اليوم المنتظر، واليوم الذي انتظره الكثير من متابعي العملية الانتخابية التركية، ليس فقط من جانب المواطنين الأتراك، بل الكثير من الجمهور في مختلف الساحات العالمية والدولية كانوا معنيين بهذا الأمر على مختلف الأصعدة.

فتلك الليلة كانت ليلة النصر والفرح والانتصار لكثير منهم، في الوقت نفسه كانت ليلة الحزن والشؤم والهزيمة للذين كانوا يتنظرون تفوق المعارضة على الطيب أردوغان، لكنهم خابوا وخسروا بفارق مريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

قُبيل العملية الانتخابية كان الوضع مشحونًا بالكثير من التوترات، والجميع ينتظر على أعصابه لتمضي تلك العملية بسلام، وبدون أية صعوبات أو معوقات قد تعكر صفو العملية الانتخابية، والحمد لله سارت العملية بدون أية حوادث سلبية.

في تلك الليلة خرج الشعب التركي أجمع، يهتفون وبأعلى صوت يصرخون بعبارات «يا الله، بسم الله، الله أكبر» وكذلك عبارات تمجيد للحزب المنتصر ولقائده لنصرهم، الحزب الذي نقل تركيا نقلة نوعية في الكثير من الأصعدة والمجالات، الحزب الذي قام ببناء تركيا الحديثة، الحزب الذي أصبح ينافس الدول العظمى ويحتل مراتب عليا في التصنيفات الدولية من حيث الاقتصاد والسياحية والتجارة والسياسة و…، الحزب الذي انتصر ووصل إلى قيادة الدولة بشرعية تامة، فجميعنا شاهدنا الانتصار على الانقلاب الذي تكاتف به جميع أطياف الشعب التركي، وقاموا بإفشاله ولم يرضخوا له، وأثبتوا شرعية الطيب أردوغان وحكومته، وأكدوا إرادتهم ورغبتهم المطلقة بالسير والمضي بإعمار تركيا مع العدالة والتنمية بقيادة الطيب أردوغان، الذين أفشلوا كافة المخططات المحاكة ضد هذه الحكومة. ونرى اليوم أن هذا الشعب يُعيد المشهد نفسه، ويفشل كافة المخططات، وينتخب الطيب أردوغان رئاسةً وحزبًا.

الحزب الذي حقق العدالة للمرأة، فجميعنا نعلم أن المرأة قبل حكم العدالة والتنمية ليست نفسها في عصر العدالة والتنمية، المتمتعة بحقوقها والمساواة في المجتمع التركي.

لهذه الأساب الشعب يريد العدالة والتنمية، لهذه الأسباب الشعب متيم بأردوغان وحزبه المعطاء، ليس فقط الشعب التركي، بل لهذا الرئيس شعبية واسعة ومكانة كبيرة في الكثير من المجتمعات في القارات الخمس، ومحبون كُثر ممن كانوا يدعون له، ويترقبون بصمت النتائج، وينتظرون فوزه وانتصاره على من يحيكون له المؤامرت، ويعملون على الوقوف في وجه تركيا من تصدر الساحات الدولية كما كانوا قد فعلوا مسبقًا مع السلطان عبد الحميد -رحمه الله-، الذي يسير الطيب أردوغان على نهجه محاولًا رفع تركيا لتصل إلى أعلى مستوياتها في كافة الأصعدة، لكن الشعب التركي الآن كان حذرًا، ووقف ضد هذه المؤمرات التي كانت ستجعل تركيا في المؤخرة وتحيد بها عن المشهد الدولي وعن رغبتها في الرقي في المجتمعات الدولية، فأبى الشعب التركي ذلك وكان يقظًا في المرتين.

مرة في ليلة 15 يوليو (تموز)، تلك الليلة التاريخية التي سُجلت بالتاريخ التركي لفشل الانقلابات وأيضًا التاريخ الدولي، ومرة في هذه الانتخابات التي التي كنا نراقب أحداثها ميدانيًّا وعلى شاشات التلفاز، وكل ينتظر فوز مرشحه واحتفاله بنصر قام به الشعب التركي بالتصويت لمن يرونه يستحق هذه الأمانة وهذا المنصب الكبير الملقى على عاتق الطيب أردوغان.

وما هي إلا ساعات حتى خرج الطيب أردوغان مباركًا لشعبه على الانتصار، وشاكرًا لهم، وواعدًا بتحقيق الأهداف سويًا حتى عام 2023 الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس الجمهوية التركية، وبدأت تصل التبريكات والتهاني للطيب أردوغان من زعماء عرب وأجانب على هذا النصر، كما شاهدنا منهم المستائين وغير المباركين هذا النصر؛ لأنهم لا يريدون النصر لا لتركيا ولا لشعبها ولا للأمة الإسلامية، فالجميع يعلم مدى تأثير تركيا في الصعيد الإسلامي، ومدى تأثير أردوغان وسعيه لرفع الدين الإسلامي وإبرازه للعالم أجمع.

في هذا اليوم نستطيع الآن أن نبارك لتركيا شعبًا وحكومةً على هذا النصر. ونستطيع الآن أن نقول إن عصر تركيا الجديدة الذي انطلق منذ استلام حكومة العدالة والتنمية مستمر في طريقه؛ لتحقيق هذا المشروع العظيم الذي رسمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ممثلًا بحزب العدالة والتنمية.

في النهاية نسأل الله تعالى أن يحمي هذه البلاد، ويهيئ لها من يبنيها لتستمر في تقدمها، والله ولي التوفيق.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

تحميل المزيد