شهد العالم الرقمي في الأعوام الأخيرة ظهور منصات نشر كثيرة للمحتوى العربي، وفيما استمرت منصات ومواقع إلكترونية مع اختفاء أو خفوت أخرى؛ تبقى تجارب النجاح لبعض هذه المنصات مستحقة للوقوف والتأمل.
دفعني هذا لسبر أغوار «ساسة بوست» وسر اختلافها، وإن كان الساسة في اللغة هم القادة؛ فها هم ساسة موقع «ساسة بوست» – كُتّابها – يُشاركونني التأمل ويقيّمون التجربة، بعد عامين من انطلاق الموقع في الثالث من مارس 2014 على يد ستة شباب من جغرافيات مختلفة في العالم العربي؛ فقد قمت باستبيان رأي العشرات من كتاب وكاتبات ساسة وأجاب منهم ستون شخصًا؛ فوازنوا وقيّموا وأثنوا واعترضوا ونصحوا واقترحوا، وبعد تنحية المُكرر هذه خلاصة ما ذكروه، ستجدون أسماءهم في أطراف السطور:
ما يُميز ساسة بوست:
* التنوع:
– لا بد من أنه موقع جيد جدًا؛ فلدى الجميع الفرصة للاشتراك ونشر عمله. (ماونس فرانك).
– موقع واعد للغاية وفّر فرصة لمختلف الأفكار والتوجهات، وقدّم محتوى بلغة بسيطة تجاري القارئ العادي. (عبد الرحمن النجار).
– متميز في صناعة المحتوى التحليلي، ويحتوي على تنوع رائع في الكتابات. (محمد حسن التيتي).
– تعددية الأفكار والآراء، دون مساس بالثوابت الدينية. (إسلام ماهر).
– الموقع متميز ومنصة حرة للكتاب بمختلف ألوانهم. (أسامة قائد).
* هويّة متحررة:
– جميل وشامل وأفضل ما فيه أنه غير مُحابٍ لأي تيار. (أفنان عمر).
– تدخلات التحرير منطقية ونادرة، لا تحيزات أيديولوجية أو حزبية. (إسلام أنور المهدي).
– كسر كثيرًا من التابوهات والخطوط الحمراء. (محمد حسن).
– يتيح للكاتب كتابة ما يحب بدون تخوفات من عدم النشر. (زياد شلبي).
– حرية اختيار الموضوعات وعدم وجود توجيه أو سياسة تحريرية للتحريض ضد فئة معينة أو دولة أو كيان معين، في الحقيقة سمعت من البعض أن ذلك يحدث معهم، ولكن أعترف أن ذلك لم يحدث معي إطلاقًا. (إبراهيم أبو جازية).
– هامش الحرية مرتفع للكتاب المتطوعين. (أيمن حويرة).
* المهنية والاحتراف:
– موقع مهني محترم وهو من المواقع القليلة بالعربية التي تمارس صحافة محايدة. (أحد كُتاب الموقع رفض ذكر اسمه).
– بالنسبة لي هو حالة متطورة من الجزيرة توك، أكثر وعيًا وأكثر عمقًا وبحثًا عن المعرفة. (عمر عاصي).
– الموقع جيد جدًا، يصل إلى قاعدة لا بأس بها من الناس، يلتزم بالفصحى وهو أحد الأمور التي جذبتني لأن أكون قارئة لساسة قبل كاتبة. (الزهراء صلاح).
– النشر السريع للمواد المرسلة والتواصل السريع مع الكتاب والتشجيع. (فتيحة عطية).
– موقع ممتاز من حيث طريقة النشر والعرض وإدارة الموقع محترفة جدًا. (جلال الصاوي).
– ببساطة أقول عنه للأصدقاء: إن من أراد أن يقرأ بعمق فليذهب إلى ساسة بوست. تخرج منتجها بكفاءة ومهنية. (أحمد حرّاز).
– موقع راق جدًا في زمن الرداءة الإلكترونية. يوفر محتوى مُتقنًا وإبداعيًّا، وكل هذا بسبب سياسة النشر الصارمة في الموقع، والتي هي نقطة تحسب له. (إيمان ملال).
* ثراء المحتوى:
– كثرة وتعدد المجالات المتاح مشاركتها على الموقع وتنوع الأساليب، فمثلًا هناك مقالات كتبت في صيغة الأسئلة الشارحة، وهناك الإنفوجرافيك، وهناك التقارير التي يعدها فريق العمل. المهم أن هذا لا يؤدي إلى رتابة وملل. (مصطفى صقر).
– الموقع ساهم في زيادة رقعة القراءة من خلال الموضوعات التي يطرحها والتي تستقطب قطاعًا كبيرًا من محبي المعرفة. (أمنية عادل).
– الموقع متميز في إتاحة فرص لعرض آراء مختلفة، وقضايا تهم الشباب غير متداولة على ساحات الإعلام المسموع والمرئي. (محمد زكي الكراني).
– من المواقع التي أسهمت بإضافات مقدرة للمحتوى الثقافي والفكري العربي. (أسماء عبد اللطيف).
– ما أن تفتح الصفحة الرئيسية للموقع حتى ترى كَمًا هائلًا من المعلومات، الأخبار، المقالات، المقالات المترجمة، وغيرها من جميع المواضيع التي تَهُم القارئ العربي. (أحمد عبد القادر).
– ثراء مجتمع ساسة في وجود جنسيات متعددة تصنع المحتوى وتتعاون سويًا. (إبراهيم أبو جازية).
* المنصة الأولى للأفراد في العالم العربي:
– تجربة تقدم فرصًا للمبتدئين والهواة لتقديم أنفسهم للمجتمع الصحفي والتعلم في نفس الوقت. (هبة ثروت).
– سهّل لي فرصة الكتابة ضمن نخبة مميزة من الشباب العربي، كما أن له جمهورًا ممتازًا وأظنه أفضل من كُل المتاح حاليًا! (عمر عاصي).
– منبر إعلامي جيد لكتاب صحفيين يمتلكون الموهبة والكفاءة. (إيهاب خضر).
– تسهل الكتابة بدون شروط بيروقراطية، وتخصص «بروفايلًا» خاصًّا بالكاتب. (عبد الكريم عمارة).
– من أحب المواقع لقلبي وعقلي فله فضل كبير علي وعلى كثير أمثالي؛ لفتحه مساحة كبيرة للتفاعل بين المبتدئين من الكتاب؛ لكي يتعرف الناس عليهم، ويتعلموا من نقد القرّاء ونصائحهم ويصقل تجاربه بالتفاعل والتعلم من الأخطاء. (محمد حسن).
– إتاحة فرص للتطوع والتدريب للطلبة، والعمل أونلاين. (إبراهيم أبو جازية).
– كان فريق المتطوعين والذي كنت أحد أفراده، كانت إدارته مميزة حيث يعمل على التشجيع وحساب النقاط والجوائز. (محمد علاء عيسى).
– اتساع دائرة الكُتاب والإسهامات الفكرية وعودة الاهتمام بالقراءة والاطلاع من جديد ونموها عند شرائح المجتمعية في الوطن العربي وخصوصًا الشباب؛ كل ذلك ساهم فيه موقع ساسة بوست من خلال إفساح المجال لكل صاحب رأي بنشر كتاباته. (حسين صالح).
* التميز:
– ينقل جانبًا من الصورة لا يوجد في كثير من المواقع الأخرى التي تركز على الخبر دون التركيز على تحليلاته، ويستعرض ما يدور في الصحافة العالمية. (أحمد نصار).
– موقع شبابي بروح عصرية ملتزمة من غير تزمت ومنفتحة من غير تفلت. (علاء الدين آل رشي).
– سعة الانتشار، عدم طول المقالات. (علاء أبوبكر).
– يتميز عن باقي المواقع بانتقائه لما ينشر فيه فلا تنشر فيه إلا مقالات تستحق القراءة، بعكس بعض المواقع الأخرى التي تنشر كثيرًا من المواضيع الرديئة. (أنس غزال).
– التجربة رائعة ومثمرة وجديدة، وأعتقد أنها فتحت آفاقًا مختلفة في التدوين والصحافة. (أحمد شعبان).
– إظهار نسبة القراءات للمقالات المختلقة مع نظام ساسة رانك الممتاز. (مصطفى صقر).
– يتيح لك التعرف على أفكار شخصيات إيجابية في المجتمع. (دينا خالد).
– موقع رائد وقد تعمدت الكتابة فيه عند انطلاقته دعمًا مني له. (علي البغدادي).
– من المواقع المهمة جدًا بالنسبة لي، أتابع المقالات المنشورة عليه باستمرار. (عبد الرحمن السقا).
– الموقع متميز جدًا ومنتشر عربيًا، يحمل مواضيع متنوعة ومفيدة ومبتكرة، يسلط الضوء على بقع غائبة عن ساحة إعلامنا العربي. (فداء حمدون).
– من المواقع التي أحترم كثيرًا ما يُنشر بها، ولها طابع خاص بين الكثير من المواقع. (أسماء علي).
سلبيات:
* نخبوية ونقص محتوى:
– الشيء الوحيد الذي يمكن أن يؤخذ على الموقع أنه نخبوي بامتياز. (أحد الكتاب رفض ذكر اسمه).
– عدم وجود قسم خاص بدراسة الواقع السياسي المحيط «مركز دراسات» على سبيل المثال، أشعر وأن الأمر يسير قدرًا؛ قد أجد مقالًا يوضح لي شأنًا ما وقد لا أجد. (مصطفى صقر).
– مؤخرًا تراجعت ساسة وبشدة! صارت تطرح المقالات القديمة مرات ومرات كأنها أفلست من الجديد. وأيضًا وقْف فريق المتطوعين من السلبيات. (محمد علاء عيسى).
* سطحية:
– يحتاج إلى الحفاظ على القيمة أكثر من الشهرة؛ فمن المستحسن عدم السماح بالمقالات التي تناقش القضايا والأحداث السطحية. (محمد يحيى).
– كل المحتوى يُنشر؛ لا يوجد فلترة وتنقية للجيد والسيء، لكن في نفس الوقت ميزة أن كل شخص لديه فكرة يستطيع نشرها ويشاركها مع غيره. (محمد عبد اللطيف).
– عدم وضع معايير للمقالات فقد أصبح مزدحمًا بمقالات دون المستوى رغم أنه موقع راق ومتميز، وهناك سلبية خاصة بتجربتي معه وهذا سبب عدم متابعتي الكتابة فيه وهو تأخُّر النشر كثيرًا. (علي البغدادي).
* ضعف الاهتمام بالكُتّاب:
– أعتب عليهم ضعفهم في تقديم فرص تدريبية كثيرة، مع عدم الاهتمام بالكتاب المتطوعين والاستفادة منهم والعمل على تنمية قدراتهم، وعدم وجود دورات تثقيفية للكتاب أو وضع برامج تعليمية للكتاب المبتدئين، أو دورات في اللغة أو كيفية كتابة مقال أو تحقيق، مع عدم توفير فرص عمل للكتاب بالموقع أو توفيرها في غيره، وضعف في الجانب المجتمعي والنزول بالموقع لأرض الواقع. (محمد حسن).
– من أبرز سلبياته أن الكتاب لا يتلقون مبالغ مالية لقاء ما يكتبون. وفي ظل المنافسة الإعلامية الشرسة قد يتسبب ذلك إلى لجوء الكتاب إلى مواقع أخرى تدفع مقابلًا ماليًا عن كل مقال. (مهدي العموري).
– لا يسمح بنشر الأشعار والإنتاج الأدبي والخواطر. (مصطفى عبد القادر حافظ).
* ملاحظات فنية وإدارية:
– ربما لكوني من المغرب أعتقد أن الموقع يميل بشكل كبير في مواضيعه لمصر والشرق الأوسط عمومًا. المشاركة من المغرب العربي والعالم عمومًا نادرة. (إيمان ملال).
– نلاحظ بعض الازدواجية في المعاملة بين كتاب وآخرين، فهناك كتاب تنشر لهم كتابات وتقارير في صفحات رئيسية ويعاد النشر مرارًا وتكرارًا بشكل دوري، في حين لا يمنح كتاب آخرون مثل تلك المعاملة. (أسامة قائد).
– عدم وجود كيان إداري واضح للكل، وقلة الخبرة في وجود إدارة شبابية كاملة للموقع، قد يكون ذلك عائقًا في بعض الأوقات، وتعيين عدد قليل جدًا من المحررين المتدربين، وبالتالي إحباط لهؤلاء المتدربين. (إبراهيم أبو جازية).
– طريقة تحرير المقال، ففي بعض الأحيان أجد أخطاءً في طريقة عرض المحتوى، كحذف الترقيم أو إلغاء التظليل. (إسلام ماهر).
– عدم القدرة على اِدراج بعض الفيديوهات والصور داخل المقال، كما أن أحيانًا الحد الأقصى للكلمات لا يكفي. (كريم دسوقي).
– بعض السلبيات قد تكون بالمقالات ذات الأرقام الملفتة للنظر: عشر طرق لتضمن كذا… ونجد بعضًا منها لا يأتي بأشياء جديدة! (أسماء علي).
– ضعف التسويق، تنظيم نشر المقالات، بطء في التواصل. (أحمد الشاغل).
– رأيت أكثر من شخص يتذمرون من الموقع وينوون التوقف عن النشر فيه بسبب التأخر في الرد والتأخر في النشر. (أنس غزال).
– الكاتب يواجه صعوبة هي طول فترة الانتظار حتى يُنشر مقاله وهذا يمنع الكاتب من نشر مقالات الأحداث التي تحتاج سرعة في النشر لمواكبة الحدث. (عزت النمر).
– اليوم مثلًا حدثت بعض الأحداث وحتى الآن لا يوجد أي تقرير أو مقال تم نشره عنها؛ وهذا للأسف يُقلل من فعالية الموقع! وإذا قلت لي (إنت مكتبتش ليه؟) كنت سأكتب وأرسل ثم يردون علي بـ(شكرًا أ. يحيى سيتم نشر مقالك خلال خمسة أيام، تحياتنا). (يحيى المصري).
* ملحوظة: التأخر في الرد والتواصل، والتأخر في النشر كانت السلبية الأبرز والأهم عند كُتاب كُثر آخرين أيضًا.
كان هذا جزءًا من تقييم بعض كتاب ساسة بشأن مميزات وسلبيات التجربة، وفي موضوع قادم نستعرض رأيهم أيضًا في ما هي الفرص والتحديات التي تتعرض لها ساسة في بداية عامها الثالث؛ من أجل التطوير والتحسين والاستمرار في بث وإطلاق أفكارنا الحرة التي تقرأ العالم والأحداث بعيون عربية.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست
علامات
ساسة بوست