أولًا: مفهوم الحريات الأكاديمية
يقع الخبراء المتابعون لقضايا التربية والتعليم على خطأ تفسح مفهوم الحرية الأكاديمية ليشمل حق الحرية بأن يتمتع بها رموز المجتمع الأكاديمي من المعلم والمتعلم وأفراد المجتمع، سواء بصفتهم مواطنين يمارسون حاجاتهم وطموحاتهم ونشاطهم داخل مؤسسات التعليمية وخارجها، وهذا حق التضامن والتظاهر وممارسة الأنشطة؛ إذ إن توسيع المفهوم يزيد من صعوبة تحديد طبيعة تعريفه ومعرفة حدوده. وفي المقابل، يرى التربويون والباحثون في شؤون التربية والتعليم أن الحريات الأكاديمية ثلاثة أنواع:
الأولى: الحرية الأكاديمية للإنسان:- للإنسان حق في المزاولة بحرية تامة دون تكلف من خارج المؤسسة التعليمية، فالأكاديمي له حرية في المبادئ والآراء والأفكار والمناقشة والإبداع عن المهارات والبحوث والدراسات العلمية. وكذلك له حرية النقد والاختيار والبحث ونشره دون خوف من السلطة والمؤسسات التعلمية، فقط تحكمه القوانين والقواعد التعليمية، علمًا بأن للإنسان الأكاديمي في مزاولة الحرية حقًّا لا يريد قبوله من أية جهة على بحثه واستنتاجاته العلمية، فالنائب العام أو المحكم العام لحرية الإنسان الأكاديمي هو ضميره الشخصي المتعلق بشرف العلم والمعرفة، ولا يكون الإنسان الأكاديمي متسعفًا بضميره الأكاديمي إن كان شرط علمه وبحثه مستسلمًا لأغراض أخرى.
ثانيًا: حرية المؤسسات الأكاديمية:- ما المقصود بالمؤسسات الأكاديمية؟
هي المدارس والجامعات والمراكز العلمية والمعاهد وجميع المسلمات التعليمية أو المراحل التعليمية في حرياتهم المنهجية والتدريس، وتصميم الأيديولوجيات المالية والإدارية والبحثية.
ثالثًا: الحرية الأكاديمية للطالب
– هذا الجزء هو المتعلق بمقالي – هناك صعوبة في إيجاد تحديد واضح لمفهوم حرية الأكاديمية للطالب، وعدم الاتفاق على تعريف موحد وشامل، يعود لأسباب كثيرة أهمها تباين المفاهيم والأفكار العامة والمبادئ التي يقوم عليها المجتمع. لذلك، فإن مفهوم حرية الأكاديمية للطالب يتجه على النحو التالي:-
قلنا إن الحرية الأكاديمية هي ركن من حرية الإنسان في التربية والتعليم، وحرية الرأي والمعتقد والمبادئ، إضافة إلى أن الحريات الأكاديمية ملتحمة بتطور المجتمع والاقتصاد، فلا يوجد بلد واحد تطور اجتماعيًّا واقتصاديًّا وكانت فيه الحريات الأكاديمية مقهورة، فالحريات الأكاديمية للطالب تمثل جزءًا أساسيًّا من أجزاء نهضة الشعوب والأمم.
«الحرية الأكاديمية حاجة تربوية ومهابة لا تستغني المجتمعات البشرية عن كافة المؤسسات التعليمية، فهي تبدأ بالنضج العقلي والنمو الفكري والعمق المعرفي في بطون كتب العلم واختراعهم. وفي نفس الوقت هي إطار يوفر للطالب الجامعي حرية التعبير ومنطق التفكيير والإرشاد والتوجيه…».
ولتحقيق هذا الهدف لا بد لها من التمتع بقدر سليم وبشكل متكامل من الحرية الأكاديمية، لأن المؤسسات التعليمية والمنظمات العلمية والأكاديمية غامرت وفاترت ونحت لهذا الهدف الرئيسي بشكل عام.
فما هو ضعف الحرية الأكاديمية للطالب الجامعي؟
ولو تأملنا وأمعنا النظر في كينونة هذا الموضوع نجد أن المؤسسات التعليمية ليس لديهم مفهوم فكري أو منطقي لهذا الموضوع، وهذا تسبب للطالب الجامعي بخفاء وغموض حريته الأكاديمية التي هي كيان العلم والمعرفة. إن الطالب – سواء أكان في الابتدائية أو الجامعة – لا تتغير ولا تتطور حريته الأكاديمية، بل إنه يعتقد بكافة مسلماته التعليمية «عبدًا للمعلم»، ولا مكان ولا كلام ولا رأي عند المتعلم في بيئة التعليم، فهي تسبب ما يسمي «الفقر الفكري للطالب».
ما سبب غياب دور الحرية الأكاديمية في المؤسسات التعليمية؟
إن غموض موضوع «الحرية الأكاديمية في معظم المؤسسات التعليمية أو ساحة المجتمعات» هي نسج وتخلف للطالب، وكذلك تجعل الكثيرين يعتقدون أن الحرية الأكاديمية مقتصرة على المعلم أو المؤسسة التعليمية، وهذا ليس عقلًا ولا علمًا، ولكنه أسلوب التعليم الجديد المعاصر هو المصمم بأن الطالب عنده حرية الأكاديمية بمجال المشاركة في الرأي العام.
أهمية الحرية الأكاديمية للطالب الجامعي
لقد آن الأوان، يجب أن تكون الحرية الأكاديمية حكرًا على المؤسسات التعليمية فقط، لأنها منبع الأجيال الناشئة وكيان التريبة والتعليم السليم ضروري أن يمنح الطالب الجامعي بحريته الشخصية عن التعليم، لأنه هو المحور الدراسي للعملية التعليمية، إضافة إلى ذلك فإن حرية الأكاديمية لا بد أن تكون بين جانبين «المعلم والمتعلم» لا للمعلم فقط كما يعتقد بعض الناس، بيد أن حق الطالب الجامعي في التعبير بنفسه لحرية التفكير وممارسة رأيه بدون خوف ولا زعزعة، كما يجب أن يتاح للمتعلم فرصته للمشاركة والقرارات في دراسته؛ لأن أساس رسالة االمؤسسات التعليمية لا بد أن تكون نقطة حوارهم تنمية الطالب بشكل متكامل وبناءه ليكون قدوة لوطنه وأمته. بيد أن هناك سبلًا لحماية حريات الأكاديمية، فهي من ضمنها مواجهة على جميع الأكاديميين حماية الحريات الأكاديمية ومنع سقوطها وتنحيها، فهي الخطة التي يرتاح بها الأكاديمي. وارتفاع المعايير التعليمية والبحث العلمي في الممارسة الأكاديمية.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست