لقد كانت بداية انطلاق الأغاني الشعبية في العشرينيات من القرن الماضي مع بداية المطربة منيرة المهدية التي غنت العديد من الأغاني الجميلة، والتي أخذت لقب سلطانة الطرب في هذا الوقت.

وفي السبعينيات ظهر الفنان أحمد عدوية بنوع مختلف من الأغاني الشعبية، والتي لقيت ترحيبا وإقبالا من بعض النقاد، ونقد لها من البعض الآخر. ولكن اختيار الفنان أحمد عدوية للأغاني التي يغنيها جعله أقرب من جمهوره لأنها كانت تعبر عنهم وعن حياتهم.

فقد غنى لكل الطبقات كما غنى للعشاق أغاني استمرت حتى إلى أن وصلنا للقرن الواحد والعشرون ما زال الناس يتغنون بها ويحبونها. وقد لقب الفنان أحمد عدوية بأنه مؤسس الأغنية الشعبية في هذا الوقت وقد جعل معظم فئات المجتمع تستمع وتحب ما يقدمه من أغاني متنوعة، أما في التسعينيات كان أول ظهور للفنان حسن الأسمر الذي استطاع أن يغني نوعا آخر من الأغاني الشعبية التي لاقت نجاحا كبيرا جدًا في الشارع المصري الذى كان يتغنى بها… ثم حدث انتشار كبير في مجال الأغاني الشعبية، وذلك بسبب التطور التكنولوجي في هذا المجال من أجهزة ومؤثرات صوتية التي ساعدت بعض الفنانين الشعبيين على الانتشار وتسجيل أغانيهم ڤيديو كليب مما ساعدهم على الانتشار في البيوت.

أول ظهور للمهرجانات كان أول ظهور للمهرجانات مع فريق الدخلاويه في الإسكندرية، والتي أثارت ضجة كبيرة في رأي الشارع المصري، ثم توالى ظهور الكثير من الشباب يغنون المهرجانات وانتشرت بطريقة سريعة بين طبقات المجتمعات ليس المجتمع المصري فقط، لأنهم يسافرون ويغنون المهرجانات في الحفلات في العديد من الدول، مما أدى لانتشار المهرجانات بصورة كبيرة في كل المجتمعات.

تأثير أغانى المهرجانات في الأطفال

قد أثرت بعض أغاني المهرجانات بل كلها في الأطفال تأثيرا سلبيا جدًا نظرًا لما تقدمه من كلمات سيئة وموسيقى صاخبة تجذبهم لسماع هذه المهرجانات، فقد تسبب لهم أذى سمعيا وبصريا ونفسيا، وبعضها غير مفهوم فهم يعتمدون أكثر على الموسيقي الصاخبة والمؤثرات الصوتية وطريقة الرقص عليها في الڤيديو كليب، مما جعلها تنتشر بسرعة رهيبة ولا نستطيع السيطرة عليها، وخصوصًا أنها تجذب أيضًا معظم فئات الشباب لسمعها وحفظها والتغني بها في كل المناسبات، فلا بد من الوقوف أمام هذه الظاهرة، المهرجانات التي أصبحنا لا نملك السيطرة عليها سواء على الأطفال وهم جيل المستقبل أو الشباب الذين سوف يكونوا آباء لهذا الجيل.

فلا بد من وقفة قوية في كل المجتمعات لوقف هذه المهرجانات التي سوف تدمر كل الأجيال حفاظًا على أطفالنا وشبابنا، فهم الجيل الذي سيصنع مستقبلا قويا وحضارة تتوارثها الأجيال.
فلا بد من توقف هذه الظاهرة التي سوف تدمر جيلا كاملا يصنع المستقبل، بل أصبح كل تفكيره وسماعه للمهرجانات هو اهتمامه ولا يفكر كيف ينفع وطنه بالعلم والمعرفة والقراءة والاختراع.

مثل العلماء الذين نفتخر بهم مثل الدكتور أحمد زويل في مجال الذرة والدكتور مجدي يعقوب في مجال جراحة القلب والكاتب الكبير نجيب محفوظ الذي حصل على جائزة نوبل. والكثير من العلماء في العالم في كل المجالات الذين توجت أسماؤهم على مر العصور وتركوا علما ينتفع به وتتوارثه الأجيال، فنحن لدينا حضارة عريقة فلا بد من الحفاظ عليهم بالعلم والعمل وأن نصنع من هذا الجيل، جيل قوي وناضج.

فهو أساس للأجيال القادمة، فلا بد أن يكون كل اهتمامه هو السعي وراء العلم والاجتهاد بالعمل وليس بحفظ المهرجانات وتقليد الراقصات وتقليدهم في طريقة اللبس وقصات الشعر والذهاب وراءهم في الحفلات، فأنتم جيل الفراعنة، فلا بد أن تحافظوا على تلك الحضارة واصنعوا لأنفسكم المستقبل، لكى يتوارثه الأجيال القادمة، فأنتم جيل المستقبل.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

تحميل المزيد