قد ننخدع بعض الأوقات فى تقدير عمر الأشخاص، وعندها نُرجع ذلك لأسباب صحية، أو قد نهرب بقولنا: إنها حالة شاذة، ولكن هل هذا صحيح؟ سنحاول طرح هذا الموضع بجانبيه الصحي والنفسي، مع ذكر نصائح قد يلي اتباعها تواجدك ضمن القائمة المائلة لمن هم يبدون أصغر عمرًا عن حقيقتهم.
الأسباب العلمية للشيخوخة
تفرد المعاهد البحثية والعلماء الكثير من الوقت لمعرفة أسباب الشيخوخة وظهور التجاعيد على الوجه، وفي الإطار ذاته يُسلط الضوء على كيفية تجنب الأسباب المؤدية لذلك، كما يلي:
نستطيع معرفة عمر الأشخاص عن طريق بشرتهم، فهي تحدد أعمارنا، ويمكن رؤيتها بعكس باقي أعضاء الجسم، وتتعرض للعديد من الأشياء لذلك، فبعض الأسباب الصحية تتركز فيما يلي:
- ضوء الشمس يؤثر علي بروتين الكولاجين (الذي يجعل البشرة مشدودة وممتلئة وأكثر شبابًا)، ويضعف ضوء الشمس البشرة؛ ما يتسبب في ظهور التجاعيد.
- عنصرالأكسجين (نسبة 98% من الأكسجين يستخدم لحرق الطعام، ومن ثم يجدد خلايا الجسم، ويجعل العضلات تعمل، بينما نسبة 1% منه تعمل كجذور حرة تهاجم الحمض النووي للإنسان؛ حتى مع وجود المناعة بالجسم؛ مما يؤثر علي الخلايا الليفية الموجودة بإحدى طبقات الجلد السفلى التى تدفع ألياف الكولاجين لأعلى البشرة، أما في حال الشيخوخة، فتنقطع خيوط اتصال الكولاجين مع الخلية الليفية؛ مما يتسبب في ظهور التجاعيد.
- الطعام الصحي قد يضاد الإجهاد التأكسدي لإعادة عمل الخلايا الليفية بطريقة سليمة عن طريق أربع قواعد:
- ابحث عن الألوان الزاهية كالطماطم؛ لاحتوائها على مركبات تمتص الأكسجين التفاعلي.
- اختر الخضر والفاكهة المرة المذاق، كالفجل والبروكلي؛ فهو يحتوي على جليوكسينولات تتموضع في البشرة.
- تناول كمية كبيرة من الأسماك الزيتية المحتوية على «أوميجا 3»، وهو أحد الأحماض الدهنية الأساسية التي تضاد الالتهابات.
- تجنب تناول النشويات بكميات كبيرة.
توجد بعض الكبسولات من مضادات الأكسدة التى قد تسهم في قلة طول التجاعيد، وجعلها أكثر سطحية.
- السكر يزيد الوزن، ويجعل المرء يبدو أكثر عمرًا مما هو عليه، ويرجع ذلك إلى أنه عندما يعلق السكر بالكولاجين يجعله أكثر هشاشة وأكثر عرضة للكسر.
البحث العملي لمواجهة خطر الشيخوخة
لم يقف العلم عاجزًا أمام هذا التحدي، لذلك يوجد بمعهد «ماكس بلانك» مركز لعلم جديد، وهو علم «الأحياء الجليكوجينية» لدراسة السكريات المركبة في أنسجة الإنسان «الجليكانات» وهي الموجودة في السطح الخارجي للخلايا، وتمثل طرق الاتصال بين الخلايا لنقل الرسائل، كصناعة الأعضاء ونمو الشعر، لذلك الهدف الأساسي هو معرفة ماهية الاتصال بين الجيليكانات، وهل غيابها قد يؤثر جديًا على شيخوخة البشرة، نظرًا لدخول الجيلكانات في كل العمليات البيولوجية الكبرى بالانسجة البشرية، ومنها البشرة، ولكنها تقل مع مرورالعمر؛ فيقل الاتصال ويقل تصنيع الكولاجين؛ فيضعف إعادة الاتصال بين الأدمة والطبقة السطحية للبشرة، ويوجد بعض الحلول، كصناعة مستحضر لزيادة الجيلكانات، ومن ثم يزيد إنتاج الكولاحين بالبشرة؛ لتبدو أكثر حيوية.
الأسباب النفسية
يمكن حصرها في بعض النقاط:
- الابتسامة، حافظ عليها لتضفي مزيدًا من البهجة في حياتك، إلى جانب حفاظها على الوجه من التجاعيد المبكرة.
- الرضا بالقدر بلاشك هو من أركان الإيمان كذلك، لا حيلة في عدم تقبل الأمور، خاصة السيئة منها، فمهما كان رد الفعل تجاهها؛ لن تغير من الأمر شيئًا.
- المخاطرة المحسوبة هامة، فالتغيير مطلوب، والقلوب تمل، لذلك كلما وجد التجديد وجدت البهجة.
- ممارسة الرياضة مفيدة لكل أعضاء الجسم، ومبدأ الروح الرياضية يهيئ لتقبل الخسارة، ومعرفة أنه لا يوجد فائز وحيد على الدوام.
- الصحبة الصالحة هي خير معين علي الأوقات الصعبة، وخير زاد في الأيام العصيبة بما تحمله من نصائح وأعمال صالحة تفتح للعبد الكثير من الأبواب المغلقة.
- امتلاك حس الدعابة والصبر عند الشدائد من أكثر الأسباب التي تجعل القلب ينبض بالحياة ولا يصيبه وهن الهموم.
- العمل التطوعي أو فعل الخير بأي شكل من أكثر أسباب زيادة الرزق وطول العمر والبركة.
- القراءة تطيل من عمرك عن طريق اكتساب خبرات وتجارب من سبقوك، فتحاول تقليد ما ينفع، والبعد عن ما لا يفيد أو يضر.
- تجنب التعرض للأشعة الشمس الحارقة قبل وقت الظهر إلى ما بعد وقت العصر.
- تناول الطعام الصحي من أكثر أسباب الحفاظ علي لياقة الجسم ونضارة البشرة.
وختامًا، قد لا يعود الزمن للوراء، ولكن مع بعض العناية يمكن نجبره أن يرسم خيوطه على بشرتنا ببطء.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست
علامات
أصغر