كثيرة هي الكتب التي تحدثت عن النجاح، وكثيرة هي البرامج التدريبية التي استهدفت هذا الموضوع بالذات. ولا عجب في ذلك؛ فالكل يريد النجاح، والكل يقول بأنه يسعى له، فاصل النجاح يبدأ من داخل النفس البشرية «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» ويبدأ النجاح عندما يستشعر الإنسان أن حياته بيده، وأنه مسئول عما يحدث له، وعندما يحدد لنفسه رؤية وأهدافًا ومشاريع يريد إنجازها في حياته، ويحتاج أن يحدد أولويات لوقته وحياته ويبني من العلاقات القائمة على القيم والأخلاق والمبادئ الأصيلة، ويحدد طاقاته باستمرار ليصل إلى النجاح، وخاصةً مع ازدياد التغييرات، ومحاولة مواكبة هذه التغييرات.
لهذا لابد من إتقان مهارة فن النجاح، وبدون إتقان هذه المهارة هي محاولة الدخول في سباق بأحذية حديدية، فالنجاح هو شيء يستطيع الإنسان أن يتعلمه ويتمرن عليه من خلال إتقان بعض الصفات المتمثلة في مواصفات النجاح الشاملة.
-
حدد ما تريد «كن دقيقًا»! فالوضوح قوة
من المستحيل أن يتحقق النجاح للإنسان، بدون وجود خطة تحول ما يحلم به إلى حقيقة، وذلك لكون التخطيط هو أحد المكونات الأساسية للنجاح في أي عمل، لذا فالإنسان الناجح هو الذي يخصص وقتًا للتخطيط، فإذا كنت تريد النجاح في حياتك فلا تضيع أية ثانية من وقتك، ويجب أن تستفيد من كل يوم في حياتك، وعليك أن تنجز كل مهامك وأعمالك في الأوقات المحددة.
أهم ما يحرص عليه الناجحون هو تحديد الأمور ذات الأولوية بالنسبة لهم، لذلك رتب أمورك حسب أولوياتك عندما تكتب جدول أعمالك، وركز لإنجاز أهم المهام لديك؛ لأن التسويف هو من أكبر عوامل الفشل.
اقض بعض الوقت لتحديد ما تريد بالضبط، إذا قلت: «أريد أن أكون غنيًا أو أريد تأليف كتب في مجال ما» أو نحو ذلك، فهذه تعتبر أهداف مفتوحة لا يمكن قياسها، المطلوب أن تكون الأهداف محددة وقابلة للقياس، فمثلا هدفي في السنوات الثلاث القادمة أن أحصل على شهادة الماجستير، في تخصص محدد، بتقدير ممتاز.
-
اعمل على تحقيق ما تريد «لأن الرغبة ليست كافية»
من المهم جدًا أن تعرف أنه لا يمكنك أبدًا أن تصبح ناجحًا لمجرد أنك حددت بالضبط ما تريد، صحيح أن تحديد الهدف خطوة من خطوات النجاح، لكن لا بد بعد تحديد ما تريد أن تبدأ بالعمل الجاد والشاق، ذاتك الداخلية وإيمانك بنفسك لن يساعدك على أن تصبح ناجحًا إذا لم تكن على استعداد للعمل بجد واجتهاد، صحيح أن العمل الجاد مؤلم ويستهلك وقتًا طويلًا، لكن لا يمكن تحقيق أي شيء، دون ألم ومشقة لذلك ابداأبالعمل الجاد، وترك التسويف. الجدية في العمل والمثابرة ينبغي أن يسيرا جنبًا إلى جنب؛ لتحقيق النجاح الذي تتمناه.
-
لاحظ ما هو مفيد وما هو غير مفيد «فانك لا ينبغي أن تستمر في تبديد طاقتك باستخدام وسيلة غير مجدية»
لو توقف المرء ليفكر بعمق في الأشياء ذات الأهمية الأولى في حياته، لن يتتعدى أن تكون ثلاثة أو أربعة أمور!
يوجد كثير من الناس في هذا العالم جادون، ونشطون، وأكفاء يبذلون الجهد والعناية؛ لتحقيق الأهداف، لكن هؤلاء الناس يذكرون مدى المعاناة التي يوجهونها عند محاولة تحديد الأولويات في حياتهم بطريقة صحيحة، لهذا يجب أن تكون مستعدًا للنظر بعمق في حياتك، في مهامك، في حوافزك، في أهدافك التي حددتها، ومن خلالها ستلاحظ ماهي الأشياء المفيدة، والأشياء التي يجب تجاهلها. هذه العملية هي عملية تتعلق بإعادة هيكله قيم المرء إلى حد بعيد.
-
غير طريقتك حتى تحقق ما تريد «إن المرونة تمنحك القوة لخلق وسيلة جديدة ونتيجة جديدة»
إذا استمررت على عمل ما تعودت على عمله فستحصل على نفس النتائج التي تعودت الحصول عليها، فإذا كانت النتائج غير مرضية لك، ولا ترقى إلى طموحاتك فحاول أن تجرب طرقًا أخرى وأساليب جديدة، جرب ما هو مفيد، وله علاقة بتحقيق أهدافك
يقول البرت أينشتاين: «إن المشكلات الكبيرة التي تواجهنا لا يمكن حلها بنفس مستوى التفكير الذي أدى إلى إيجاد هذه المشكلة نفسها».
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست