كم هو شعور جميل أننا قدمنا حلولًا رائعة لكل هذا العالم المتقلب المتموج بصراعات ودماء وحروب وتدمير بشري، لنتفرغ لقضايا أقل ما يقال بها إنها هامشية ولكن أين لنا من هذا فهذي المشكلة كانت منذ أبد الأبدين منذ خلق الله آدم، وكان الأصل طرفين خُلقوا لتعمير البشرية والحياة وإضافة معنى وقيمة ولا يتم هذا إلا بوجود تفاهم وتناغم، ولا نعلم لماذا نجعلهم كطرفي نزاع وحروب. يا له من لغز عجيب.

وأكثر ما يشد الانتباه هي نظرة الرجل للمرأة وللحق هي نظرة واحدة مهما اختلفت الثقافات وتعددت وتنوعت وتقدمت، فالنظرة واحدة جسد فقط، نادرًا ما نرى روحًا وجسدًا وقليلًا ما نرى مجتمعات أيدت هذه النظرة حقيقة.

الأديان السماوية والمرأة

حين جاءت كانت من أولوياتها احترام المرأة ومحاربة الجهل والضلال في التعامل معها ولكن حتى ذلك تم التحايل عليه بيد البشر، فمثلًا

في اليهودية المرأة نجس بالمعنى الكلي والشامل!

وفي المسيحية المرأة أصل الشرور وأخرجت آدم من الجنة!

وفي الإسلام ربنا حلل أربعًا ولا تجادل ولا تناقش!

أنا سأتجادل لأفهم فقد علمنا القرآن أن العقل مدخلنا لنفهم ومن خلال الآيات الكريمة سنتحدث.

ومن القرآن نقول

«وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً». صدق الله العظيم سورة النساء (3).

والآية مفسرة نفسها بكلمة العدل ولكن دعونا نَعُدْ لسبب الآية ونزولها والتفسيرات عديدة ولكن أدق تفسير نعيده إلى حال المرأة في الجاهلية.

*كانت المرأة في نظر الرجل ما هي إلا متاع مثلها مثل مملتكاته فليست إنسانًا.

*لا يوجد أدنى احترام لها ويمكن له الزواج.

*حين يموت الزوج تنتقل ملكيتها إلى الأخ.

*للرجل الحق بالزواج بأكثر من واحدة ولا يوجد عدد ولا رابط ولا ردع ولا قانون، فكان هنا دور الإسلام وكانت الآية المحددة والتقييد بعدد وبشروط أيضًا.

وإذا كان هذا حال المرأة المفترض أنها حرة فما بالنا بحال الجواري.

بعد كل المنزلة المهينة لها! لمَ جاء الإسلام؟!

هل يصح الإسلام دون إعلاء لقيمة وشأن المرأة التي هي منبع تأصيل الخُلق والدين في أبنائها فمن يُعلّم نصف هذا المجتمع.

هل جاء ليعلمنا العبادات والأخلاقيات فقط دون إعادة الاعتبار للمرأة من ما لحق بها من أذى سواء جاهلي أو يهودي أو مسيحي.

«وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا». صدق الله العظيم، سورة النساء (129).

ما معنى لن؟ حرف نفي ونصب واستقبال يدخل على المضارع فينصبه، وينفي معناه، ويُحَوِّله من الحاضر إلى المستقبل، وقد يكون نفي الفعل على سبيل التأبيد.

وآية أخرى لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ.

يعني بالبلدي مستحيل الحدوث والتحقق.

قيسوا ذلك على ولن تعدلوا فعذرًا أنت لست أكثر من ربنا.

البنات كبرت وعاوزين نسترها بقى

يعني هي البنات لا تجد واحدًا يحقق معنى التناغم والتفاهم فتذهب برجليها لواحد لا يستطيع أن يعدل بين زوجاته لمجرد فكرة أن تستر؟ بأي منطق هذا في أصل الزواج مودة ورحمة وهي ناقصة التحقق لدى الكثير من الرجال. حقيقة ونصيحة لا تقلقوا على البنات ربنا كفيل بهن.

دولًا تعددت

بدون مبالغة أكثر دول تعيش انحلالًا اجتماعيًا هي الدول التي نفذت التعدد بهوى أهلها فنجد كثرة الشذوذ مثل ما يحدث في بلاد الحريات!

ونسمع كثيرًا عن قصص مأساوية وغير أخلاقية تقع فيها بعض النساء! لماذا لأنه في أصل التعدد جسد وشهوات ولا يوجد غير ذلك وتعاني المرأة أنها أُعيدت لعصر الجاهلية بلا أدنى شك.

والأصل في التعدد أنه مشروط وليس سداحًا مداحًا، كما يُلزم أخذ رأي صاحبة الشأن ومن حقها الرفض واحترام رفضها، وإذا ما رغبت في الطلاق فحقها وهذا لا يتحقق في بلاد التعدد إلا نادرًا جدًا.

وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ

وحين تنادون بقوة بالتعدد هل خفي عليكم دول فقيرة جدًا وتعاني من غلاء أسعار يجبرهم على عدم التفكير في واحدة أصلًا!

هل أنتم أعلم من الله عز وجل بأنه يوجد فقر وغلاء، فكيف تنادون التعدد بكل هذه القوة دون مراعاة لظروف المعيشة الصعبة وكان الله في عون الشباب من تلك الحياة الصعبة وليتصبروا.

اقتراح

طالما تشفقون على البنات من كبر سنهن لم لا تساعدون الشباب الذين لا يستطيعون الزواج بأن توفروا لهم سكنًا وعملًا ليتزوجوا من تلك الفتيات؟ ليس ضروريًا أن تتزوج أنت أربعًا زوّج أربعة شباب ولك الأجر والثواب يا رجل.

حققوا هدفكم للتعدد

طالما لا يوجد في حياتكم شاغل سوى التعدد فلمَ لا تناضلون من أجله بأن تحاربوا الفساد والظلم والفقر وتثوروا ضد أنظمة تحرمكم من هذا الهدف النبيل، ضعوا هذا الهدف نصب أعينكم وانتفضوا ضد حكامكم لتنالوا حياة رفاهية كاملة لتتمتعوا بجسد النساء حلالًا ولكن تذكروا ولن تعدلوا!

ثوروا تعددوا.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

عرض التعليقات
تحميل المزيد