لا أجد أجمل بل وأعظم منها تجربة شخصية أتحدث عنها، لا أجد قصة نجاح وتحدٍ (أشاهدها) أعظم من هذه. لا أجد أجمل منهم شبابًا يدركون واقعهم بل ويريدون تغييره، دون النظر أو السمع لمن يحبطهم ويخالفهم الرأي. شباب مؤمن بفكرته، أراد أن يزرع (Concept) جديدًا، أراد أن يضع بلده على الخريطة الدولية للأحداث العالمية، أرادوا أن يُظهروا اسم جامعتهم في المحافل الدولية، شباب من مدينة الزقازيق بمصر، قد سمعت مقولة من هذا الفريق تقول: (أحلام الأقاليم متأخرة بالنسبة للعاصمة الأم القاهرة)، هذا ما أراد هؤلاء الشباب، الذي أرى في عينه تصميمه على تحقيق فكرته، وبالفعل قد وصل لذلك، بإطلاقه لأول مؤتمر TEDx بجامعة الزقازيق، ودعوته لمتحدثين عظماء، لينشروا أفكارهم العبقرية من هنا من قلب مدينة الزقازيق، فلكل مجتهد نصيب. فبالرغم من كون الفريق (عملاً تطوعيًا)، إلا أننا يجب أن نتعلم ما هو العمل التطوعي من هؤلاء الشباب، الذين نفتقر أن يكونوا هنا في مصر بهذه الكفاءة. أشكره بالفعل لأنه أتاح لي الفرصة أن أكون من ضمن المتحدثين ضمن هذا المؤتمر. دعوني لا أطلْ عليكم لنستمع إلى هؤلاء الشباب ونتعلم منهم كيفية صمودهم وتحديهم بل وإصرارهم على تغيير الواقع:

 

الزمان: الخميس 9/4/2015.

المكان: مسرح ﻤﻜﺘﺒﺔ مصر العامة.

“- ﺷﻜﺮًا ﻋﻠﻰ هذا ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ – حقيقي ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺮﻕ ﻣﻌﺎﻧﺎ ﻭسوف ﻴﻐﻴﺮ لنا أشياء ﻛثيرة – ﺷﻜﺮًا على منحكم ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ لنا ﻟﺤﻀﻮﺭ هذه الفكرة هنا”.

وغيرها من هذه العبارات البسيطة ﻣﻦ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺗﻴﺪﻛﺲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺰﻗﺎﺯﻳﻖ ﻋﻘﺐ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍلمؤتمر ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ، هذا كان نتاج جهد وتعب شهور لتحضير هذا المؤتمر.

 

ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ:

من حوالي سنة أو أكثر، كان الموضوع كله ما هو إلا فكرة على ورق، طرحها أحد أعضاء الفريق، وحازت على قبول جماعي من الأعضاء، لأنهم وجدوا فيها مبدأ جديدًا وأيضًا إنها فكرة جديدة تستحق الانتشار، القليل هو الذي يسمع عنها، من له الشغف في ذلك.

كان لا أحد يعرف منا ما هو TED، فكانت البداية بأن كل فرد في الفريق بدأ بتجميع معلومات وبيانات دقيقة عن هذا المؤتمر ومتابعته الشديدة وكيفية إطلاقه في الزقازيق. حتى جاءت لحظة التقديم والحصول على الرخصة التنظيمية للمؤتمر لأول مرة بمدينة الزقازيق، باسم جامعة الزقازيق، وهذا لم نجد فيه صعوبة لأن مع روح الحماس والتحدي والعمل الجماعي، هذا كله سّهل هذه المهمة. فكان سبب من أسباب حصول الفريق على هذه الرخصة الدولية أن يجدوا في المتقدمين فريقًا لديه الجدية، ويكون واضح الهدف وله فكر مختلف، وهذه المقومات كانت متوفرة وهي صاحبة الفضل في الحصول على هذه الرخصة. هذا ناتج من التحدي الموجود لوضع اسم جامعة الزقازيق على الخريطة العالمية، بل وأن من حق طلبة جامعة الزقازيق أن يعيشوا هذه التجربة الفريدة، ويستمعوا لأفكار تستحق الانتشار، ذلك بعد أن المناهج التي تدرس في الجامعة ليست كافية لاكتساب تلك الخبرات. وبالفعل حدث وبدأنا على أول الطريق.

 

 

 

 

 

 


 

ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰات:

هذه المرحلة كانت من أصعب المراحل، لم تكن سهلة على الإطلاق، من حيث توصيل فكرة المؤتمر لطلاب الجامعة بل والمدينة بأسرها، ضعف الإمكانيات المتاحة، قلة المؤمنين بالنشاط الطلابي والاستثمار فيه كان عائقًا كبيرًا أمامنا، وأيضًا قلة الدعم المادي بل عدمه، فكان المؤتمر قائمًا بالجهود الذاتية فقط. لكن كل هذا الصعب تم تحطيمه بوجود الأفكار والمواهب التي تستحق الانتشار، الطلبة والمتميزون الذين أثبتوا أنفسهم في سن صغيرة، المبتكرون ذوو الجرأة لخوض مجالات جديدة ومختلفة تميزوا فيها.

 

فكنّا أشد الحريصين من البداية، على فكرة تنوع الأفكار المطروحة، أيضًا التنوع في طرق العرض، والتنوع في المراحل العمرية المتقدمة لمخاطبة كل الفئات.

تم تنظيم أول فاعلية للإعلان عن مؤتمر TEDx Zagazig University بتنظيم TEDx club وكان ذلك يوم 8 مارس الموافق يوم المرأة العالمي. من خلاله بدأت الدعاية، وتوعية وتعريف الناس بما هو مؤتمر TEDx العالمي، وما هو المطلوب، بالإضافة لعرض فيديوهات متحدثين في مؤتمرات سابقة في جميع أنحاء العالم. ثم تم تنظيم حملة للتبرع بالدم على مدار يومين، من خلالها تم التعريف أيضًا بهذا المؤتمر وموعد إطلاقه.

 

يوم المؤتمر:

 

ﻓﺮﻳﻖ ﺗﻴﺪﻛﺲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺰﻗﺎﺯﻳﻖ ﻛﺎﻥ متناسقًا جدًا وشديد الالتزام، كان يتكون من مجموعات:

– ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟمتحدثين Speakers group: ﻣﺴﺆوﻝ ﻋﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟمتحدثين ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻫﻢ.

– ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟدعاية Media group: ﻣﺴﺆوﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎية الكاملة للفريق.

– ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ: ﻣﺴﺆوﻝ ﻋﻦ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻫﻢ.

– ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰﺍﺕ: ﻣﺴﺆوﻝ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺍﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﺆﺗﻤﺮ.

 

 

حتى جاء اليوم الأعظم، يوم المؤتمر الذي كان الجميع بانتظاره، ﻴﻮﻡ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻋﻈﻢ؛ كان بمثابة ﺧﻠﻴﺔ ﻧﺤﻞ تعمل كل في مكانه، كان كل الحرص أن الأفكار التي ستطرح اليوم بمثابة ثورة شاملة لتغيير فكر كل شخص من الحضور، من حيث ترتيب أموره وأولوياته، من حيث اكتشافه لذاته أكثر، أن يثق في نفسه أكثر وأكثر، أن يكون واثقًا من نجاحه مهما كان تخصصه. لذلك كان عنوان المؤتمر Concept أي (فكرة) وهذا هو المبدأ الذي أردنا توصيله في النهاية. وكان الفضل لله الذي ساعدنا في ذلك، وكان هذا واضحًا من تفاعل وتعليقات الحضور.

 

الآن نستطيع أن نقول: أن هناك في الزقازيق وفي مصر، شبابًا قادرًا على إحداث اختلاف وتغيير، ليست العاصمة فقط هي مكان انتشار المواهب ونشر الأفكار بل الأقاليم أيضًا.

 

وبذلك أيضًا استطعنا توصيل هدف مؤتمر TED في جميع أنحاء العالم، وهو: أفكار تستحق النشر.

 

كان ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻣﺆﺗﻤﺮﻧﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻟTEDx ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺰﻗﺎﺯﻳﻖ هو (concept).

 

هذا الفريق ﺑﺪﺃ ﺑﻔﻜﺮﺓ، ﺛﻢ ﻣﺸﺮﻭﻉ، ﺛﻢ ﻗﺼﺔ ﻧﺠﺎﺡ.

مؤتمر TEDx:

 

 

 

 

 

 

أما عن TED فهي منظمة غير ربحية مكرّسة لترويج الأفكار التي تستحق النشر، تحت شعار Ideas worth spreading، وكان قد بدأ على شكل سلسلة مؤتمرات تواصلت لمدة أربعة أيام في ولاية كاليفورنيا الأمريكية قبيل 25 سنة، واليوم أصبح تيد ومن خلال مبادرات عدّة، يدعم هذه الأفكار التي تستطيع تغيير العالم. يدعو مؤتمر تيد السنوي كبار المفكرين وأصحاب القرار والأعمال في العالم للتحدث لمدة 18 دقيقة ومن ثم يمكن مشاهدة خطاباتهم مجانًا عبر الموقع الرسمي على شبكة الإنترنت ted.com.

 

 

ومن بين أبرز المتحدثين في تيد رئيس شركة مايكروسوفت العملاقة بيل غيتس، ونائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور، والباحثة البريطانية في علم الإنسان وسفيرة الأمم المتحدة للسلام جين جودال، والروائية الأمريكية الشهيرة إليزابيث غيلبرت، ورئيس شركة فيرجن العملاقة للسمعيات والبصريات، السير ريتشارد برانسن، والسياسي ورجل الأعمال الهندي ناندان نايلكاني، ومصمم السلع الفرنسي فيليب ستارك، ووزيرة المالية والخارجية النيجيرية السابقة نكوزا أوكونجو أيويلا، والكاتبة التشيلية إيزابيلا آلاندي، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق جوردن براون. يعقد مؤتمر تيد السنوي في لونغ بيتش بولاية كاليفورنيا الأمريكية، ويتم بثّه مباشرةً في مدينة بالم سبرينغز. أمّا تيد جلوبل- العالمي فيعقد سنويًا بأكسفورد بالمملكة المتحدة. تشمل المبادرات الإعلامية لتيد موقع ted.com الذي ينشر فيه يوميًا خطابات تيد جديدة ومشروع الترجمة المفتوحة والذي يوفر ترجمة مكتوبة ونصية لأي من خطابات تيد، حيث يترجمها متطوعون من كافة أنحاء العالم.

 

وقد قامت تيد بتأسيس (جائزة تيد السنوية) التي تمنح للأفراد الاستثنائيين ممن لديهم رغبة في تغيير العالم. حيث يتم إعطاؤهم فرصة من أجل تحقيق رغبتهم وهذه الجائزة متمثلة (بتيدإكس) التي تقدم للأفراد أو المجموعات وسائل لإقامة فعاليات محلية منظمّة في كل أنحاء العالم, وكذلك برامج (تيد فيلوز) التي تساعد أصحاب الابتكارات العظيمة ليصبحوا جزءًا من مجتمع تيد ولتعظيم تأثير مشاريعهم ونشاطاتهم البارعة.

 

أنت أيضًا لديك قصة نجاح، كن واثقًا من ذلك، إنك تستطيع، وسوف تحقق حلمك في القريب العاجل، ومن الممكن أن تكون جزءًا من هذا الحدث العالمي السنوي، فنحن بانتظارك.

 

# لمزيد من الأخبار والمتابعة للفريق أكثر عبر صفحته على الفيس بوك

 

# فيديو تعريفي لـ TED

 

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

عرض التعليقات
تحميل المزيد