بعد أن أصبحت الدراما جزءًا أساسيًا لا غنى عنه في شهر رمضان، وأصبحت كل شركات الإنتاج تتسابق على إنتاج مسلسل جديد، وكل المشاهدين يتسابقون على مشاهدة أكبر قدر من المسلسلات فأصبحت الدراما جزءًا هامًا لغسل العقول وإيصال كل ما يريده صناع القرار اتجهت السلطة الحاكمة في مصر هذا العام لاحتكار دراما رمضان، فأنتجت دراما تتكيف مع مفاهيمها وأفكارها وجاءت لتغسل عقول الناس وتظهر لهم ما تريد السلطة الحاكمة إيصاله.
في دراما رمضان هذا العام وجدنا مجموعة من المسلسلات تتحدث عن شبكات تعمل وتخطط للإضرار بمصر وهذه الشبكات تعمل لصالح جهات أجنبية تريد الإضرار بمصر، وأظهرت أن كل من يعارض السلطة في مصر ما هو إلا عميل يعمل لصالح هذه الشبكات ووضع الجميع في سلة واحدة، أين كان انتماؤهم سواء كانوا نشطاء أو معارضين أو إعلاميين أو إسلاميين أو حقوق إنسان أو نشطاء على السوشيال ميديا وضعتهم جميعًا في سلة واحدة أظهرتهم جميعًا مندسين يريدون الإضرار بمصر ويعملون جميعًا في ظل شبكة عالمية الهدف منها تدمير الوطن العربي.
فالسلطة تريد أن تظهر لنا من خلال الدراما أن كل من يعارضها فهو خائن أو عميل وأن كل من ينادي بالحرية أو كل من ينادي بالثورة على الفساد والديكتاتورية ما هو إلا عميل لتلك الشبكات.
وعلى النقيض أظهرت لنا دراما رمضان رجال الشرطة والجيش على أنهم هم الأبطال هم من يسهرون ويبذلون الجهد للدفاع عن الوطن فرأيناهم هم الوطنيون المخلصون المصلون هم من يدفعون أرواحهم ويبذلون جهدهم ويتحملون التعب من أجل الدفاع عن وطنهم أما كل من يعارض فهو عميل يعمل من خلال أجندة الهدف منها تدمير وطنه.
السؤال هنا لماذا يريدون تشويهنا؟ هل قول الحق جريمة؟ هل الدفاع عن حرية وطننا ونضالنا ضد الفساد والديكتاتورية جريمة؟ لماذا يريدون السيطرة على عقولنا وأفكارنا؟ ما الفائدة من تغييب شعوب بأكملها وتزييف حقائق؟ ما الفائدة من إظهار الحقيقة باطلا وإظهار كل من يعارض بأنه يريد أن يدمر وطنه؟ ألم نولد على هذه الأرض الطيبة ونشأنا على حبها من منا لم يكن فردًا في جيشها من منا لم يدافع عنها؟
كلنا أحببنا هذا الوطن وما زلنا نحبه أكثر من أي شيء وما نحن فيه إلا حبًا له فلننظر إلى كل شاب قتل وسجن ونفي في سبيل نضاله ضد الفساد كثيرًا قتلوا وكثيرًا سجنوا وما زالوا في السجون وكثيرًا اضطروا أن يسافروا هربا من البطش والتعذيب والملاحقة والمراقبة، سافروا إلى الخارج تاركين وراءهم آباءهم وزوجاتهم وأبناءهم يعيشون حياة المشتاقين للعودة المشتاقين لرؤية عائلاتهم كيف يكون هؤلاء عملاء أو خونة كيف يكون من تركه عمله وترك منزله وفر هاربا إلى الخارج بدون منزل أو عمل أو مال أو حتى إقامة شرعية بالخارج تمكنه من العيش كيف يكون هؤلاء خونة أو عملاء؟
لا أعلم ماذا أقول هل الدراما يجب أن تكون سلاحًا في يد السلطة ينشرون بها ما يريدون ويقلبون الحقائق حتى يثبتوا حكمهم ويزيدون ديكتاتورية وجبروتًا؟ هل من حقهم أن يزوروا تاريخا وحاضرا ومستقبلا؟ إلى متى سيظل إعلامنا في يد من لا يفقهون شيئًا؟
في النهاية أقول لك الله يا مصر، هو القادر أن يزيل هذا الفساد كل ما نتمناه أن نعود إلى بلدنا أن نعيش على أرضها أن يكون لنا الحق في الدفاع عن أنفسنا ضد الفساد، وأن تكون لنا حياة كريمة بها كل ما نتمناه أن نعيش عليها كبشر لا شىء أكثر.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست