لماذا تغيب سورية عن قمم كهذه؟
هذه الأجسام السياسية والعسكرية في سورية والتي يُنفق عليها الدعم من الكثير من الدول الإقليمية والعالمية، كيف يمكن أن تغيب عن استحقاق كهذا الاستحقاق؟
لقد تحججت الإمارات في فترة ماضية برغبتها في عزلة الأسد عن إيران فقامت بإعادة علاقاتها مع نظام الأسد بالرغم من ولوغه في الدم السوري حتى الثمالة، وكذلك المملكة الأردنية الهاشمية التي حسنت علاقاتها التجارية التبادلية مع نظام الأسد بعد معركة درعا الأخيرة وسيطرة نظام الأسد عليها، وكذلك كانت حجة الأردن أن تعزل الأسد عن إيران.
لست بوارد مناقشة الموضوع أخلاقيًا إنما حتى من الباب السياسي والمصلحي أدرك الجميع أنّ الأسد لن يُعزل عن إيران وهو في خندقها، فهل بقي من داعٍ لغياب المعارضة السورية عن تمثيل مقعد سورية على الأقل فيما يخص محاربة إيران.
رسالة إلى المملكة العربية السعودية
نحن في سورية تؤرقنا جدًا تلك الصواريخ الموجهة نحو المصالح والمؤسسات السعودية، والتي تتصدى لها مضادات الجيش السعودي، ولكن أليس من حقنا كسوريين أيضًا أن نمتلك مضادات تحبس عنا صواريخ ميليشيات إيران؟
على الأقل صواريخ الحوثي تجد من يسقطها ويتصدى لها، بينما صواريخ الأسد وبراميله تنزل كالمطر على رؤوس السوريين ولا مجال لصدها والتصدي لها.
إيران اليوم تحتل مدنًا سورية كاملة وثكنات عسكرية من بابها لمحرابها، وتفرض التشيّع في عدة مناطق بالمال والإغراء والإكراه، وتجنّد ميليشيات طائفية سورية وغير سورية لخدمة مشروعها، بل وإنّ دمشق بالنسبة لإيران اليوم باتت أهم من طهران نفسها ولا نبالغ في ذلك.
فإنّ إيران قدّمت حربها في سورية على اقتصادها وراحة شعبها، والكل يعلم ذلك، فلماذا يغيب أحق الناس بمواجهة إيران عن القمم الثلاثة، أو عن القمتين العربية والإسلامية على الأقل.
على المعارضة السورية مسؤولية كذلك
ينبغي ألا نلقي اللوم على الدول الإقليمية في تجاهلنا فحسب، فالمعارضة السورية السياسية وقوى الثورة وناشطيها، والفصائل العسكرية كلها مسؤولة عن المطالبة بحضور القمتين العربية والإسلامية.
سأسأل سؤالًا مهمًا لمن يتصدّر تمثيل الثورة السورية:
هل قدمتم رسالة للسعودية ودول العالمين العربي والإسلامي العازمة على الاجتماع في مكة المكرمة أنه يجب حضوركم وتواجدكم بينهم؟
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست