منذ إحدى عشرة سنة والعرب في ذل لم يشهده أحد قط، لم نر نور العز والكرامة منذ رحيل البعث الاشتراكي في العراق  منا، كنا في رفعة وقوة والآن في ذل وهوان، فإلى متى سيبقى الأمر هكذا، أعند مجيء البعث الاشتراكي الجديد أم عند الموت فننتهي؟

من بعد أن تبصرت بواقع الأمة العربية المكرس بالمرارة اليوم أيقنت بأن لا سبيل لنهوض بلادنا سوى الاشتراكية، فهي الطريقة المثلى لتوحد بلادنا، ولو نظرنا لإيجابياتها لا نكاد نحصيها، وإن من أكثر ما أثار إعجابي فيها ثلاثًا؛ فأولها أنها تضع خطًا أحمر لأصحاب الأموال المسلوبة من الشعوب، حيث إنها لا تسمح للأفراد بأن يأخذوا أموالًا طائلة من الشعوب والتي تُوضع بعد ذلك في البنوك الغربية لينتعش اقتصادهم من جديد وتنكسر شوكتنا مرة أخرى، كما أنها تحد من طرق الفساد المتبعة في الانتخابات من خلال توزيع الرشاوى على خونة الأمة وكسب مناصب لا حق لهم بها، فتراهم في مجالس القرارات نائمين وفي الأزمات لاجئين سياسيين وعند الاستقرار ترجع فتيلة الفساد فيهم لتشتعل من جديد.

والإيجابية الثانية فيها هي أنها تعطي كل ذي حق حقه، فذلك النظام يعطي كل شخص حسب عمله وإنتاجه، فإن كنت عاملًا عاديًا، لا عليك إلا أن تذهب لحكومة ذلك النظام، والتي وجب عليها توفير فرص العمل لمختلف الطبقات في المجتمع، فتعطيك الوظيفة المناسبة لقدراتك، وأما إن كنت ذا شخصية مختلفة، لديك مهارات متعددة وينجم منك الإبداع فإنك بالتأكيد ستتاح لك آفاق جديدة ووظائف أرقى، لا كما يزعم البعض بأن الكل يحيا بتساوٍ.

وإن أجمل ما في النقطة الثالثة هي أنها تبني طريقًا لتصل به بين عمق السلطة وعمق الأمة فتكون مسوؤلية الفرد هي مسوؤلية الكل وتكون مسوؤلية الكل هي مسوؤلية الفرد، وهذا بذاته يؤدي إلى ازدياد الانتماء لدى الأفراد والذي يحقق الإخلاص في العمل للوطن والدفاع عنه بكل الوسائل وأهمها الوسائل الفكرية والتي تكون من خلال إرشاد أبناء المجتمع للصواب ونهيهم عن الأخطاء.

إن ما حل بنا من كوارث في العهد الأخير هو ليس إلا بسبب الطمع الحيواني الذي اجتاح نفوسنا بسبب الرأسمالية، فأصبح كل فرد في المجتمع لا يبحث إلا عن ما سيرفع من دخله، فيصبح معظم تفكير ذلك الشخص في الأعمال التي تجني له أموالًا أكثر حتى ولو كانت أعمالًا بغيضة بالنسبة له ولا يحبها، فإن كان على سبيل المثال يحب حرفة معينة ومبدعًا فيها فإن الطمع الرأسمالي سيحول ما بداخله ليدرس تخصصًا كالطب أو الهندسة في أمل الحصول على دخل أعلى، وهذا هو السبب الرئيس وراء موت الإبداع في المجتمعات العربية.

لو تساءلنا يومًا يا أبناء الأمة العربية عن ماذا سيحدث لأحوالنا الاجتماعية ومكانة بلادنا السياسية والاقتصادية لو أن الكل فينا يحيا بأرض تجوب فيها العدالة والديمقراطية في كل شبر من أراضيها، ولو أن كرامتنا كانت معنا في كل رأي نبديه وفي كل عمل نصنعه ولو أن لا أحد فينا لا يجد لقمة عيشه بل الكل فينا يحيا عزيزًا، ولو كنا أيضًا ننتمي لنفس الأرض لا متحاربين ومشتتين كما هو حالنا اليوم، نعم بالتأكيد سترقى وترقى.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

عرض التعليقات
تحميل المزيد