حالما ترنّ العملة في الصّندوق، فإنّ الأرواح تتخلّص من العذاب.
– الراهب يوهان تيتزل – القرن الخامس عشر
أمسية ماطرة زادت عيد القدّيسين بهاءً وحُسنًا، حطّ على كنيسة القدّيسين نفسها بفيتنبرج، راهب غامض شاحب الوجه تظهر في عينيه حكمة الصبّار، يداه تحملان مخطوطًا أصفر مكتوب باللّغة اللاتينية، في سكينة يخطو، بثبات يُعلّقها.
العبارة واضحة
لماذا يريد البابا بناء بازليك القدّيس بأموال الفقراء، لا بأمواله، وأموال الفاتيكان الخاصّة
الموحدانية أنكرت الصكوك، ودور العبادة لم يعد وراءها سلطة روحيّة، ولا يحتاج الشّخص لكاهن ليُخلّص نفسَهُ، كل ذلك ماض ولّى، وأفكار نُسِفت، لكن التجربة عادت ناصعة تطلّ علينا من جديد، صكوك القساوسة استحالت لشفاعة الشّيوخ، والتّجديف على البابا أصبح خوض في (لحوم العلماء البسبوسة)، اللحوم التي استعارت كلمة الله، تلْويها كيفما وافق هواها وأتخم جيوبها وأرضى عنها السّلاطين، عادت التجربة لنكتفي نحن بتأدية الأخطاء نفسها، كما يجب أن تُؤَدَّى، فتكون شفاعة لنا – هل قلت شفاعة – فلا نوصف يومًا بالتقصير والإهمال، إن فساد التّجربة يعتبر ثورة، والثورة في بلـدي مُحرّمة قبل أن تكون مُجَرَّمَة.
أوربان الثاني وبطرس الحافي وشيوخ الفتة
سوف يتمّ غفران ذنوب كل أولئك الذاهبين إلى هناك، إذا ما انتهت حياتهم بأغلالها الدنيوية، سواء في مسيرتهم على الأرض، أو أثناء عبورهم البحر، أو في خضمّ قتالهم ضد الكفار وهذا الغفران أمنحه لكلّ من يذهب إلى هناك بمقتضى السّلطة التي أعطاني الربّ إيّاها فمن لم يحمل صليبه ويأتي ورائي فلن يستطيع أن يكون تلميذي.
قـــول نــعم تجـلب النـعم.. من قائل هذه العبارة!
من سيموت على هذا سيُمنح الخلاص والغفران
حسنا سأسألهم وأجيبك!
الوجه الآخر للعملة
نعم في الجنة ولا في النار. هل سمعتها من قبل!
من سيّارته الفارهة يطُل، على أرجل زوجاته الصغيرات يدهس، تخمته المفرطة تفجعك، على يمين العربة هو أم يسارها! نظرة عابرة عليهم، مداعبة مقصودة في لحيته الشعثاء حتى آخرها، يذكّرهم أنّ لحيته هي الأطول، وذو اللّحية الأطول يُنْصَتُ إليه، خاصّة لو كانت بيضاء ناصعة تسرّ الناظرين، إلى المنبر اتّجه، على قفا مساعديه سند، بين هتاف مريديه استمع، بأنّه إمام المسلمين وأسد الدعوة…إلخ.
بالرغم أن الأمر لا يستدعي كل هذا الاهتمام، وأن دخول الحمام بذات اليسار لم يعد يخيف الجن والشياطين، فضلًا عن أنك ستبدو شملاوي في نظرهم ليس إلا، إلا أنه لم يلتفت للمُغرضين، بعد 20 عامًا قُدّمت فيها أبحاث أمريكية ودراسات روسية وبراءات اختراع مريخية في تخويف ساكني المراحيض، يتوقف الآن! يهدر كل هذا من أجل أن الشياطين والجن توقفت عن الخشي! (ده زمن إيه الأغبر ده، منه لله التلفزيون علم العفاريت ما لم تعلم)، بالمناسبة كان لي صديق شيوعي عندما سمع منه ذلك دخل المرحاض بنعل أحمر، وتحت إبطيه مجلد ماو تسي تونج.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست