وهذا الموت كان حصاد النظام والثورة، كلاهما بيده سلاح ويقتل، أدري أن سلاح النّظام قد تفوق لأنّه استعان بدول عظمى، لكن الثورة سمحت لبعض الأطراف بتزويدها بالسّلاح، ولا أدري كيف تسارعت أحداث الثورة للقتل والتشريد، بل كيف أضحى السّوري لاجئًا، ومشردًا، كيف هرب من بلاده؟!
إذن من المستفيد من الثورة ضد النّظام السّوري «وأنا هنا لا أبرئ النّظام، لا أبرئه من القتل» ولكن الذي دفعني للكتابة بعض من يدعي المعارضة ولا عمل لديه إلا أن «يطخ» مثاليات من خلف هذه الشّاشة، بل لا عمل لديه إلا أن يُهاجم فلانًا لأنّه مدح قائدًا ما، أو يهاجم غيره لأنّه أعلن قربه من دولة معينة، أو شتم حزبًا آخر لأنه يعلن تعاونه من دولة تدعم نظامه.
من سيصلح كل هذا الدّمار؟ من سيعد للأمهات الثّكلى أبناءهن؟! من سيعد الأمان والأمن للأطفال؟!
ليت العقلاء رأوا أبعد من المصالح، ولم يحلوا نزول قطرة دم واحدة، وما زلت أذكر ما ورد في الأثر، مما رواه ابن عساكر في (تاريخ دمشق) عن عمرو بن العاص – رضي الله عنه- أنه قال لابنه عبد الله: يا بني! سلطان عادل خير من مطر وابل، وأسد حطوم خير من سلطان ظلوم، وسلطان غشوم ظلوم خير من فتنة تدوم.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست