سفهستان نموذج صارخ للدولة الفاشلة التي أوشكت على الانقراض من العالم، وهي دولة لا يحكمها قانون، وكل فرد فيها يطبق قانونه الخاص في التعامل مع الآخرين، ودولة سفهستان تقع حصريًا في المنطقة العربية، ولا يشبهها في صفاتها إلا عدد قليل جدًا من الدول خارجها.
السياسة في سفهستان
سفهستان يحكمها مُحدث مُلهم من الشياطين، ومخلص جاء ليخلص الشعوب من الحرية والكرامة ومن العلماء والدعاة والمصلحين، وفي سفهستان لا تسأل عن التعددية أو الشفافية ومكافحة الفساد، فسفهستان يحكمها ديكتاتور بالحديد والنار منذ عقود بدأت بخيانات وانقلابات عسكرية لا تزال تتكرر حتى اليوم.
والمعارضة في سفهستان رجس من عمل الشيطان، وللمعارضين في سفهستان أحوال، فمنهم المختفي قسريًّا، أو المعتقل، أو المقتول خارج نطاق القانون، أو المنشور بمنشار.
الدين في سفهستان
الحاكم في سفهستان متدين بطبعه، ويحرص على أن يظهر ورعه وتقواه في المناسبات، والمؤسسة الدينية في سفهستان مهمتها تفصيل الفتاوى على هوى الحاكم، وهي طوع أمره، وهي من تقوم بتبييض صفحته وغسل يديه من دماء خصومه.
وعلماء السلطان في سفهستان لا يرون من الدين إلا حقوق الحاكم ووجوب طاعته في المنشط والمكره وفي الحلال والحرام، أما الشعوب فلا حقوق لها، وإن فكرت في الاعتراض على الظلم والجور، أخرجوا لك من الفتاوى الجاهزة ما يبيح أخذ مالك وجلد ظهرك وانتهاك عرضك وقتلك إذا دعت الحاجة لذلك، فما أنت إلا مارق خارجي.
الاقتصاد في سفهستان
سفهستان دولة غنية بمواردها الطبيعية والبشرية، وسفهستان بقرة حلوب: لبنها لأعدائها، وبولها وروثها لمواطنيها، وما يميز الاقتصاد في سفهستان هو السفه في الإنفاق العام، وتبديد الموارد الطبيعية، وإهمال الموارد البشرية.
وفي سفهستان يحدثونك دائمًا أحاديث مكذوبة عن جذب الاستثمارات الأجنبية، وعن المشروعات العملاقة، وعن الرؤية الجديدة، وعن الخطط الطموحة التي تمتد لعدة سنوات، ولا تدل عليها عين ولا يظهر لا أثر.
الرياضة في سفهستان
الرياضة في سفهستان وبخاصة كرة القدم الهدف منها إلهاء الشعوب عما يُفعل بها وعما يُراد لها، ودولة سفهستان تبدي اهتمامًا غير عادي بالرياضة، وتنفق المليارات على القطاع الرياضي الذي ينخر فيه الفساد ويقوده المفسدون، وعلى الرغم من ذلك لم تحقق سفهستان أي إنجاز رياضي يذكر على المستوى الإقليمي أو الدولي، وفضائحها الرياضية على ألسنة الجميع، ومع ذلك يحدثونك عن التمثيل المشرف، وعن معجزة الوصول إلى النهائيات.
التعليم في سفهستان
من أقوال حاكم سفهستان الخالدة: «ماذا يفعل التعليم في دولة فاشلة؟»، ولذلك تحتل سفهستان وبجدارة المرتبة الأخيرة في جودة التعليم عالميًّا، ولا يوجد لديها مخصصات لبناء مدارس جديدة، بينما يوجد لديها مخصصات كافية لبناء المزيد من السجون وبمواصفات عالمية!
الفن في سفهستان
تنفق سفهستان وبسخاء على إنتاج الأفلام والمسلسلات الهابطة، التي تسيء للإسلام وللمجتمع، والفن في سفهستان معبر عن طبيعة الدولة، فهو فن هابط يخاطب الغرائز والشهوات، ويهتم بكل شيء ما عدا الشرف والفضيلة، ويركز على الخيانات والشذوذ، ويمجد الفاسدين والمفسدين.
الجيش والشرطة في سفهستان
مهمة الجيش والشرطة في سفهستان مختلفة تمامًا عن مهمتهما في الدول الأخرى، فمهمة الجيش في سفهستان ليست حماية حدود الدولة والمحافظة على كيانها، وإنما قمع الشعوب وقتل المطالبين بالحرية والديمقراطية في الميادين. ومهمة الشرطة في سفهستان ليست حفظ الأمن وحماية الشعب، وإنما حماية الحاكم وضمان بقائه في سدة الحكم لأطول فترة ممكنة، وفوق ذلك التنكيل بالمعارضين إخفاءً واعتقالًا وتعذيبًا وقتلًا إذا لزم الأمر.
والحاكم في سفهستان يشتري سنويًّا أسلحة بمليارات الدولارات من أجل أن ترضى عنه الدول الكبرى، ولكي يستمر في تجويع الشعب وقتله إذا تطلب الأمر ذلك.
الإعلام في سفهستان
الإعلام في سفهستان له لون واحد وإن تعددت الوسائل وتنوعت القنوات، فقد أحكم الحاكم قبضته على مالكي وسائل الإعلام ترغيبًا وترهيبًا، والإعلاميون في سفهستان قسمان: قسم مغضوب عليه ممنوع من التعبير عن رأيه، والقسم الآخر هم المطبلون، وهؤلاء يستعملهم النظام كالمحارم الورقية مرة واحدة ثم إلى سلة المخلفات.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست