كثيرًا ما يرتبط صوت أم كلثوم وعبد الحليم وفريد الأطرش وفيروز وغيرهم بزمن الفن الجميل، ولكني ـ خلال سطور قليلة ومختصرة ـ سأذكر لكم 5 مؤشرات لدولة الفشل الجميل، جمعتها لك في هذا الشكل التوضيحي:
وإليك الدليل بالتفصيل الموجز.
المؤشر الأول: جامعات الفشل الجميل
وذلك من خلال إضعاف دور الجامعات والمؤسسات الأكاديمية المختلفة كما يلي:
- اقتصار دور هذه المؤسسات على الدور التعليمي للطلاب دون أن تصبح تلك المؤسسات حاضنة لإعداد الكوادر القيادية للمستقبل.
- اقتصار دور هذه المؤسسات على الجانب الأكاديمي فقط، دون الاهتمام بكونها مؤسسات داعمة لمتخذ القرار السياسي بالمعارف والتحليلات العميقة.
المؤشر الثاني: وزارات الفشل الجميل
وذلك من خلال إضعاف دور الوزارات والهيئات المختلفة كما يلي:
- الانشغال بالروتين اليومي وتحول موظفي الوزارات والهيئات إلى باحثين عن مرتب نهاية الشهر والحوافز والبدلات دون التركيز على البعد المستقبلي وتحقيق رؤية الدولة.
- صبغ تلك المؤسسات بصبغة أيدولوجية ضيقة تجعل تلك الكيانات متيبسة كما حدث مع تلك المؤسسات في الاتحاد السوفيتي السابق في الوقت الذي اتسمت نظائر تلك المؤسسات في أمريكا بالديناميكية والانفتاح.
المؤشر الثالث: برلمان الفشل الجميل
وذلك من خلال إضعاف دور البرلمان كما يلي:
- أن يصبح كالبرلمان المصري الحالي ولو أمكنني إضافة Smiley Face للمقال لفعلت.
- أن يتحول البرلمان إلى أشخاص غير قادرة على النظر في القوانين ولا تبني قضايا ذات شأن أو قضايا تتعلق بالخطة الاستراتيجية للدولة وليس فقط بمشاكل المياه والكهرباء والصرف الصحي اليومية.
المؤشر الرابع: أحزاب الفشل الجميل
وذلك من خلال إضعاف دور الأحزاب كما يلي:
- الاهتمام بالبحث عن أضواء الكاميرات ومانشيتات الصحف من خلال خوض الصراعات اليومية التافهة والسطحية بدلاً من البحث عن أرضية للعمل الدائم المستمر والمشترك على القضايا الكبرى.
- تحول الأحزاب من ساحات لإعداد الكوادر السياسية المؤهلة إلى أحزاب قائمة على الاجتماعات والتقاط الصور التذكارية وإخراج البيانات والتصريحات دون تواصل مباشر مع المواطن وسعي حثيث نحو حصد أصوات الناخبين أو اجتذاب الأعضاء والكوادر الفاعلة.
المؤشر الخامس: زمن المؤامرة الجميل
وذلك كما يلي:
- بناء استراتيجة الدولة ومؤسساتها على التهديد وحجمه وتأثيره بدلاً من تحديد التهديد الناتج عن المؤامرة ووضع وسائل لحماية استراتيجية الدولة من هذا التهديد.
- استدعاء الإنجازات التاريخية «الماضي الحضاري» للدولة وكذلك التهديدات الحالية «المؤامرات الخارجية والداخلية» للتغطية على الفشل ولصنع معارك مضخمة وقد تكون معارك مفتعلة للتغطية على فشل أو غياب التخطيط.
شكرًا لقراءتك دليل الدولة الفاشلة
لرؤية نموذج عملي لهذا الدليل
شاهد كل الدول العربية تقريبًا
وإلى اللقاء في مقال قادم
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست