بصوته المبحوح، والموسيقى الهادئة التي تذكرك بحلم لا تعرف إن كان ضاع، أم لم يزل نائما! تنساب كلمات الأغنية ، ياه .. يا الميدان .. كنت فين من زمان! كلما اقتربت أجواء يناير كلما يتقلب الحلم فى مضجعه بقلبى، واشتعلت الأفكار برأسي،

ماذا لو؟

الذكرى الخامسة لثورة يناير 2011 تقترب، ترى هل انتهت المهمة ؟ هل تحققت أهدافها؟ هل لم يزل هناك مؤمنون بها؟ ألف علامة تساؤل وتعجب، ولكن يبقى التساؤل الأهم: هل كانت ثورة أم مؤامرة؟

خمس سنوات مضت ولا شيء تغير، لم يتبق سوى أحلام بالتغيير إلى الأفضل، اللحاق بركب العالم المتقدم والخروج من منظومة الدول النامية، التي تستورد كل شيء، لم تتغير المناهج الدراسية، والمنظومة الصحية، تغرق المدن (في شبر مياه) ويقفز الدولار مخرجا لسانه لى، أنا حامل الجنية المصري (اللحلوح )، الجنيه الذي أصابه التضخم، ويحتاج لعملية إنعاش سريعة.

أعود للسؤال الوحيد الذي يتحتم الإجابة عليه، هل كانت ثورة؟ أم مؤامرة؟ والإجابة لدي تتلخص في حدث واحد غير مسار خارطة الطريق التى اختارها ثوار يناير إلى ما انتهينا إليه حاليا، أقصد بالحدث استفتاء 19 مارس 2011 الخاص بالتعديلات الدستورية.

بعد إجراء الاستفتاء وصدور النتيجة بموافقة الشعب عليه بنسبة حوالي 77%، قام المجلس العسكري بإصدار إعلان دستوري في يوم 30 مارس 2011 وتعطيل دستور 1971 بشكل كامل.

وقد تضمن هذا الإعلان الدستوري المواد (11) التي تم الاستفتاء عليها (ولكن بعد إدخال بعض التعديلات فيها) كما تضمن أيضاً العديد من المواد الأخرى ( 52 مادة )، نصت المادة 56 منه على تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد، كما أصبحت السلطة تشريعية من حقه.

بهذا الإعلان تحول مسار الثورة، وتم رسم خارطة طريق مغايرة للمطالب الشعبية، فقد كان المسار الثوري قد حدد مطالبه التي قررت خارطة طريق تم تنفيذها تحت الوصاية.

وبالعودة إلى مطالب ثوار التحرير أو دستور الثورة ـ إن جاز التعبير ـ فقد  كتبت على لافتة ضخمة  علقت على واجهة مبنى بميدان التحرير واحتوت على 7 مطالب هى :

1- إسقاط الرئيس .

2- حل مجلسي الشعب والشورى المزورين .

3- إنهاء حالة الطوارئ فورا.

4- تشكيل حكومة وحدة وطنية  انتقالية .

5- برلمان منتخب يقوم بعمل التعديلات الدستورية لإجراء انتخابات رئاسية .

6- محاكمات فورية للمسئولين عن قتل شهداء الثورة .

7- محاكمات عاجلة للفاسدين وسارقى ثروات الوطن .

اختيار حكومة عصام شرف كان الخطأ الثانى الذى أدى لتغيير المسار، حيث كان هذا الإعلان وتنفيذه بمثابة الخطأ الأول لتفتيت المطالب، وإعادة ترتيبها لخدمة أجندات مستقبلية تضمنت تحالفا بين المجلس العسكري وكتلة الإسلام السياسي (الإخوان والدعوة السلفية) أدى لمجلس شعب بيد تلك الكتلة أبعد المسار الثوري أكثر فأكثر عن المشهد السياسى حتى أتى برئيس منتخب مدني ( محمد مرسى ) مشكوك فى نجاحه وخلفيته وسياساته وضع مطالب الثورة فى طى النسيان.

نعود للتساؤلات: هل نفذت المطالب ؟ نعم نفذت! ولكن تحت الوصاية. نعم نفذت! ولكن ليس بنفس الترتيب. ولهذا أصبحت المؤامرة على الثورة، وليست على مصر.

تعد تظاهرات يوم 30 يونيو 2013 آخر الطعنات التى وجهت لثورة يناير 2011 ، على الرغم من أنها جاءت من صلبها، لكنها ليست وريثة لنفس التوجه، أقصد هنا بالفعل الثورى نفسه مع اختلاف الأهداف، طعنت ثورة يناير، حتى لم يتبق مكان تطعن فيه من جديد، أصبحت عورة لمعتنقى فكرتها، البعض كفر بها، والبعض مات أو سجن من أجلها.

الحق أقول إنه لا يمكن إلقاء كل اللوم على المجلس العسكرى أو الإخوان فقط، ولكن يقع اللوم أيضا على ثوار التحرير، ومن ساندهم؛ لأنهم تركوا الميدان قبل تحقيق كل المطالب. اللوم عليهم؛ لأنهم لم يكونوا منظمين (تبا، وهل الفعل الثوري يجتمع والنظام !)

اللوم يقع على كاهل الكبار (الآباء والاجداد)؛ بسبب أنانيتهم واعتناق فلسفة (نفسى والطوفان). اللوم يقع على الشعب كله؛ لأنه لم يتمسك بالحلم، وها أنا ذا أنتظر يناير؛ لأقرأ الفاتحة لكل الشهداء، وربما أحلم ثانيا بغد أفضل أو لا.

 

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

علامات

ثورة 25 يناير
عرض التعليقات
تحميل المزيد