يعد شهر رمضان شهرًا مختلفًا في العالم أجمع، لما فيه من روحانيات وعبادات وعادات في كل بلاد العالم، فبحلول شهر رمضان نجد الشوارع مملوءة بالزينة والفوانيس والأنوار، وكل بلد لها طريقتها وعاداتها في تزيين شوارعها وأكلاتها المختلفة، فنرى إبداعًا مختلفًا في كل البلاد للاحتفال بشهر رمضان الكريم.
ومن العادات والتقاليد الجميلة، أننا نجد كل الناس يتبادلون العزومات على الإفطار أو السحور، ونجد الجيران يتبادلون أطباق الطعام والحلوى بينهم وبين بعض، فنرى الشعور بالفرحة والسعادة، وحين يجتمعون نجد المحبة والألفة بينهم وهذا الشعور يتجدد باستمرار.
وعاداتنا وجود الروحانيات في شهر رمضان الكريم، فهي تعطي إحساسًا بالهدوء والطمأنينة والألفة بين الناس في كل دول العالم.
وفي زمن الكورونا شهر رمضان مختلف تمامًا عن كل السنوات الماضية بطبيعة الحال كل دول العالم تأثرت بفيروس كورونا الذي ضرب كل الدول وانتشر انتشارًا سريعًا جدًا، وكان من الصعب أن نسيطر عليه لأنه كان فيروسًا غريبًا ذا خصائص مختلفة وقوي وسريع الانتشار.
فصارت كل الدول تأخذ الإجرات الاحترازية وبدأت تقوم بحظر جزئي وبعضها قام بحظر كامل.
وكانت من هذه الإجراءات الاحترازية إغلاق المساجد ومنع التجمعات وإغلاق المحال في أيام وأوقات محددة وإلزام المواطنين بالبقاء في منازلهم ومنع أي تجمعات وأية احتفالات لتجنب انتشار الفيروس.
فهذه الإجراءات الاحترازية التي قامت بها دول العالم، كان الهدف منها محاصرة انتشار الفيروس والتقليل من عدد الإصابات.
فبذلك كان الوضع صعبًا بالنسبة للعالم الإسلامي كله، الذي اعتاد على فعل طقوس مميزة في شهر رمضان.
وبمرور العام الماضي بدأت بعض الدول في دراسات علمية كثيرة جدًا حول فهم طبيعة فيروس كورونا وطبيعة مكوناته وقامت بعمل التجارب على أكثر من نوع من المصل للوصول للنوع الذي يقضي على هذا الفيروس اللعين، وقامت بتجربته على العديد من الأشخاص.
ليختبروا مدى فاعلية هذه الأمصال عليهم وأيضًا كانوا يأخذون البلازما من دم المتعافين من فيروس كورونا ويتم حقنها للمصابين بالفيروس وكانت هذه من ضمن التجارب والأبحاث التي تم القيام بها.
وقد بذلوا جهدًا كبيرًا جدًا في هذه الأبحاث للوصول لمصل لفيروس كورونا، وبالرغم من كل هذه الجهود فإن عدم الوعي لدى الناس وعدم التزام بعض الأشخاص بالإجراءات الاحترازية وتنفيذ طرق الوقاية جعل الفيروس يزيد من الانتشار، وبدأ يزيد من شراسة الفيروس وظهرت الموجة الثانية والثالثة من فيروس كورونا وزادت أعداد المصابين بالفيروس والوفيات أيضًا.
وكان للأطباء والمسعفون والممرضات أيضًا جزء كبير من الإصابة بفيروس كورونا، وذلك يرجع لاختلاطهم بالمرضى وإسعافهم لهم وكان عدد منهم يعد كبيرًا ممن أصيبوا بفيروس كورونا منهم من تعاف ومنهم من توفي ولا يزالون هم حائط الصد الأول وأطلق عليهم الجيش الأبيض لما يواجهونه من مسئوليات تجاه المصابين بفيروس كورونا، وهم أول من يستقبلون المصابين ويتعاملون معهم ويقومون بعلاجهم وأكثرهم كانوا يعزلون أنفسهم في المستشفات مع المصابين لكي يتم متابعتهم، وكانوا يخشون على أولادهم وأهاليهم بسبب اختلاطهم الدائم بالمصابين وكانوا من أعظم ما قاموا به في ظل هذه الأزمة ولا يزالون يقدمون العون ولا يترددون في استقبال الحالات المصابة ومعالجتها وتقديم التضحيات بأنفسهم من أجل عملهم إلى وقتنا هذا.
وقد درست بعض الدول أن تخفف على المواطنين في شهر رمضان الكريم هذا العام، فقد سمحت بفتح المساجد مع وضع بعض الشروط وتطبيق الإجراءات الاحترازية في ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي بين المصلين للحفاظ عليهم والحد من انتشار فيروس كورونا بينهم بسبب تجمعهم أثناء أداء الصلاة حفظ الله كل بلاد العالم من هذا الفيروس اللعين.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست