رمضان في اليمن:طقوس مميزة رغم الحرب

اليمن أرض الكنانة ومملكة سبأ وحضرموت ومعين وممالك القوافل.. أرض كانت عبر الأزمنة والتاريخ تُكنَّى ببلاد العرب السعيدة، هي اليوم تسمى «الأرض المعذبة» بعد أن أعلنت الأمم المتحدة أن اليمن يمر بأسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم، والحرب تدخل عامها السابع تشير الإحصائيات أن أكثر من 18.400 مدني قتلوا في المعارك الدائرة بين الحكومة الشرعية والحوثيين، و80% من سكان البلاد البالغ عددهم 29 مليون نسمة هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بينما 16 مليون يعانون من الجوع، و«50 ألف يمني يموتون جوعًا بالفعل في ظروف تشبه المجاعة».

أطفال اليمن يموتون جوعًا

أطفال اليمن هم الحلقة الأضعف في سلسلة معاناة المدنيين؛ أطفال يصارعون الموت بأجسادهم النحيلة وقواهم الخائرة، الأمر الذي جعل «اليونيسيف» تطلق صرخة فزع؛ متوقعةً أن يعاني ما يقارب عن 2.3 مليون طفل تحت سن الخامسة من سوء التغذية خلال هذا العام، وأن 400 ألف منهم مصابون بسوء التغذية الحاد الوخيم، وحياتهم معرضة للخطر، إذا لم يخضعوا للعلاج الفوري، كما يحذر «صندوق الأمم المتحدة للسكان» من مجاعة شديدة تلوح في الأفق جراء الحرب والوضع الإنساني الصعب، إذ تشدد المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان على أن الوضع الإنساني باليمن كارثي وأصبح خارجًا عن السيطرة.

اليمن ومؤتمر المانحين

تحتاج الأمم المتحدة إلى جمع ما يقارب من 3.85 مليار دولار لوقف المجاعة في حين أن المبلغ الذي تم جمعه خلال المؤتمر لم يتعد الـ7.1 مليار دولار؛ مما يعني أن معاناة المدنيين مستمرة وأن اليمن على مشارف مجاعة هي الأسوأ منذ عقود.

وضع كارثي يهدد حياة الأطفال هناك كما جاء على لسان غيوتريش؛ أن المجاعة ستثقل كاهل اليمن بالنسبة لمعظم الناس، وأن الحياة أصبحت في اليمن لا تطاق، مضيفًا أن الطفولة تمثل في اليمن نوعًا خاصًّا من الجحيم، وأن هذه الحرب تبتلع جيلًا كاملًا من اليمنيين. كما حذرت 12 منظمة إنسانية من بينها «سيف ذي تشيلدرن» و«المجلس النرويجي للاجئين» من كارثة؛ إذ إن هناك ستة ملايين شخص من بينهم ثلاثة ملايين طفل من دون مياه نظيفة وخدمات صرف صحي.

رمضان يخفف معاناة اليمنيين

ورغم ما يعيشه اليمن من عذابات جراء ويلات الحرب، وضع مأساوي زادته جائحة كورونا سوءًا؛ فإن اليمنيين، مثل كل شعوب العالم الإسلامي استقبلوا شهر رمضان هذا العام بإحياء عادات خاصة بالشهر الفضيل، كما الأهازيج وتنظيف الشوراع، وتزيين البيوت والمحال التجارية، وبما أنه شهر الصوم والزكاة، شهر الخير والمرحمة؛ فقد ظهر التكافل الاجتماعي في أسمى معانيه، من خلال نشاط الجمعيات الخيرية بالإضافة إلى المبادرات الفردية، كتقديم المساعدات المالية، والمساعادات العينية كالسِّلال الغذائية وهي عبارة عن معونات من مواد غذائية تقدم للفقراء والمحتاجين من الأسر اليمنية، كذلك موائد الإفطار الخيرية؛ تكافل اجتماعي يخفف من معاناة الأسر الفقيرة، ويشكل درعًا إنسانيًّا يواجه ما خلفته الحرب في اليمن.

الإعلام اليمني في شهر رمضان

للإعلام اليمني الخاص والعمومي دور ريادي في تخفيف معاناة الشعب اليمني؛ وذلك بما يقدمه من برامج خلال الشهر الكريم، الإعلام اليمني قرر أن يكون شهر رمضان لهذا العام شهر «الهدنة»؛ فأخذ المشاهد اليمني بعيدًا عن مشاهد الدمار، لينسيه همومه ولو لحين، مسابقات «وطن يجمعنا»، كوميديا «وريحهم»، برامج دينية «في رحاب القرآن الكريم» و«مزامير الأقصى»، بالإضافة إلى برامج أخرى والمسلسلات الرمضانية منافسة بين القنوات الفضائية اليمنية لجلب أكبر نسبة مشاهدة، ولتشكل استفادة وترفيه ومواساة للمواطن اليمني.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

عرض التعليقات
تحميل المزيد