كان هناك مقولة شهيرة وهي شالوا ألدو وجابوا شاهين، فكم هائل من الوزارات رحلت وكم آخر أتى ولكن سيظل المواطن يصرخ ويقول: آه يا بلد، فهو في انتظار فرصة لكي يعيش مستورًا من مسكن ومشرب وتعليم ورقابة على الأسعار التي يحركها جشع التجار.

التغيير الوزاري

لقد سمعنا عن التغيير الوزاري الجديد ولكن من وجهة نظري أن التغيير الوزاري ليس هو الحل، والدليل كم وزارة راحت وكم وزير ذهب وكم وزير جاء! ولكن يظل وضع المواطن محلك سر.

فالمشكلة يا سادة ليست في الوزير، ولكن في العمود الفقري للوزارة والإجراءات والسياسات والفكر والنظم التي تسير بها الوزارة بأكملها، والتي أحيانًا تميل إلى العشوائية.

فنحن في بلدنا نعمل على إيجاد الحلول بعد وقوع الكارثة وليس قبلها، فلا يوجد فكر وسياسة قصيرة المدى وأهداف واضحة لكي تتحقق على المدى القريب.

ولو نظرنا إلى الوجوه فهي التي تظهر كل مرة، ولم نجد أي تغيير، ولم نجد دورًا للشباب والأفكار، ولم نجد حلولًا إبداعية ولكنها حلول تقليدية، فالمشكلة التي تواجه البلد تحتاج إلى تغيير شامل ونقلة جذرية في التفكير.

كما تحتاج إلى تغيير في الإجراءات والسياسات، فالوضع لم يعد يتحمل المزيد من الانهيار، فالمشكلة ليست في رأس الوزارة ولكن المشكلة في القاعدة، لا بد من العمل على القاعدة، وأن يتــم النظر في الكثير من الأمور التي تسير داخليًّا والنزول إلى الشارع وسؤال الناس لمعرفة القصور.

لن نضع رؤوسنا في الرمال فنحن نعاني من الوساطة والرشوة والغش والربح بأي شكل وعدم الضمير للبعض أو الكثير، فلا بد أن يكون هناك حملات رقابية وتوعية وقرارات صارمة ضد الجاني.

أن يعاد النظر في طريقة التعيين وأن يكون هناك رقابة فعلية وليست حبرًا على ورق، أما معالجة الأمور بسياسة «أطبطب وآه ونص» فلن يُحدث تقدمًا ولن ينصلح حال المواطن وستظل المشكلة قائمة وستتفاقم، لا بد من إعادة النظر في كلِّ شيءٍ.

يجب أن يقف الجميع يدًا واحدة وأن يكون هناك دور لرجال الأعمال وأصحاب المليارات، سواء كان هذا الدور من خلال أنفسهم أو من خلال فرض هذا الدور عليهم لأننا في مرحلة انتقالية يا سادة ولا بد من التكاتف.

لذا سوف أقدم اقتراحًا لتعيين الوزراء الجدد

أن يتم تكوين لجنة متخصصة وتطرح مسابقة لمجموعة من الأشخاص الذي تجدون فيهم أنهم خيرة هذا البلد، ويا حبذا لو تم توسيع دائرة الاختيار من كافة الأعمار، ويتم توجيه الأسئلة والمناقشات لكل منهم على حدة، وبعدها تقرر اللجنة من الذي يستحق لقب وزير.

أن يكون ذلك من خلال عرضه لبرنامجه وأهدافه التي يشترط أن تكون قصيرة الأجل، لأن المواطن لم يعد يحتمل التخطيط طويل الأجل.

مثلًا ما هي حلولك وخططك قصيرة الأجل والإجراءات المطلوب تنفيذها للنهوض بالبلد في أسرع وقت، وهكذا بالنسبة لباقي الوزارات، ويتم اختيار أفضل فكر ويتم اختيار الأفضل ليكون وزيرًا سواء كان هذا شابًا أو شيخًا أو صغيرًا أو كبيرًا فالعبرة في الكفاءة وليس في السن.

الهدف

ظهور أفكار لم تجد النور وظهور شخصيات لم نسمع عنها ولم تستطع الوصول إلى الضوء والشهرة، فبلدنا بها الكثير من الأفكار والعقول المميزة ولكن يحتاجون إلى فرصة فقط للإبداع، فقد حان الوقت لكي نختار الأفضل لكي نصل إلى ما نتمناه في أسرع وقت ممكن، فالفرصة ما زالت قائمــــة أمامنا ويجب أن يقف الجميع كيد واحدة، وأن يكون هناك مشاركة فعلية من الناس وأن تتبنى إحدى القنوات برنامجًا يكون للمواطن، وليكن ساعتين في اليوم ليحكي عن همومه ومشاكله كلٌّ في محافظته أو مركزه، ويتم تخفيض سعر الدقيقة حتى نتيح الفرصة لأكبر عدد من الناس للمشاركة في الواقع الذي نعيشه، وأن يكون هناك مسئول يسمع لهم ويلبي طلباتهم.

فالتغيير لا بد أن يكون في العقول وليس الكراسي يا سادة.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

عرض التعليقات
تحميل المزيد