تكلمنا في الحلقة الأولى من هذه السلسلة ، (رابط المقال الأول:

https://www.sasapost.com/opinion/salafia

 

عن تعريف السلفية، وسبب نشأتها، وأنها كانت ردَّ فعلٍ على سقوط الخلافة العثمانية. وقرَّرْنا إن أعداء الأمة الإسلامية سَعَوْا في إفساد ذاتِ بينِهم، حتى سلك كلُّ فريقٍ مَسْلَكَه الذي يراه الصواب والحق.

 

وهذا هو المسار الثاني الذي نتناوله في سلسلتنا هذه، ألا وهو: أخطر مخططات أعداء أمة الإسلام. وانتظم حديثنا في الحلقة الثانية ، (رابط المقال الثاني:

https://www.sasapost.com/opinion/salafia-2

 

عن المخطط الأول، وهو: صَرْفُ الأمة عن مصدَرَيْ عزتها وقوتها، القرآن الكريم والسنة المطهرة. وتناولنا ذلك بشيء من التفصيل.

 

ونتناول ـ بإذن الله ـ في هذا المقال المخطط الثاني من مخططات أعداء أمة الإسلام، ألا وهو: اسْتِقْطَابُ العُمَلاءِ في مختلف المجالات؛ ليقُوموا بِدَوْرِهم في وَأْدِ أيِّة مُحاولةٍ ـ فردِيَّةٍ كانتْ أو جماعيةٍ ـ لإنْهاضِ هذه الأمةِ من كَبْوَتِها، وإعادةِ جذورِ النخلةِ إلى مكانها.

 

وأَشْهَدُ أنهم نجحُوا في ذلك، كما نجحوا في سابِقَتِها، وربما أكثر، وهذا ملموسٌ ومُلاحظٌ لكلِّ ذِي عينَيْن أو أُذُنَيْن. وقبلَ أنْ أُحَدِّثَك عن الدَّورِ الخبيثِ الذي يلعبُه هؤلاء العملاءُ، أظنُّ أنَّه ينبغي التنبيهُ على أنَّ هؤلاء المُسْتَقْطَبِين فِئتانِ:

 

ـ فئةٌ مأجورةٌ، تعملُ لَدَى أعدائِنا صراحةً، وهؤلاء هم الفئةُ الأقلُّ عددًا، والأشدُّ ضررًا، والأبعدُ توبةً ورَجْعَةً.

 

ـ وفئةٌ مدفوعةٌ بما في قلبِها مِنْ مرضٍ، أو في عقلِها مِنْ غباءٍ، أو ـ بالأحْرَى ـ بالاثْنَيْن معًا، وهؤلاء هم الفئةُ الأكثرُ عددًا، والأقلُّ ضررًا، والأقربُ توبةً ورجعةً.

 

ودورُ هؤلاء وهؤلاء هو قَطْعُ صِلَةِ الأمةِ بماضيها المُشرقِ؛ لإدخالِها في المستقبلِ المُظلمِ الذي له يُخططون، وينْحصرُ عملُهم في مجالَيْن:

 

الأول: بَذْرُ بُذُورِ الهَدْمِ واليأْسِ من الإصلاحِ، وذلك عن طريق:

 

1 _ تَزْويرُ التَّاريخِ وتَشْويهُه.

2 _ فصْلُ الأمةِ عن الماضي (القديم) غيرِ الصَّالح لذلك الزمان، زَعَمُوا!

3 _ تقديمُ النُّموذَجِ الغَربيِّ (الحديث) على أنَّه المُنْقِذُ الذي سَيُخلِّصُ الأمةَ مِنْ أَسْرِ التَّخَلُّفِ والرَّجْعِيَّةِ.

 

الثاني: مُحاربَةُ أَيِّ مُحاولةٍ ـ لأفرادٍ كانتْ أوجماعاتٍ ـ للسعيِ نحو النهضةِ وإعادةِ المجدِ التَّلِيدِ، وذلك عن طريق:

 

1 _ تَتَبُّعُ العَثَراتِ، وتَضْخِيمُ الزَّلاتِ؛ لِصَدِّ الناسِ عن اتِّباعِ هذه الخُطوةِ النَّهْضَوِيَّةِ.

2 _ زَرْعُ العملاءِ في تلكُم الحركاتِ النهضويةِ؛ لإفسادِ عملِها من الداخلِ، وشَقِّ صفِّ المصلحين والمجاهدين، وتشْتيتِ كَلِمَتِهم.

3 _ استقطابُ بعضِ ضِعافِ العقولِ ومَرضى القلوبِ مِنْ هذه الحركاتِ، وإغراؤُهم بكل الطرقِ الممكنةِ؛ لِبَذْرِ بذورِ الفتنةِ بين رجالِ الصحوةِ، وشَغْلِهم بأنفسِهم بدلا عن عدوِّهم الأوحدِ والأخطر.

 

وواقع الناس اليوم يشهد أن جُلَّ ما خططوا له قد نجحوا فيه، وإنا لله وإنا إليه راجعون! في الحلقة التالية من هذه السلسلة نتعرض لآخر مخططات أعداء أمة الإسلام، فتابعونا.

 

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

عرض التعليقات
تحميل المزيد