أدركت دول العالم المتقدم أن البرمجة هي بوابة العبور نحو العصر الرقمي. لم تعد البرمجة وكتابة الأكواد مهارة مقصورة على المتخصصين في كليات الحاسوب، بل أصبحت مهارة أساسية تستوجب إكسابها للأطفال في المدارس.

فالعالم يتجه إلى ما يعرف بإنترنت الأشياء، حيث تتصل كثير من الأجهزة بالإنترنت. وإذا كان الرومان يعدون أولادهم للحياة بتعليمهم المصارعة في الأزمان الغابرة فعلينا إعداد أولادنا لتعلم البرمجة للنجاح في عصر الإنترنت. على أمل دفعهم إلى شغل وظائف في مجال علوم الحاسوب في يوم ما، اتجهت بعض الحكومات وشركات التكنولوجيا إلى تعليم البرمجة والتكويد للأطفال من الصغر!

“ساعة برمجة” من أجل أمريكا:

https://hourofcode.com/eg

“لا تكتفوا باللعب على هواتفكم بل برمجوها”.. كلمات أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لدعم مبادرة تشجيع تعليم البرمجة بين الطلاب، والتي تحمل اسم “ساعة برمجة” برعاية من منظمة “كود دوت نت”، وبمشاركة مؤسس موقع فيسبوك مارك زوكربيرغ، ومواقع “جوجل”، و”يوتيوب” و”ياهو” و”أبل”، و”إم إس إن”، و”بينغ”.

وتهدف المبادرة إلى حث الطلاب على قضاء ساعة واحدة في تعلم البرمجة عبر دروس برمجة مجانية في جميع منافذ البيع بالتجزئة التابعة لكل من شركتي التكنولوجيا الرائدتين مايكروسوفت وأبل.

لماذا قررت بريطانيا إدخال تعليم البرمجة لمدارسها الابتدائية؟

لقد تسببت ربع مليون وظيفة شاغرة في بريطانيا في تغيير المناهج وإدخال البرمجة لمدارسها الابتدائية الرسمية، حيث تقدر حاجة بريطانيا عام 2020 للمؤهلين تقنيًّا بحوالي 250 ألف شخص.

وتسعى الحكومة البريطانية لتحويل الأطفال من مجرد مستهلكين للتقنية إلى بناة لها، وبدلًا من تمضية الوقت في ألعاب الكمبيوتر البدء بالتدرب على تصميمها. ولتجنب إرباك الصغار أمام شاشة الكمبيوتر طوال الوقت تجري تدريس البرمجة في الهواء الطلق من خلال أداء ألعاب مجردة وإكمال ألغاز منطقية ليألفوا مفهوم الخوارزميات دون تعقيد. وعند وصولهم لسن 14 عامًا سيطرح عليهم الأساتذة لغات البرمجة من خلال لغة واحدة أو اثنتين.

الألمان يبتكرون منصة لتبسيط البرمجة!

في مطلع هذا العام أنتج مركز فراونهوفر الألماني – أكبر مركز أبحاث في أوروبا- منصة برمجية سحابية مفتوحة تساعد على تعليم البرمجة للأطفال والبالغين، والآن يتم تطوير المنصة بالتعاون مع كلّ من غوغل وشركة ليغو.

ويؤكد باحثو فراونهوفر في قسم تحليل الذكاء ونظم المعلومات أنّ البرمجة ستُصبح أسهل وأبسط بكثير، كما أنها ستُعد بمثابة لعبة من ألعاب الأطفال.

الفرنسيون يحلمون بجوبز، غيتس، مارك الغد!

في سبتمبر 2014، قررت وزارة التربية الوطنية بفرنسا ضم دروس البرمجة المعلوماتية إلى المدارس الابتدائية، لكن لن تكون مادة إلزامية، بل ستكون مادة اختيارية يمكن للتلاميذ اختيار دراستها من عدمه.

تقول الوزارة إن الفكرة لا تهدف إلى تربية جيش من المطورين بقدر ما تهدف إلى تعليم جوبز، غيتس، ومارك الغد. حيث سيتم تخصيص حصص موازية لتعلم التكويد والبرمجة تكون خارج الأنشطة الدراسية العادية للمدارس.

رئيس وزراء سنغافورة يُبرمج باستخدام C++

في تصريح رسمي من رئيس الوزراء السنغافوري Lee Hsien Loong أنّه وجد بعض الوقت في الماضي لكتابة برنامج لحل لعبة سودوكو بواسطة لغة C++، كما صرّح رئيس الوزراء أنّ أحد أطفاله أعطاه كتابًا للبرمجة لمساعدته في تعلم التكويد.

أدوات ومواقع لتعليم البرمجة:

1- https://code.org/learn

من أفضل المواقع التي تقدم دروسًا وأدوات لتعليم مختلف لغات البرمجة، كما يحتوي على تطبيقات تعليمية للهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية.

 

 

2- https://www.madewithcode.com/

مشروع من جوجل لتشجيع الأطفال على تعليم البرمجة، تتميز دروس هذا الموقع بالبساطة من المستويات الأولى حتى المتوسطة.

3- https://alice.qatar.cmu.edu

أول برنامج لتعليم البرمجة في الشرق الأوسط موجه خصيصًا لتعليم الأطفال البرمجة، وهو برعاية الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي بالاشتراك مع جامعة كارينجى ميلون.

 

4- https://www.kodugamelab.com

يمكن استخدام هذا الموقع لتعليم البرمجة وإنشاء الألعاب دون الحاجة إلى أي مهارات في البرمجة.

5- https://www.codem3lim.net

موقع عربي لتعليم البرمجة والتكويد والحصول على شهادة رسمية عند الانتهاء من الدورة.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

عرض التعليقات
تحميل المزيد