يختلف مفهوم الحب عند الكثير، فقد يختلط على الجميع أمران بين الحب والإعجاب. عندما تتخلل مشاعر باتجاه شخص. دائمًا ما كنت أسمعها ولا أعيها، حتى أصبح المفهومان محور نقاش هنا، إنها عبارة ترن في أذني احترت في تفسيرها. أحببت قراءة الكتب والروايات، لا أمل ولا أكل منها، فعاد يراودني إحساس بالشغف للوصول، ومن ثم معرفة نهاية كل حبيبين تحابا.
كنت آمل في أن أتوصل إلى نهاية مرضية لقصص الحب والغرام، والعشق والهيام. ولكن، ما المفهوم الأساسي للحب؟ ولماذا نحب؟ وهل حقًّا هناك فرق بين الحب والإعجاب المتبادل بين الطرفين؟ خلال بحثي وإطلاعي توصلت من خلال قصص الحب، كما هو في قصة قيس بن الملوح وليلى العامرية، وعنتر وعبلة، وروميو وجوليت، وجميل بثينة… إلخ.
مفهوم الإعجاب
إن الإعجاب ما هو إلا شعور متبادل بين الطرفين، يكون المحرك الأساسي وراءه هو الانجذاب بمظهر، صفة، أو رأي، وسرعان ما يزول هذا الإعجاب إذا لم يلق قبولًا من الطرف الآخر.
مفهوم الحب
أما الحب فهو شعور أعمق وأشد وطأة من سابقه، إذ يتمثل في قبول الطرف الآخر بعيوبه قبل مميزاته، ينبع من العقل حتى يصدقه القلب، ولا جدال في ذلك، إذ يرجع مفهوم الحب منذ أن خلق آدم – عليه السلام- ومن ضلعه حواء، إلى أن تكون المكمل له، والسند، ويشد بعضهما بعضًا.
الحب الحلال هو أسمى أنواع الحب، وما سماته:
الحب الحلال أسمى أنواع الحب على الإطلاق وأجلها، ولكن هل ما زال هناك حب في زمننا هذا؟ هل وجدت الشخص الذي تقاسمه حياتك، تقاسمه أحلامك، وأحزانك، أفراحك، وآمالك، وآلامك؟
اختلف مفهوم الحب في زمننا هذا، بل يبدو في رأيي أنه تلاشى، أصبح كالهشيم، زماننا هذا تغيرت فيه النوايا، وتبدلت الأحوال، ومن ثم أصبح الحب سلعة تباع وتشترى بالمال.
وإن بدت النظرة سوداء قاتمة، فعلى الجانب المشرق يتربع على العرش الحب الطاهر، العفيف «الحب الحلال»، الذي يبدأ بلا مصالح أو نوايا خفية، متصفًا بصفات منها: الصدق، التفاهم، الاحترام، الأخلاق، التقوى، والعفاف. ليس بإعجاب زائل أو بحب طائش، بل ما هو إلا بمشاعر صادقة، تحركها الأقوال وتصدقها الأفعال.
اختلاف في الرأي
قد تختلف وقد تتفق معي في الرأي، إلا أننا إن اختلفنا فإننا حتمًا سنتفق على الرغبة في الوصول للحب الحقيقي، الذي يكمن وراء الصدق المتبادل، التفاهم، الاحترام، وليس كالسلعة التي قد يزهد فيها البعض، فتباع وتشترى بالمال.
مفهوم الحب الحقيقي
الحب الحقيقي هو الحب الحلال، الذي دائمًا ما يستغله الشباب في الإيقاع بإحداهن، مستخدمًا رغبة كل فتاة في تكوين أسرة سعيدة، ممنيًا إياها، ثم مستغلًا إياها، ناسيًا بل متناسيًا دين الله، منقادًا ومنصاعًا وراء شهواته. وعلى النقيض يأتي الحب الحقيقي في الإيمان بالله قبل كل شيء، ومن ثم صدق الأقوال والأفعال، يأتي من نفس مطمئنة، ترغب في الاستقرار.
تأمل في تكوين أسرة، محركاها الأب ورئيس ركبانها الأم، عاكسة آمال كل منهما وطموحاتهما في ولديهما، متحلين بخصال من بعضيهما، أو على قدر من قبول الآخر بها، والتعايش معها.
الحب الحلال حتمًا هو حب حقيقي، وإن كان خالصًا لله حتمًا سيكلل بالزواج.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست