من الممكن أن لا يلاقي محتوى هذا المقال قبولًا كبيرًا عن معظم قراء أو متابعى المقالات أو المنشورات المتاحة عبر صفحات التواصل الاجتماعى، أو حتى رواد المنصات الإلكترونيه من مدونين أو حتى متابعين. أنا أقول ذلك مسبقًا كنوع من الاعتراف بأن هذا المحتوى من وجهه نظر الغالبية، إما صادم أو على أقل تقدير غير واقعى، من وجهة نظر الغالبية؛ لأن هذا المضمون يتحدث عن شخص الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية، الرئيس محمد حسنى مبارك الذى أراه من وجهة نظرى شخصًا أجاد وأصاب فى نقاط عدة، مثلما أخطأ أيضًا فى نقاط أخرى لا داعى لسردها أو الدخول فى نقاشات قد تطول كثيرًا بين مؤيد لما سوف أقوله عنه، وبين معارض له. أنا فقط أردت أن أقول: لماذا يجب دائمًا اعتبار شخص مبارك هو المسئول دائمًا ووحيدًا عن فشل الدولة المصرية فى مواكبة النمو الاقتصادى والثقافى والعلمي كبقية دول العالم التى كانت تمر بنفس المرحلة المعتادة دائمًا، وهى دولة خارجة لتوها من مرحلة ثورية أو حرب طويلة المدى.

هل لى أن أطرح سؤالًا؟ لماذا دائمًا مبارك هو السبب؟

لماذا لا يتحمل حتى مطلق هذه العباره كمواطن فى هذه البلد مسئوليته أيضًا عما حدث لمصر؟

الإجابة الدائمة هى أن مبارك كان حاكمًا ومسئولًا، وليس أنا! ويوجد أيضا الرد الدينى المتوقع أنه راع ومسؤال عن رعيته.

كان من الممكن أن أتقبل هذا الرد فى حالة واحدة، هى أن بعد 25 يناير (كانون الثاني) سنة 2011، وهو تاريخ تنحي مبارك عن الحكم، وقد مر عليه أكثر من 5 سنوات كاملة، وبعد أيام تكتمل السنة السادسة أيضًا، ولكن ماذا حدث؟ هل تغيرت الأمور فى مصر للأفضل؟ هل المواطن غير مسئول عن أي فساد؟ أو غير مشارك فيه؟ كما يدعى الآن يشعر بانتهاء الفساد الذي دائمًا كان يتشدق بمقولة إن مبارك هو من أسسه ودعمه، وسوف ينتهى بعد خروج مبارك من الحكم؟

فترة سته سنوات كافية لأي شخص أن يقتنع بأنه بعد خروج مبارك، لم يحدث اأي تغيير ملموس فى مصر للأفضل في أي شيء، بل حدث العكس، إن الأوضاع ساءت أكثر فى كل نواحى الحياة، وخصوصًا النواحي الاقتصادية التي تمس الجميع، من غني أصبح غير قادر على التأقلم على أوضاع جديدة تضعف من مركزه المالي، و لا لفقير كان يتطلع لمعيشة كريمة له ولأسرته، كان يعتمد بشكل كامل فيها على الدعم الاقتصادي للسلع، الذي كان يتبناه مبارك ويدعمه باستمرار، حتى إن معظم من عارض مبارك كان دائمًا ما يردد إنه يستخدم الدعم كسلاح لمنع حدوث ثورة شعبية عليه! الآن قد تنحى مبارك، وأيضا رُفع الدعم عن معظم السلع التى تمس حياة المواطن الفقير والغنى أيضًا!

أرى أن مبارك ليس الجانى فقط، كما يتمنى معظم من عارضه حتى يعتقد أنه دائمًا الأذكى أو الأعظم تفكيرًا وتحليلًا للأمور. كل الأمور تؤدى إلى أن معظم من تشدق بعبارات ثورية هو الآن من يترحم على عصر مبارك، قد يكون معظم رواد مواقع التواصل الاجتماعى مختلفين معي فى ذلك، ولكن نجتمع أنا وهم في أنهم قالوا: إن من ضده وأحس بظلمه لم يجدوا صوتًا لتوصيل معاناتهم غيرهم عبر صفحاتهم ومدوناتهم، وأنا أيضا اليوم أريد أن أصل بصوتي وصوت غيري، إننا أيضًا نوصل اليوم صوت من لا يمتلك موقعًا أو صفحة أو حتى مدونة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقول الجملة الأشهر الآن (ولا يوم من أيام مبارك) التي أزاحت الجملة الأشهر لمدة 5 سنوات (عيش حرية عدالة اجتماعية).

أدعو جميع من عارض هذا الرجل قبل مؤيديه أن يستمعوا الآن إلى خطابه الأخير لمتظاهري ميدان التحرير، ويسمحوا لعقولهم بفرصة لمعرفه أن معظم ما قاله الرجل قد تحقق الآن بعد سنوات من خروجه من الحكم. من اعتبره البعض تهديدًا منه، الآن يعانى منه، ولكن بيده هو، وليس بيد مبارك، كما كان يردد دائمًا. الآن مبارك موجود، ويرانا اليوم، وأعتقد أنه يقول: لقد حذرت وقلت، ولكن لم أجد من يسمع. ولن أجد خيرًا من أن يكون الخطاب معروضًا من خلال قناة الجزيرة؛ أحد أهم منصات المعارضه لمبارك. وأخيرًا يجب أن أردد ما قاله الرئيس مبارك فى دفاعه عن نفسه أمام قاضي محاكمته (بلادي وإن جارت علي عزيزة.. وأهلي وإن ضنوا علي كرام).

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

علامات

25يناير, راى, مبارك
عرض التعليقات
تحميل المزيد