هنا لاحظت تلك الفتاة التي كانت تأتي يوميًا أمام باب المكتبة وعلى بُعد أمتار منه تظل تتحرك بين الحين والآخر أمام الباب، ولم أكن أعير الأمر اهتمامًا فقد كانت ضمن الكثير من الطالبات اللاتي يذهبن إلى ذلك المكان أمام المكتبة لأنه كان مكانًا واسعًا نوعًا ما، حتى لاحظت تكرار الأمر، وأتذكر جيدًا ما كنت أقرؤه في ذلك اليوم، كنت أقرأ عن العدل في كتاب لا أذكر اسمه لكاتب لم أقرأ له بعد ذلك اسمه ياسين رشدي (لا أعلم لماذا لم أصادف له كتبًا بعد ذلك؟)، وكلما رفعت بصري ناحية الباب أراها واقفة تنظر إلىّ في تحدٍّ لخجلي وطبيعتي الانطوائية، وكانت فتاة عادية جدًا كملايين الفتيات، وكنت حينها أظن في نفسي نوعًا من الوسامة التي أذهبها الزمن حيث كنت أصفف شعري على تلك الطريقة الكلاسيكية الغريبة لعبد الحليم حافظ، وهو ما دعاني لأقول في نفسي جازمًا «هذه الفتاة تحبني»، هكذا؟ لمجرد أنها وقفت أمام باب المكتبة ترقبني؟ نعم.
ورغم أنني أقنعت نفسي أنها هي التي تحبني، إلا أنني أصبحت هائمًا على وجهي، أعيش في عالم خاص من الأحلام والمشاعر والتفكير، فقط لمجرد ظني أنها تحبني، ولست أنا الذي أحبها – هذا بتعريف الحب لدى طالب ثانوي – وبعد هذه المرة لم أرها بعد ذلك أبدًا! وتغيّر حالي وشحب وجهي وحزنت عدة أيام لاختفائها، انتهت القصة.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست