أدرك أن لديك أحلامًا عظيمة في عقلك هناك لا أعلم مدى أهميتها بالنسبة إليك، أو لماذا تريدها أصلًا، لكن بما أنك تقرأ في هذا المقال، وأنت على كرسيك المريح أمام جهازك أو هاتفك الذي اشتريته بمبلغ يكفي لكي يعيش منه متسول للمدة شهر كامل .
أنت بالتأكيد غير مدرك لما لديك فعلًا، مجرد أحمق يقرأ مقالات تنمية بشرية لا يفهم كلمة منها حقًا فقط يشعر بطاقة إيجابية تدوم لبعض الدقائق وربما لساعات وحتى أيام، ثم تختفي ليعود مرة أخرى ذلك الشعور بالإحباط وعدم القدرة على إنجاز أي شيء؛ لأنك ببساطة تشعر بالفشل وسط مجتمع كلهم فاشلون، متقبلون لفشلهم ولا يبذلون أي جهد محاولين تغير ذلك.
حتى أستطيع مساعدتك أو على الأقل توجيهك يجب أن أرجعك إلى أرض الواقع، فلكي تحقق أحلامك عليك أن تستيقظ أولًا.
لا يوجد وصفة للنجاح
من السهل أن يكتب شخص ناجح مقالًا عن «كيف تصبح إنسانًا ناجحًا» يفتخر فيه بإنجازاته ويخبرنا فيه بأنه كان فاشلًا مثلنا تمامًا، لكنه بالعمل والمثابرة أصبح على ما هو عليه، لربما أنت مثلي قرأت آلاف الحكم والمقالات التي يتحدث فيها الأغنياء والمشهورون بهذا الأسلوب، فقط لأنهم وصلوا لما هم عليه.
صدقني ما يخبرونك به هو ما يعتقدون أنهم فعلوه، لكن في الحقيقة هم لا يعلمون أصلًا كيف وصلوا، المهم أنهم وصلوا، مثلك بالضبط عندما تنظر إلى متسول اتخذ من الشارع مأوى له، قد لا تبالي به أو ربما تشعر ببعض الحسرة عليه، وإذا كنت كريم القلب جدًا قد تضع له بعض الدنانير «لكن في أعماق قلبك أنت سعيد لأنك لست في مكانه، لا يهم ما جعلك لست في مكانه المهم أنك لست كذلك.»
المشاهير والأغنياء عندما يتم سؤالهم عن «كيف وصلوا لما هم عليه» يجيبون إجابات سطحية متوقعة جدًا مثل الإصرار والمثابرة والصبر، لذلك لا تتوقع منهم في المرة القادمة أن يعطوك وصفة النجاح على طبق من ذهب.
لا أحد يهتم بك
كلنا لدينا تلك الأفكار عن أنفسنا عن قدرتنا على أن نكون أي شيء نريده، صدقني لا أحد يمكنه ملاحظة ذلك وإذا أخبرك أحد بعكس ذلك فتأكد أنه قرأ بعض كتب التنمية البشرية الغربية التي كتبها أشخاص لا تفكيرهم مثل تفكيرك ولا بيئتهم مثل بيئتك.
لذلك حاول أن تنجح دون انتظار الاهتمام بما تقدمه في طريقك للنجاح، لأنهم سيدركون قيمتك ويهتمون بك فقط عندما تنجح.
كيف أستطيع النجاح؟
هذا هو السؤال المناسب الذي حاول طرحه على نفسك باستمرار، انهض الآن وأحضر ورقة واكتب هذا السؤال بخط عريض، وحتى يمكنك جعله خلفية لجوالك حتى تتذكره في كل لحظة.
لن تقوم بذلك، صحيح؟ أنت متكاسل حتى على إحضار ورقة لكتابة حلمك، فما بالك بتحقيقه؟ ما زالت لديك فرصة للذهاب وإحضار ورقة وكتابة حلمك.
وتذكر مجرد كتابته لا تكفي لشيء، لو كان حلمك كبيرًا قسمه إلى أجزاء صغيرة ابدأ من الأسهل ثم توجه إلى الأصعب، ولا تتجاوز خطوة إلا وقد أنجزتها كليًا، ولا تكن أحمق وتوقع الفشل والخطأ في أية لحظة، اجعل توقعاتك بالفشل كبيرة جدًا لكن لا تتركها تحبطك، وكلما أقدمت على خطوة توقع الخطأ وعشه، ثم حاول إيجاد حلول لها في داخلك قبل حتى أن تحدث.
ثمن النجاح
مهما كان حملك، أن تصبح مشهورًا أو غنيًا أو بطلًا رياضيًا تأكد أن لذلك الحلم ثمنًا، حاول البحث في حياة الذين نجحوا في مجالك، قد تعرف الثمن وقد لا تعرفه فربما يكون خسارة خصوصيتك إذا أصبحت مشهورًا وربما خسارة رغبتك في الأمور إذا أصبحت غنيًا؛ فالأغنياء تقل هيبة الأمور لديهم، فإذا كنت الآن تشعر بفرحة لا مثيل لها لمجرد شرائك لهاتف محمول آخر نسخة، فلا تتوقع السعادة نفسها عندما تكون غنيًا.
بالإضافة إلى ذلك الثمن الذي تدفعه أثناء تحقيقك لحلمك، فما ذكرته سابقًا من الوقوع في المشاكل وتجاوزها وسهر ليالي في التفكير فيها، كل ذلك يعتبر ثمن النجاح.
في النهاية تذكر شيئًا واحدًا «النجاح الحقيقي هو سعادتك، فقط عندما تكون سعيدًا يمكنك الشعور بالنجاح، فالمال والثروة والشهرة لا تجلب السعادة إلا لو كانت هي حقًا ما تريده من أعماق قلبك».
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست