يبلغ الناس العشرين فالثلاثين.. فالسبعين، يمرون بتجارب يعرفون منها أو يقرءون حكمة فيعلمون بها، وفي كلتا الحالتين تزداد خبراتهم بمرور الزمن فتزداد مرونة تعاملهم مع الحياة.
قد يقضي ذو الأربعين حياته جالسًا وقد يقضي ذو العشرون حياته واقفا، فتنمو مرونة وخبرة الأخير ولا ينمو مع الأول سوي سنه.. فالخبرة لا تقاس بالعمر وإنما تقاس بكثرة السعي والحركة والبحث.
لا أدعي الخبرة ولا أستعرض الثقافة فما نعرفه نقطة، وما لا نعرفه محيط، وما أنا إلا محصلة تجارب وعلم لا يذكران.. ولكن ألهمني الحماس لأكتب بعض ما عرفتني إياه تجاربي، وعلمتني إياه قراءتي، وألهمني الخيال فرأيت في عيون القارئين مدحهم لأسلوبي في التعبير عما يدور في عالمي.. ألا أستحق بعض وقتك؟
في التكيف مع البيئة
ومن هنا يمكن التغلب علي ظلم البيئة أو الزمن أو الظروف التي نشأنا فيها فأنشتنا علي هيئة قد لا نريدها ولا نرحب بها، ولكن نتعايش معها لمجرد التعايش، والتأقلم، والبقاء.
إلهام الوحدة
وحي فيما بعد المراهقة
علمت أن مشاعر الحب في تلك الفترة والتي هي معظمها ماهي إلا إدمان لشخص لا نعرف عنه إلا القليل، لكن نستمد منه شعور الانتشاء للسعادة وتعويض النقص والفراغ، وما الشوق إلا نتيجة خطأ استهلاك ذاكرة القلب بدلًا عن ذاكرة العقل لتخزين الأحداث، وما هي إلا علاقة مبنية علي لا شيء وتجربة حتمية مررنا بها معظمنا أو سنمر.
في العلاقة مع الله
بحثت عمن أستعين به في وسط مجتمع غير مثقف بكيمياء الحالة النفسية فلم أجد، فأدركت أن الشكوي لغير الله مذلة، وأن الاحتواء وفضفضة القلوب لا يوجدان في مكان أفضل من الجلوس على سجادة الصلاة باسترخاء في غرفة مغلقة لا يراك ولا يسمعك إلا الله، ولا زمان أفضل من وقت الصلاة.. فما أسعد من قلب مليء بحب الله في زمن قد امتلأت فيه القلوب بحب غير الله.
هناك العديد من الفرص التي يمنحك الله إياها أدركها واستثمرها فلا يمكنك هزيمة الموت، ولكن يمكنك التغلب على موت الحياة.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست
علامات
العشرين