالرمز (ORBM)، ويقع المطار في مدينة الموصل، عاصمة محافظة نينوى ثاني أكبر مدينة في العراق، بعد العاصمة بغداد، يبعد المطار عن وسط مدينة الموصل حوالي 5 كم.

ويعد من أقدم المطارات العراقية؛ إذ يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1920 حيث قام بإنشائه سلاح الجو الملكي البريطاني، أثناء فترة الاحتلال البريطاني للعراق، وتحول المطار من مطار عسكري إلى مطار مدني سنة 1922.

وتوقف المطار عن حركة الملاحة الجوية؛ وذلك بسبب حظر الطيران الذي كان مفروضًا على العراق ضمن عقوبات الأمم المتحدة، بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990.

وبعد أن قام الجيش الأمريكي بغزو العراق سنة 2003 أصبح المطار قاعدة جوية عسكرية أمريكية، وبعد تسليم المطار للحكومة العراقية، أعيد تطويره بشكل جذري، ليتطابق والمعايير الدولية للسلامة، حيث أعيد افتتاح المطار في ديسمبر (كانون الأول) 2008، ويعتبر المطار أحد مقرات شركة الخطوط الجوية العراقية.

وفي يونيو (حزيران) عام 2014 سقطت مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى، بيد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»؛ مما أدى إلى توقف المطار عن العمل.

وحيث قام تنظيم «داعش» بتفجير مدرج المطار، ثم فجر أبراج التحكم فيها، إضافة إلى تفجير قاعات الاستقبال والمغادرة، ومباني الإدارة والأمن، حيث تفنن التنظيم الإرهابي في تفجير وتدمير المطار؛ إذ بلغ حجم الأضرار في المطار 100%.

وقبيل انطلاق معارك تحرير الموصل في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2016 عمد تنظيم «داعش» الإرهابي إلى تلغيم المطار بالعبوات الناسفة، وحفر الخنادق لمنع قوات التحرير من استخدامه لأغراض الإنزال الجوي.

وبعدما تحررت مدينة الموصل، ومحافظة نينوى بأكملها من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، بدأت عمليات إعمار بسيطة في شوارع ومدن محافظة نينوى، وبدأت تتضارب التصريحات حول البدء في عملية إعمار المطار؛ البعض يؤكد بداية عمليات التأهيل والإعمار، والبعض الآخر ينفي ذلك، لكن سرعان ما خرج محافظ نينوى «نوفل حمادي السلطان» بتصريح صحفي مضمونه «أن شركات تركية تعمل على تأهيل مطار الموصل الدولي تمهيدًا لإعادة افتتاحه في مطلع العام المقبل».

فيما أكد محافظ نينوى «نوفل السلطان» في تصريحات صحفية؛ أنه حصل على تأكيد من هيئة الطيران المدني يفيد بافتتاح مطار الموصل الدولي، مطلع العالم المقبل بعدما يتم ترميمه خلال هذه الفترة.

وقالت مصادر في الحكومة العراقية «إن فرنسا أعربت عن استعدادها لإعادة إعمار مطار الموصل الدولي عبر قرض بقيمة 190 مليون يورو».

إذا تم ترميم وتأهيل المطار فعليًا في مطلع العام المقبل، كما ذكرت في التصريحات الصحفية أعلاه؛ سنحصل على العديد من الفوائد وتسهيلات كثيرة ومنها:

أولًا: سيكون من أهم وأكثر المشاريع حيوية.

ثانيًا: استئناف رحلات الطيران بعد توقف طويل دام لعدة سنوات.

ثالثًا: سيكون خطوة أساسية للنهوض بالمحافظة من ركام الحرب وما خلفته من خراب.

رابعًا: يتسنى للشركات الوطنية والأجنبية المشاركة في جهود إعادة إعمار المدينة؛ إذ سوف يسهل عليهم القدوم إلى المدينة.

خامسًا: تنشيط السياحة والسفر والاستثمارات، وإنعاش الأسواق التجارية، وتسهيل نقل المرضى الذين يرغبون في العلاج خارج البلاد (وهذا الأمر إنساني).

بعد كل هذه الأضرار والعمليات التخريبية، التي تعرض لها المطار، وذكرنا الفوائد والتسهيلات التي سيوفرها المطار في حال عودته إلى العمل من جديد، على الجهات المسئولة والمعنية بهذا الخصوص، ونخص بالذكر وزارة النقل، والخطوط الجوية العراقية، وحكومة نينوى المحلية، يجب عليهم أن يكثفوا الجهود لإعادة تأهيل المطار بأسرع وقت ممكن؛ إذ تتطلب عملية إعمار وتأهيل المطار حوالي 50 مليون دولار، وهذا ليس بالمبلغ الكبير على دولة تصدر أكثر من 4 مليون برميل نفط يوميًا، وبعائدات مالية كبيرة تقدر بملايين الدولارات.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

تحميل المزيد