في الدولة المصرية إذا وُضعت علامة «X» بجوار اسمك، فمرحبًا بك أو بكِ في القائمة السوداء، والتي إذا دخلها أحد سواء كان رجلًا أو إمرأة فسيجد كل الأبواب قد أُغلقت في وجهه، سواء في العمل أو المسكن أو أي مجال تريد أن تدخله فستجده بفضل علامة «X» قد أُغلق تمامًا بلا رجعة في وجهك.
– الجهات الأمنية
ممن يستخدمون علامة «X» في الدولة المصرية، الجهات الأمنية على مختلف أنواعها ودرجاتها خصوصًا الجهات الرقابية، التي تراقب الأفراد والجماعات وأنشطتهم، خصوصًا الأنشطة السياسية.
ففى حال مراقبة الفرد أو جماعة ما مثل حزب من الأحزاب إلخ، ورأت الجهة الأمنية أن النشاط لهذا الفرد أو الجماعة ضد الحاكم أو الدولة من وجهة نظرهم، فتوضع علامة الـ«X» بجوار اسمه مما يعني أنه أصبح من المغضوب عليهم.
وطبعًا يكون هذا القرار بوضع الـ«X» بجوار اسمه يكون من وجهة نظرهم؛ أي إنه بمعاييرهم ومبادئهم وقواعدهم، وليس بالقواعد القانونية أو مبادئ العدالة والإنصاف.
– نتائج الـ«X»
اختصارًا ستجد وتشعر أن الدنيا قد انقلبت رأسًا على عقب، فعلى سبيل المثال إذا كنت رجل أعمال وكانت لك آراء ضد الحاكم أو النظام ووضِعت هذه العلامة بجوار اسمك، فستجد على سبيل المثال مشروعاتك بدأت بالانهيار والتهاوي لأسفل، وذلك بفعل فاعل ولكنه مستتر من وراء حجاب، مثل أن تجد الضرائب قد حاصرتك.
وذلك ليس فقط أن يكون لك رأي مخالف للحاكم أو النظام، ولكن الأمر قد يصل إلى أن ترفض أمرًا أو طلبًا للحاكم أو لرجل من رجال النظام، فسيحدث معك مثلما يحدث مع من يكون له رأي مخالف أو معارض للنظام أو الحاكم.
– أمثلة لمن وضعت علامة «X» عليهم
اثنان من الفنانين ممن وضعت عليهم الـ«X» الأول رفض طلبًا للنظام، والثانية كان لها رأي مخالف للنظام ولم تطبل أو تنافق النظام وظلت متمسكة بمبادئها.
1- الفنان الراحل علي حميدة
كثير منا كان يتعجب من الاتهامات التى كانت تقال وتحاك ضده في ظل أوجه ومجده، بعد نجاح أغنية «لولاكي» الشهيرة، إلا إنه قد انكشف السر الذي اضطهد من أجله، فبعد وفاته منذ أسابيع قليلة نشر على منثات التواصل الاجتماعى الأسباب التى من أجلها اضطهد الفنان المرحوم علي حميدة في ظل النظام المصري البائد أيام حكم المخلوع الرئيس مبارك، حيث جرى التشهير به وتشويه سمعته، وباختصار اغتياله معنويًّا.
حيث طلب المخلوع مبارك من صفوت الشريف وزير الإعلام أن يرشح أحد الفنانين لعمل فيلم يسخر فيه من الرئيس الليبى الراحل، معمر القذافى، فرشح له الشريف الفنان المرحوم علي حميدة ليقوم بالدور، إلا إن الأخير رفض متعللًا بأنه ليس له في التمثيل وأنه مجرد مطرب.
وكيف يرفض طلبًا للنظام أو الحاكم، وقد كان ما كان حيث اضطهدته مصلحة الضرائب المصرية، واضطر لبيع كل ما يملك، وأنفق كل ما ربحه من أجل سداد دين الضرائب، بالإضافة إلى تلفيق قضيه له سيئة السمعة لتشويه صورته.
2- الفنانة جيهان فاضل
هناك مثال آخر لمن لا يطبل للنظام وينافقه ويتمسك بمبادئه، ألا وهي الفنانة جيهان فاضل، التى تمسكت بمبادئ ثورة يناير المجيدة، ولم تنافق النظام الجديد بعد 30 يونيو 2013.
وفي نهاية المطاف، لم تجد عملًا في أي أدوار لها بالفن والتمثيل لما يقارب ست سنوات، اضطرت إلى الهجرة لكندا لتعمل بائعة شريفة لم تتاجر بدماء الشهداء والمصابين من ثورة يناير المجيدة.
هذه كانت مجرد نماذج أو أمثلة لمن تُوضع علامة «X» بجوار اسمه، وشرح مبسط لموضوع علامة «X» المنتشرة والموجودة في الدولة المصرية على اختلاف أنواع حكامها.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست