«عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»؛ مرت سنوات وسالت الدماء، حتى صار لسان حالنا هو إذلال وإفقار تحكمنا الصهيونية، هو حال كل الحركات حول العالم عندما تزأر في وجة الطغيان، يتربص بها الضباع أملًا في التهامها، والنصر للحق والخير دائمًا، تلك سُنَّة الكون دائمًا وأبدًا، رغمًا عن أنوف أباطرة يأكلهم الدود الآن!
ربما أخبرتنا سذاجتنا أن جيشنا ليس إلا عبد الودود المرابط على الحدود، وها نحن نشاهد عبد الودود يُذبح وحده على الحدود، ويتاجر بدمائه جنرالات تتاجر في لبن الأطفال.
وحده «حازم أبو إسماعيل» من أدرك كم الخيانة والدياثة التي كانت تدير مشهد دبابة التحرير «جنرالات كامب ديفيد» وما أدراك؟! بح صوته ألّا نثق بشق تمرة في مثل هؤلاء، في وقت كان يعقد فيه قادة الإخوان الصفقات مع الجنرالات في غرف مغلقة، انقسم الميدان وغر الكرسي قيادات الإخوان، فلم يسمعوا أو يتواضعوا، بل كرّموا قيادات العسكر بقلادات الخروج الآمن بدلًا من المحاكمات، وها نحن بين مهاجر، ومقتول، ومعتقل!
عدنا مجددًا وبقوة لحكم حاشية صهيونية بامتياز، يقودها قواد مأجور سيئ السمعة عالميًّا ومحليًّا، لا يحترمه إلا المفرطون في شرف شعوبهم من حكام العرب، يحذرون شعوبهم من مصير بلدان تحكمها نيران المدافع لسنوات، ويغفلون رخاء بلدان بوصلتها العلم والاكتفاء الذاتي، وشرف اتخاذ القرار.
مصر تحتل المركز الأول عالميًّا جغرافيًّا من حيث تنوع الرياح التي تهب على أرضها، لا تجد فيها محطة توليد طاقة واحدة، ألمانيا تستخدم الرمال في البحث العلمي لتصدير عدسات النظارات ما قيمته يوازي إجمالي ناتج مصر المحلي، مصر صاحبة رمال سيناء الخصبة والصحراء الشرقية والغربية ومطروح، إذا أراد شاب فيها أن يقوم بأخذ بعض من رمال سيناء لإجراء بحث ما، فسيتم منعه أمنيًّا «أمن قومي»!
مصر الثانية عالميًّا بعد أمريكا من حيث عدد السفارات حول العالم، والسفارات بمثابة صالونات لا يتم فيها تعيين إلا أقرباء وأزواج وأصدقاء الحاشية العسكرية الساجدة لبني صهيون، ملايين الدولارات تنفق على من امتلأت حساباتهم بالبنوك، وملايين المصريين تحت خط الفقر، في حين كان لـ«حازم أبو إسماعيل» خطة للقضاء على بطالة شبابنا في تسعة أشهر، وهي أن نقوم بتسويق المنتجات يدوية الصنع في تلك السفارات، بدلًا من استخدامها باعتبارها ساحات للرقص والتهليل لسيئ الذكر الذي يحكمنا.
قد يرى البعض أن المقال يسوق لشخص مثل «حازم أبو إسماعيل» ولكن بمجرد مشاهدة أي لقاء له قبل انقلاب دموي، وعرائس كامب ديفيد، ستكون على يقين تام أن هذا الرجل ما هو إلا محارب ضروس علم جيدًا كم العهر الذي بجعبة دولتنا العميقة، علم كلاب بني صهيون هذا جيدًا، وها نحن ندفع الثمن، وهو أولنا.
حديث «حازم أبو إسماعيل» عن أهمية البحث العلمي الذي ينفق عليه الكيان الصهيوني المليارات زلزلت حسابات خونة الداخل، مثل هذا الحاكم الذي يظهر ولاءه لسفاحي الكيان الصهيوني جهارًا نهارًا، ويهجر لهم الشريط الحدودي برفح، وتتقلص مصر على الخريطة في عهده البائس، يبني السجون والمعتقلات لشبابها، ويزج بالجنود في بيع المربى والمخلل لينفق قوت أهلهم في مليارات لشراء أسلحة تضمن شرعيته دوليًا –مؤقتًا-، أسلحة يعجز ذلك الجندي عن استخدامها أو إصلاحها، وكيفية تطوير مسمار واحد فيها إلا بعد الرجوع للمورد، وامصيبتاه أن دخلنا حرب ما، وجيشنا يتم إلهاؤه في إنشاء الطرق والكباري في محاولة بائسة علها تزيد من شرعية القزم الصهيوني الذى لا يخجل من أقوال الخونة التي لا تخطئهم عين مثل «إيه يعمل التعليم في وطن ضايع؟»، متجاهلًا أن بالعلم تُبنى الأمم!
ولعل التوتر القائم بين أمريكا وإيران للمرة العاشرة ألّا يسفر كالعادة عن نتائج تزيد من الاحتقان بين العرب وإيران، وربما حان الوقت لتشكيل حلف ما يواجه عنجهية عقوبات اللوبي الصهيوني الذي يحكم أمريكا وحلفائه قاتلي شعوبهم، وما أكثر الشعوب الفقيرة في زماننا الآن التي تدهس أرواحهم قرارات يصدرها أغنياء العالم المنتميين للكيان المحتل!
إيران، والصين، وروسيا، وكوريا الشمالية، وتركيا، وماليزيا، دول أمريكا الجنوبية التي يتم إفقارها وتمويل الانقلابات بها، بلاد أفريقيا المسلوبة ثرواتها، بعض دول أوروبا الرافضة للبلطجة الأمريكية، وما تبقى من شرفاء حكام بلادنا العربية، هؤلاء وغيرهم كثيرين، إذا اتحدوا تحت راية واحدة وأهداف واضحة فهم قادرون على رد صفعة العقوبات التي تمارسها أمريكا على من لا يسجد لها، قادرون على بداية إحداث تغيير أمام قلة تحكم العالم لا تمثل أكثر من 1% من سكان الأرض يستمدون قوتهم من صمت أصحاب الحق وتفرقهم.
فلطالما كانت سُنَّة الكون منذ بداية الخليقة هي «في الاتحاد قوة يخضع أمامها الجبابرة»، ولنا في الاتحاد الأوروبي خير مثال لا تزال تراه أعيننا.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست