الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم يعملون عن بعد، والسبب فيروس كورونا والآن يتساءل الخبراء عما إذا كان هذا «العمل غير العادي» يمكن أن يكون مستقبل العمل، أعتقد يمكن أن تكون مناسبة بالنسبة للعاملين الذين لا تتطلب وظيفتهم أن تكون مرتبطة بموقع العمل. فقد أصبح هذا المستقبل نشطًا؛ إذ تحولت العديد من الدول والشركات والمؤسسات إلى العمل عن بعد، مما أدى إلى تغيير كبير في طريقة عملنا. وأصبحت الاجتماعات الافتراضية عن بعد منتشرة على مجموعة من المنصات الرقمية.
ما هو مستقبل مكان العمل في جميع أنحاء العالم؟ وما هي آثار فيروس كورونا على مكان العمل؟ بكل وضوح مستقبل العمل ليس محددًا حتى الآن؛ والأمر متروك حتى تصدر قرارات بعودة الحياة إلى طبيعتها. وسيكون لذلك آثار على العمالة في الاقتصادات النامية والناشئة، ويتمثل في بطء العمل الذي سيستغرق وقتًا طويلًا، وتكون الآثار السلبية بارتفاع معدلات البطالة، وعدم المساواة والاستيعاب في النظام الرقمي.
أن ثقة العمال والموظفين في التدابير التي يتخذها المسؤولون في مكان العمل، ستكون صعبة جدًّا لجعل أماكن العمل آمنة، وسيكون لها تأثير بالعودة إلى العمل؛ حيث يجب دراسة ومناقشة كل شيء عن الابتعاد الاجتماعي، وعن توفر معدات الحماية الشخصية لجعل بيئة هذا العمل آمنة، ولضمان سلامة العمال والموظفين؛ وتقييم فعالية تحول العمل إلى العمل عن بعد، وقياس قدرتهم على معالجة المعلومات المتعلقة بأمن البيانات.
- السؤال: الذي يدور في ذهن الجميع هل هذا العمل غير العادي سيصبح عملًا طبيعيًّا. تقول بعض الشركات الكبيرة في الاقتصادات المتقدمة، إن العمل عن بعد سيصبح الطريقة الجديدة، ولا يحتاج الموظفون إلى العودة للعمل الطبيعي مرة أخرى، وهناك أيضًا، بعض الشركات لم تدعم هذا العمل غير العادي، واعتمدت على تدابير السلامة، مع ضمان النظافة الصحية الكافية، ونظافة المعدات الشخصية للموظفين والعمال في المؤسسات غير الرسمية والرسمية.
وقد استمرت العديد من الشركات في العمل بالتحول من العمل الطبيعي إلى العمل عن بعد، تحت ضمان صحة موظفيها وسلامتهم، بحيث ألا يكونوا موجودين في المكان الصحيح للعمل. ومع ذلك، أصبح وقت العمل الطبيعي ووقت العمل غير العادي غير واضحة بالنسبة للعمال والموظفين، مما تسبب في زيادة الإجهاد والتعرض لمخاطر الصحة العقلية. حيث إن العمل محوره الإنسان، للقدرة على استيعاب مستلزمات الحياة، الغذاء، والمأوى، والتعليم، والصحة، ورعاية الأطفال والمسنين.
وفي مواجهة التدهور الاقتصادي الهائل الناتج من فيروس كورونا بارتفاع أرقام البطالة، فهناك فرص للاستفادة من هذه التغييرات في تنظيم العمل لتصميم خطط جديدة لتقاسم الوظائف، التي تسمح بالمرونة وتوفر الجهد والوقت. بمعني تقليل أسابيع العمل أو ترتيب تقسيم العمل، مع إعادة تشكيل ترتيبات وقت العمل لتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة على المدى الطويل، ولتجنب الإجازات في الأوقات الصعب التي تعيشها اليوم.
كما أتاح التحول من العمل الطبيعي إلى العمل عن بعد إمكانيات للعمال الأكبر سنًّا والأكثر خبرة لإطالة حياتهم العملية وفقًا لشروطهم، والتي هي عدم وجودهم في مكان العمل الصحيح، وأيضًا وفرت فرص عمل في المجتمعات المغلقة والقروية. غير أنه، بالنسبة للعديد من العمال والموظفين، يشعرون بالعزلة وفقدان المتعة في الحياة، بسبب فيروس كورونا.
- السؤال: هل القيمة الاجتماعية للعمل والكرامة والانتماء، يمكن أن نستبدل بها غرفًا افتراضية؟ أعتقد لا.
في حين أن فيروس كورونا قد مثَّل نقطة تحول لمكان العمل، ولكن هناك تحيزًا عميقًا بأن الأشخاص ذات فئات الدخل الأعلى هم المتاح لهم أكثر الاختيار بالعمل عن بعد، في حين فئات الدخل الأدنى لا يوجد لهم الاختيار بالعمل عن بعد؛ فإن العديد من العمال ذوي الأجور المنخفضة يكونون أكثر عرضة لهذا التحول الجديد.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست
علامات
العمل