خلق الله سيدنا آدم وخلق منه أمنا حواء، وضع الاثنان تحت امتحان غير أنه قدر أن يتدخل الشيطان الرجيم، ويتم إنزالهما إلى الأرض، ليتم اختبار كافة ذريته إلى حد الساعة، نعم قمت بكتابة هذه المقدمة من أجل تقريب القارئ إلى موضوع اليوم ألا وهو واقع المرأة وحالها في المجتمع العربي عامة والجزائري خاصة، إن زاوية النظر إلى المرأة وكأنها إكسسوار يتم ضمه إلى المجموعة، من الأشياء القيمة يتم الاحتفاظ بها أو إبعادها في صندوق كرتوني، هذا هو الخطأ الفادح الذي توارثناه من القدم، المرأة هي نواة الكون، فهي المسؤولة عن إعمار هذا الكون الواسع، وهي المسؤولة عن صلاحه وإفساده، مدرسة الحب وراعيته، إكسير الحياة به يعيش الرجل وينضج.
إن معاناة المرأة عبر التاريخ جرت ترجمتها بطريقة خاطئة، واستغلالها من طرف بعض الانتهازيات ودعاة المساواة وتحرر المرأة تحت غطاء التحضر، هو أجندة تم تسطيرها لمحاربة العالم الإسلامي وهدمه، نعم لقد جرت دراسة المرأة العربية من طرف لجان الظل والشر، وتسطير كيف يجري نزع الإنسانية منها والأنوثة، خلقت قنوات بمليارات الدولارات وترسانة من القنوات، تطبيقات في الإنترنت للرقص والمجون وعرض الجسد النصف العاري أمام آلاف المتعطشين إلى رؤية شبر من جسد المرأة، واغتصابه بأعينهم التي تقطر شرًّا، نعم الآن أنت تتساءل كيف ما جدوى هذا الكلام وكيف نحارب ونساعد الفتاة في زمن الفتنة؟ من آلاف النصائح التي تقدم هي عدم إيلاء الأهمية إلى فتيات اللاتي تعرضن أجسادهن في تلك التطبيقات مثل «تيك توك» وغيرها، هكذا كلما ينقص عدد المشاهدين تبتعد هي الأخرى عن هذا الأمر، التلاعب بمشاعرهن وسيلة لدخول ذلك العالم المظلم، احترام الرجل لكيانها وأحلامها ومتطلعاتها وعدم احتقارها، الترجمة الصحيحة لكل النصوص الشرعية فيما يخص التعامل معها، حتى الظروف الاجتماعية ونقص الوازع الديني، المكبوتات الجنسية هي عوامل تدفع المرأة حاليًا إلى تلك الأنثى التي سوف تكون مدرسة ومعمرة لدولة الإسلام، إلى آلة هدم تنخر أعمدتها.
لقد جرت ترجمة كلمة حرية المرأة إلى آلاف الطرق الخاطئة، منها ابتعادنا عن أصولنا، ابتعادنا عن ديننا نحن نقلد ونقتدي بالغالب كما جاء في مقدمة ابن خلدون، رحمة الله عليه، نحن نقتدي بقوم يطغى على حياتهم أسلوب المادة، هذه الكلمة هي الرصاصة التي أوصلتنا إلى القبر ونهاية حياة بدون ذوق.
المرأة كائن حي كالرجل له إحساسه ومشاعره، كرمها الإسلام بالمكانة وانظر كيف ذلك في سورة النساء، والسؤال بعد كل ما تقدم هل نعرف مصير الأمة والمرأة؟ والإجابة: أننا لا نعرف، بل نجهل مصيرنا بالطريقة التي نعيشها حاليًا فعلينا أن نعود إلى حياتنا العربية الأصيلة الهادئة المملوءة بالسكينة والطمأنينة والمودة والرحمة، ستستقيم حياتنا، فلم تكن المادة يومًا قادرة على أن تعطي الروح ما يمكن أن يأخذه الجسد.
من هذا المنبر أحيي كل مرأة عفيفة، تحافظ على مكانتها ودينها، وأصلها وشرف أهلها، أما بخصوص العيد فعيدها كل يوم وساعة وليس يومًا محددًا من كل سنة، فهي المدرسة التي أنجبت الملوك والقادة والمحاربين والثوار والعلماء وهي منبع الحنان وهي شريكة الرجل في المحن.
القوامة على النساء أمانة وليست أداة لقمع المرأة، كن لها رجلًا تكون لك سندًا في الحياة.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست