تعال معنا لنعبر كوبري الخشب من كورنيش النيل – على بعد أقل من 10 دقائق مشيًا من مسجد عمرو بن العاص أو محطة مترو مارجرجس- إلى الجانب الأكثر جمالًا وهدوءًا من جزيرة الروضة؛ حيث بإمكانك الاستمتاع بالهواء النقي والجلوس متأملًا نهر النيل وزيارة قصر المنستيرلي (مغلق حاليًا للصيانة) ومتحف كوكب الشرق أم كلثوم ومقياس النيل.

بين القاهرة والجيزة تقع الجزيرة وسط نهر النيل شاهدة على مراحل متعددة من التاريخ المصرى منذ العصر الروماني، حيث كان بها حصن ملحق بحصن بابليون للدفاع عن القاهرة وقد تحصن بها الرومان عند الفتح الإسلامي وتمت هزيمتهم، وفتح العرب للجزيرة، ومرورًا بالخلافة الأموية حين أنشأ الخليفة سليمان بن عبد الملك مقياس النيل؛ فسميت جزيرة المقياس، وتم إصلاح المقياس في عهد الدولة الطولونية على يد أحمد بن طولون وبناء حصن على أنقاض الحصن الروماني القديم للدفاع عن دولته المستقلة عن الخلافة العباسية.

 

وفي عهد الدولة الأيوبية أقام الملك الصالح نجم الدين أيوب في الجزيرة وجلب مماليك وأنشأ لهم قلعة بها واختار منهم فرقة للأسطول؛ ولذلك أطلق عليهم المماليك البحرية، وربما أطلق عليهم الاسم لإقامتهم في جزيرة محاطة بالماء من كل الاتجاهات، واستمرت جزيرة الروضة بعدها مكانـًا يبني فيه الحكام وعلية القوم قصورهم وبيوتهم.

 

في العصر الحديث وحكم أسرة محمد علي تم بناء عدد من السرايات والفيلات والقصور بعدها اختارها كثير من المشاهير والفنانين للسكن بها، ومنهم عبد الحليم حافظ، وتظل للجزيرة سحر خاص لتاريخها الحافل وروعة المعمار وطابع رومانسي لجمالها الأخاذ.