يقول سبحانه وتعالى في سورة التوبة ( بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، ويقول في سورة يوسف (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

لا يخفى على الجميع بأن العلمانية في أغوارها وفي سطحيتها ما هي إلا دعوة لتحكيم العقل والمنطق البشري للدولة وللبشر، إذا تحكيم الأهواء والنزوات، تحكيم القوي على الضعيف، وتقوم بذلك على مبدئها ألا وهو فصل الدين عن الدولة، أو فصل حكم شرع الله على الدولة والسياسة، وما يسير البشر، من قوانين ومعاملات بينهم، وعقوبات وأحكام،  وخلاصتها أن كل فرد حر بما يعتقده ولو كان مخالفًا لدين الدولة، ولا يجب على الدين أن يتدخل في أهواء الناس ورغباتهم .

تعود جذور العلمانية إلى الفلسفة اليونانية القديمة لفلاسفة يونانيين أمثال إبيقور، غير أنها خرجت بمفهومها الحديث خلال عصر التنوير الأوروبي على يد عدد من المفكرين أمثال توماس جيفرسون وفولتير وسواهما. ينطبق نفس المفهوم على الكون والأجرام السماوية عندما يُفسّر النظام الكوني بصورة دنيوية بحتة بعيدًا عن الدين في محاولة لإيجاد تفسير للكون ومكوناته. (ويكيبيديا)

يقول براين مايكل جنكينز – الأمة التي لا تقهر ٢٠٠٦: «ما يجب علينا القيام به هو تحطيم نداء العقيدة الجهادية».

«في مناقشات مع الليبراليين المصريين صرحوا بأنه من المهم للولايات المتحدة أن تساعد إعلاء الأصوات الليبرالية».

ويقول جون كولنز – اللغة المتوحشة: «مصطلح الأصولية الإسلامية استُخدم من أجل صنع التأييد للحرب الأمريكية على العالم الإسلامي، مثل مصطلح الإرهاب».

«رغم أن زعماء العلمانية معادون للإسلام، نراهم يعملون على استغلال الرموز والموضوعات الدينية كوسيلة للحصول على فائدة سياسية» من تقارير بناء شبكات الاعتدال.

كل هذا التحامل على الإسلام والمسلمين لا لشيء إلا لأن المسلمين يرون في تطبيق شرع الله وتحكيم كتابه بين الناس، ولحكم حياتهم اليومية، ولتحديد عدوهم من صديقهم، ولأن المسلمين يشعرون بالسعادة والطمأنينة في هذا التحكيم، وهذا ما يراه كل مسلم ومسلمة، عندما ينتصر له الحكم المأخوذ من كتاب الله، أو عندما يحفظ له حقوقه، وعرضه، وماله .

تعد سلسلة الحملات الصليبية التي شنَّها العالم الغربي على العالم الإسلامي، من أبرز الأمثلة التاريخية للفساد الخلقي، ولا سيما أنها استخدمت شعارات دينية لتحقيق أهداف دنيوية ضيقة، وتحت شعار تحرير المقدسات قامت بأبشع أعمال السلب والنهب.

لقد بدأت الحرب الصليبية بعد حملة إعلامية كاذبة ومضللة، ولعل أول من وقع في براثنها هم البسطاء من شعب أوروبا الذين تم تجنيدهم باسم نُصرة الدين، والغرض الحقيقي كان خدمة مصالح وأهداف الفئة الحاكمة التي أرادت تغطية فشلها في أمور الحكم عن طريق شغل الشعب بقضية كبيرة براقة.

إبان الحملة الأمريكية على العراق ٢٠٠٣ ، صرح ريتشارد بيرل بأنها الهدف التكتيكي، أما الهدف الإستراتيجي فستكون السعودية، ومصر فستكون الجائزة الكبرى.

وحدد رون بول في خطابه للكونجرس عام ٢٠٠٣، أفكار المحافظين الجدد، وذكر منها: إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، وهم على استعداد لاستخدام القوة لتحقيق ذلك.

«لن يبقى من النظام الإقليمي العربي إلا الذكريات، وأرشيف الملفات الخاصة التي سيتم حفظها في مكتبة الكونغرس للمطالعة» ريتشارد بيرل- ٢٠٠٢.

تصريحاتهم، ورغباتهم، وتخطيطاتهم، كلها تدل على أن حروبهم في الشرق الأوسط وفي كل بلاد المسلمين، ليست حروبًا على الإرهاب، بل هي حروب ضد الإسلام والمعتقد الإسلامي، وحروب ضد كل ما يخالف شرع الشيطان، وأهواء أتباعه.

ومن أشد المعادين للإسلام والذين تم تجيدهم لزرع وبثّ أفكار بين المسلمين تخدم هذا المنهج البغيض، للأسف هم من أبناء جلدتنا، عيونهم كعيوننا، ولغتهم لغتنا، ونشأتهم نشأتنا، منهم من عاش في الغرب، ومنهم من يعيش بيننا، باعوا ذممهم، واشتروا بآيات الله ثمنًا قليلًا.

أولهم النائبة في البرلمان الهولندي إيان هيرسي الصومالية الأصل، في 2002 وجد الحزب الليبرالي الديمقراطي بها ضالته، فعرض عليها مقعدًا في انتخابات البرلمان المقبلة، مقابل انضمامها له وتركها حزب العمال، والذي بدوره لم يأسف على تركها له لكونها كانت تخاطر بفقدانهم أصوات المسلمين بسبب أسلوبها الاستفزازي والتحريض للنساء المسلمات اليافعات، والذي كان يستفز مسلمي هولندا.

ألفت كتابًا في هذا الشأن باسم معمل الأبناء De zoontjesfabriek في إشارة إلى أن الوظيفة الرئيسية للمرأة المسلمة حسب اعتقادها هي إنجاب الأطفال. بعد نشر هذا الكتاب تلقت «حرسي علي» العديد من رسائل التهديد وأصبحت تحت الحماية الدائمة من الشرطة الهولندية.

في مقابلة مع الصحيفة اليومية ( Trouwالسبت 25 يوليو 2003)، قالت: «إن النبي محمد بالقياس بالمعايير الغربية، هو شخص منحرف ومستبد»، واستشهدت بأنه تزوج من طفلة بعمر تسع سنوات. تم رفع مجموعة من تهم التميز من قبل عدة منظمات إسلامية ومسلمين بشكل فردي ضدها. إلا أنها لم تصل أبدًا للمحاكم لقناعة المدعي العام بـ: «أن آراءها لا تؤثر على وضع المجتمع المسلم في هولندا، وأن تصريحاتها لا تحتوي أي استنتاجات تتعلق بمسلمي هولندا، وأن حقوقهم كمجموعة وكأقلية لم تنكر.»

في 2004، وسوية مع منتج الأفلام الهولندي ثيو فان غوخ، قامت بكتابة وتصوير فيلم الخضوع، والذي يدور حول الظلم الذي تتعرض له النساء في الثقافات الإسلامية حسب فهمها. الفلم انتقد بشدة من قبل المسلمين الهولنديين. وما تقوله صراحة أشد وأمر عبر هذا الرابط:

ومن العرب باحث ومفكر مصري كما يقال، وهو كذلك مقدم برنامج «مع إسلام بحيري» على «قناة القاهرة والناس» الفضائية، وقد أثار جدلًا كبيرًا في الأوساط الدينية والثقافية. كان يقوم ببث أفكاره بشأن تضعيف التراث من خلال برنامجه الفضائي، ومن خلال مقالاته في صحيفة اليوم السابع. ويهدف من خلالها إلى تقديم نظرة مخالفة للتراث الإسلامي المنقول، ومناقشته بعيدًا عن المسلمات الموروثة التي تجله وتأخذ منه. بدأ يلفت النظر إلى اسمه على إثر بحثه حول زواج عائشة رضي الله عنهما من النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الثامنة عشر من عمرها، وأن زواجها وهي بنت تسع سنين كذبة وفرية من افتراءات كتب التراث الإسلامي. ومن خلال هذا الرابط بعض مما يقول:

الكاتبة والناقدة والروائية المصرية نوال السعداوي، متخصصة في الدفاع عن حقوق المرأة بالذات، اشتغلت بالطب في القصر العيني، ثم فصلت بسبب آرائها وكتاباتها المتطرفة، المزدرية للأديان، سجنت ونفيت في زمن السادات نتيجة لآرائها ومؤلفاتها، في 12 مايو 2008. إسقاط الجنسية المصرية عن المفكرة المصرية نوال السعداوي، في دعوى رفعها ضدها أحد المحامين بسبب آرائها المدافعة عن حقوق المرأة.

وكما قالت إيان هيرسي، حروب السلاح والعسكر، تستنزف ثرواتنا، يجب علينا العمل على الفكر والعقل المسلم، ودعم أنصارنا هناك في البلاد الإسلامية، والعمل على تقوية قضيتهم .

وأختم بقول الشاعر:

وَسَمُوا طَرِيقَتَهُمْ بِوَصْفٍ زَائِفٍ —– وَتَسَمَّى سَالِكُهَا الفَتَى العِلْمَــانِي

لاَ نِسْبَةً لِلعِلْمِ حَاشَا العِلْــــــمَ لاَ —– بَلْ زُورَ قَوْلٍ وَاصْطِلاَحَ مَعَـانِ

أَوْ قَالُوا ذِي عَصْرِيةٌ وَحَضَارَةٌ —– كَلاَّ وَرَبِّ العَرْشِ ذِي الإِحْسَانِ

كُلُّ العُصُورِ وَإِنْ تَعَاظَمَ شَرُّهَا —– لاَبُدَّ يَعْلُوهَا صَدَى الإيمَــــــــانِ

وَحَضَارَةٌ لاَ دِينَ فِيهَا جَهَالَـــــةٌ —– وَزَخَارِفُ الدُّنْيَا حُطَامٌ فَــــــانِ

وَتَقَدُّمٌ زَعَمُوا وَلَكِنْ صَوْبَ مَـــا —- يُرْدِي بِدِينِ السَّالِكِ الوَلْهَــــــانِ

وَتَخَلُّفٌ يَهْوِي بِعَقْلِ المَرْءِ سَـلْ —- عَنْ فِكْرِهِمْ فِي غَابِرِ الأَزْمَـــانِ

وَتَحَرُّرًا رَامُوا بِكُلِّ طَرِيقَـــــــةٍ —– مِنْ شِرْعَةِ الأَبْطَالِ وَالفُرْسَــانِ

لَمَّا أَحَسُّوا هَامَهُمْ مَشْـــــــــدُودَةً —– لِسَفَاسِفِ الأَخْلاَقِ كَالجِــــرْذَانِ

وَحَدَاثَةٌ قَالُوا فَقُلْتُ دِيَاثَـــــــــــةٌ —– لَمَّا تَسَاوَى البَعْلُ لِلنِّسْـــــــــوَانِ

مَدَنِيَةٌ هَذِي؟ فَأَيُّ مَدِينَــــــــــــةٍ —– تَأْوِي فِرَاخَ النَّسْرِ وَالغِرْبَــــــانِ

ذِي غَابَةٌ لَوْ قَدْ تَبَصَّرْتُمْ بِهَـــــا —– أَبْنَاءَ وَحْشٍ لَمْ يَكُنْ بِمَكَـــــــــانِ

بَلْ فِيهِم العَنْقَاءُ وَالغُولُ الّتِــــي —– أَضْحَتْ أَسَاطِيرًا تُرَى بِعَيَــــانِ.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

تحميل المزيد