على الرغم من أننا نمتلك الشجاعة لنقرر في العديد من الأمور المهمة، ونمتلك القوة للمرور؛ مما بعد القرار الصعب بعزيمة، إلا أن قرار التخلي عن شيء أو شخص يبقى أمرًا شديد الحِدة ويحتاج تدريبًا قاسيًا للنفس كي تتمكن من تجاوز مخلفاته، في حين تحتاج منا المدينة التي لاتنام إلى مراودة للذكريات دون تأنيب للضمير وشعور محزن وموجع يجعلنا في تعاسة.
ما تقوم به الأم في السنوات الأولى مع طفلها لتربيته على نمط عيشٍ معين، لتعلمه ما عليه أن يفعل وما عليه أن يتجنب، بمن يثق وبمن لا، معانات الأم في هذه المرحلة حتى يخرج طفلها من طور الجهل إلى المعرفة هي نفسها المعانات التي سيواجهها الواحد منَّا إذا اختار التخلي، فالنفس تمامًا كالطفل، يُخيل له أنك تمنعه؛ مما يُحب دون أي سبب لأنه حينها في سن لا يسمح لنا أن نفسر له كل شيء، ولا يمكنه فيه أن يفهم الحكمة وراء ذلك.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست