جُل العرب على دراية كاملة بما يحدثُ في سوريا الآن.. فهل يجبُ علينا أن ننتظر حتى تُطبق أمريكا سياستها العالمية المعروفة مُنذ زمن على سوريا كما فعلتها من قبل في العراق؟ يسوء الوضع في الشام أكثر وأكثر، فَتوهمُنا أمريكا أنها تتدخل لحل الموقف أو لحماية المواطنين أو لأي سبب من أسبابها الوهمية، ثُم يكون الأحتلال.. كيف تَزُج الدول العظمى بجيشها في حروبا خارجُ أرضها فقد من أجلُ أحلال السلام! كما يَدعون.. بل أن هُناك غايةً عُظمى تسعى إليها هذه الدول، وأكاد أجُزم أنها تسعى للسيطرة على العالم.. أو على الأقل السيطرة على الشرق الأوسط.. لماذا دائمًا تكون أمريكا والدول الأوروبية هي التي تتدخل سياسيًا وعسكريًا لحلُ النزاعات القائمة داخل الدول العربية؟ لماذا لا يكون هناك اتحاد عربي عسكري تكون مَهمتهُ فض النزاعات الطارئ في العالم العربي.. لماذا لا يكون هناك صندوق نقدي عربي تسعى إليه الدول العربية دون الصندوق الدولي الذي هو أداة الدول الكبرى للسيطرة على مُقدراتنا ووضعنا دائمًا تحت الحصار الأقتصادي.. من خلال الديون؟
بالنظر إلى وضع سوريا اليوم، والتدخلات الغربية المتلاحقة في الشؤون الداخلية لها، هذا الأمر يفتحُ أمامنا للباب للرجوع إلى الحديث النبوي الشريف عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «لا تقوم الساعة حتى تَنزل الروم بالأعماق أو بِدابق» إلى آخر الحديث:
من هُم الروم اليوم؟ وما هي الأعماق أو دابق؟
الروم اليوم يَتمثلون في الأمريكيين والأوروبيين، وحدد العلماء أن الأعماق ودابق هُما موضِعان بالشام بِقربِ حلب، أي أنهُ سيكون هُناك أتحاد بين أمريكا والدول الأوروبية (الروم) فنجد اليوم أن الولايات المتحدة قد وضعت أكثر من 10 قواعد عسكرية في سوريا، بحجة حماية شعب الأكراد بالشمال السوري.. ومن هُنا يَقع التهديد الصريح على الدول العربية وأيضًا على دولة تركيا.. حيثُ أنه لو أكملنا الحديث النبوي إلى آخرهُ نجد النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:
لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق – أو بدابِقَ – فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بينا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون: لا والله، كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم ؟فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبدًا، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يُفتَنون أبدًا، فيفتَتحِون قسطنطينية.
حيثُ أشار الحديث أن بنزول الروم في الشام، يخرج إليهم جيش من المسلمين وهزمهم شر هزيمة، ثُم يَفتح مدينة القسطنطينية (تركيا حاليًا)، ومعنى ذلك أن تركيا سوف يتم احتلالها من خلال دول الغرب الأوربي وأمريكا، حيث أنه بتأمل الوضع العالمي اليوم، نجدُ أن العلاقات بين تركيا وأمريكا قد وصلت إلى حالة مشوبة بالتوتر، حيثُ أنه مايو الماضي قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تسليح مليشيا وحدات حماية الشعب الكردية الانفصالية، في حين أعلنت تركيا مرارًا رفضها الدعم الأمريكي لهم، ووصل الحد إلى أن هاجمت الطائرات التركية قواعدها في شمالي شرقي سوريا، الأمر الذي زاد من حدة الخلافات بين أنقرة وواشنطن، وهذه السياسة الأمريكية دفعت أنقرة إلى التقرب من موسكو، وتحسين العلاقات بينها، تبني سياسة واحدة في سوريا بعد طول الخلاف، بالإضافة إلى تزويد روسيا لتركيا بأنظمة دفاعية، الأمر الذي أزعج كثيرًا دولة أمريكا والدول الأوروبية التي تَنتهج سياستها (المعسكر الغربي).
بالنظر الدقيق في كُل هذه الأحداث العالمية، بالاستناد إلى الحديث النبوي الشريف، نستطيع أن نُخمن مستقبل تلك الأزمات، وبالكاد ستكون حربًا بين وأمريكا والدول الأوروبية من جهة، وبين تركيا من جهة أخرى، وستنطلق الحرب من سوريا، عندما يَنزل الروم بالأعماق أو دابق، وهذا ما بدأ بالفعل، حيث تعددت القواعد العسكرية الأمريكية في شمال سوريا، كُلها بوادر تُشير إلى أننا قادمون على مرحلةً مُختلفة، نستطيع أن نَفهم أحداثها جيدًا بالرجوع إلى أحاديثُ النبي – صلى الله عليه وسلم – عن آخر الزمان.
المقال يُتبع بنظرة أعمق.. في وقت قريب
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست
علامات
سوريا