تنظيم الدولة الإسلامية في العراق:

تكريت:



قام تنظيم الدولة الإسلامية بالسيطرة على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين العراقية في يونيو/ حزيران من العام الماضي 2014 (معركة تكريت الأولى).

في يوليو/ تموز 2014، قامت قوات الجيش العراقي بمحاصرة تكريت من جهة الجنوب.
وفي أغسطس/ آب 2014، سيطرت قوات الجيش العراقي على قرية الحمرة الواقعة شمال تكريت.
وفي أغسطس/ آب 2014 أيضًا سيطرت قوات الجيش العراقي إلى جانب قوات الحشد الشعبي على قرية السلام التابعة لقضاء طوز خورماتو شرق تكريت.

وفي سبتمبر/ أيلول 2014 بدأت ضربات قوات التحالف الدولي.

وفي مارس/ آذار من العام الجاري 2015 (معركة تكريت الثانية) يضيق الحصار فيكون على 3 محاور أيضًا: من الجنوب من ناحية سامراء، ومن الشمال من ناحية جامعة تكريت، ومن الشرق من ناحية محافظة ديالى.
وبعد حوالي 10 أيام، تدخل القوات العراقية إلى داخل مدينة تكريت وتسيطر على حي القادسية شمال تكريت، ويتم ذلك تحت غطاء جوي من قوات التحالف الدولي.

وبذلك يكمل الحصار ما يقارب 10 أشهر.

(إذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا)] الأحزاب: 10-12]

على الرغم من الأخطاء الكثيرة لتنظيم الدولة الإسلامية، إلا إنه لولا وجودها في العراق ضد نظام المالكي وخلق توازن قوى؛ لهلك أهل العراق.

وكأن منطقة الشرق الأوسط تشهد إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية وإعادة توزيع الهيمنة بتحالف أمريكي إيراني، بداية بالسيطرة على العراق، ليكتمل في سوريا ولبنان واليمن، وفي انتظار البحرين أيضًا، لِيُحكِم المشروع الإيراني سيطرته في الداخل العربي.

تنظيم الدولة الإسلامية في الشام:

محافظة الرقة السورية:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما بُعِثتم ميسرين ولم تُبعثوا مُعَسِّرين) متفق عليه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبادة بن الصامت: (خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلًا، البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم) رواه مسلم وأبو داوود والترمذي.
وذكر أهل العلم أن الرجم ثابت بالقرآن والسنة، قد أنزله الله تعالي في كتابه وإنما نُسِخَت قراءته دون حكمه، فعن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (إن الله تعالى بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب. فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل، ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله تعالى، فالرجم حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف، وقد قرأتها “الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البته نكالًا من الله والله عزيز حكيم”) متفق عليه.

ما كتبه الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شروط تنفيذ حد الزنا، هل كل هذه الشروط طُبقت قبل تنفيذ الحد في سوريا وفي محافظة الرقة خصوصًا؟!!
(الرابط أسفل الصفحة)

ما بالنا إن كان هناك شبهة ما، تنفي الحد؟! أليس الله القائل: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)؟
]التكوير: 9-10]

أليس رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم القائل: (عُذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها، إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)؟! رواه البخاري ومسلم.

عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بينما كلب يطيف بركية (بئر) قد كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها (خُفها) فاستقت له به فسقته فغفر لها به) رواه البخاري ومسلم.
عرفها الله وعرّف بخبرها نبيه صلى الله عليه وسلم وعرّفه بمغفرته لها.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) رواه الترمذي وصححه.

مخيم اليرموك:

 


(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ)

]البقرة: 217]

اجتاح تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، الأربعاء الأول من أبريل/ نيسان الجاري، مخيم اليرموك الواقع جنوب العاصمة دمشق، من جهة حي الحجر الأسود الواقع جنوب المخيم، وفرض التنظيم سيطرته على النقاط الاستراتيجية في المخيم، ليدخل في اشتباكات مفتوحة مع كتائب أكناف بيت المقدس – التابعة لحركة حماس- وهي أحد أهم الفصائل المُكلفة بحماية المخيم، وذلك في إثر اعتقال عدد من أفراد تنظيم الدولة بعد اغتيال القيادي في حماس يحيى حوراني أبو صهيب.

“مخيم اليرموك، ليس مكانًا جغرافيًّا بحتًا، أو موئلًا لمجموعات أو كتل بشرية من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، إنه جزء أساسي من التاريخ والفعل، الذي يلخص دراما النكبة الفلسطينية وتحولاتها، كما يُلخص سطوة وقوة وحضور الفلسطيني، كما يلخص إنسانية ونبل هذا الشعب الذي رمت به أقدار النكبة خارج وطنه التاريخي فلسطين”.

“رمزية مخيم اليرموك، باتت موجودة بشكل مستديم في سردية العمل الكفاحي للمسيرة الوطنية الفلسطينية المعاصرة والوطنية الفلسطينية”.

“رَسَمت الأزمة الوطنية الداخلية في سوريا علامات (قديمة جديدة) في النسيج الوطني المشترك لعموم اللاجئين الفلسطينيين من أبناء مخيم اليرموك مع إخوانهم وأشقائهم من عموم أبناء الشعب السوري، خصوصًا من القاطنين منهم في محيطهم القريب، وهو محيط سوري متنوع ومتداخل معهم تداخلًا كبيرًا منذ عقود طويلة”.

“وقد بات ذلك التداخل علامة فارقة وهامة تؤشر ليس فقط على مدى هذا التغلغل الموجود بين فلسطيني سوريا والمجتمع السوري بكل طوائفه في سوسيولوجيا مشتركة، بل يؤشر كذلك على مصير وطني وقومي واحد طالما تغنينا به على الدوام انطلاقًا من قدسية القضية الفلسطينية وحضورها الساطع في الشارع السوري منذ عام 1948”.

“كما في التداخل اليومي في ظل الأزمة السورية، حيث سقط من أبناء مخيم اليرموك خلال الأيام العشرة الأولى من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، (52) شهيدًا من أبناء المخيم”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الاختلاف بين حركة حماس وتنظيم الدولة، يعود إلى الاختلاف الأيديولوجي واختلاف الآراء الفقهية، وذلك بالتأكيد لا يعني أن هناك حقًّا واحدًا لا يتغير، إنما هو اختلاف كاختلاف الآراء والشروح في تفسير متن معين، ما لا شك فيه هو المتن، أما الشرح والرأي فيؤخذ منه ويرد.
(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ).

في مقال على الموقع الرسمي للدولة الإسلامية، في الرد على الشيخ حسام عبد الرؤوف قيادي تنظيم القاعدة، ينكر عليه ما ذكره في كتابه (لو كنت مكان مرسي، وقعدت على الكرسي) في مسألة الديون الهائلة على مصر وفوائدها الربوية، والاقتراض من دول أخرى، حيث ذكر هذه الفقرة تحديدًا من كتاب الشيخ ثم أعقبها بالتعليق، يقول الشيخ: “وأما بالنسبة للديون الهائلة الربوية المتراكمة فما كان منها لا ضرورة قصوى لها، فيمكن إلغاء أقساطها على الفور، وأما ما كان ضروريًّا ولا يمكن الاستغناء الفوري عنه، فتوضع خطة لإيجاد البديل عن طريق الاقتراض من دول أخرى تعطينا قروضًا قصيرة الأجل بدون فائدة ربوية أو أقل فائدة لحين إيجاد البديل. ويدخل في هذا الإطار تفعيل التضامن العربي والإسلامي في المجال الاقتصادي”.

ثم يعقبها التعليق: “إذن فهذا هو اقتراح القيادة الجديدة لتنظيم القاعدة المطروح على طاولة الحكم الإخواني كحل لمشكلة الاقتصاد في مصر! في حين أن الله أعلن الحرب على من عمل بالربا من المسلمين قلّ أو كثر.. وكأن الجهاد الذي عهدناه من (جماعة قاعدة الجهاد) مُحي من قاموسها، فأثرت السلامة وتركت الواجب المتعيّن حفاظًا على الحاضنة الشعبية المقدسة.

وهروب القيادي حسام عبد الرؤوف من إلغاء الديون الربوية هو من هذا الباب، إذ تخوف من (ثورة الجماهير الغاضبة) والمتوقعة على حكومة تسببت بقراراتها في ضيق عيش وفقر عاجلين”. (انتهى كلامه)

نُذكّر هنا بالقاعدة الفقهية التي تقول: “درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة”، وهو ما تحدث عنه الشيخ من درء مفسدة (الضيق والفقر العاجلين) بأخذ قروض بأقل فائدة ربوية لحين إيجاد البديل وجعلها مقدمة على جلب المنفعة، وهي الانتهاء من القروض الربوية.
ولا يخفى على أحد حوادث الانتحار المتكررة في مصر بسبب ضيق العيش.
أو لم يحرم الله المَيْتَة؟ بلى، حرم الله المَيْتَة، إلا في حالة الضرورة وهي مخافة الهلاك.
(إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
]البقرة: 173]
(فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ)
]البقرة: 275]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نعم حماس تنتهج الديموقراطية، كما انتهجها الإخوان المسلمين، نعم نُقر بأنها حكم بغير ما أنزل الله، نسأل الله ألا نعود، ما الحل؟ الله أعلم، ولكنه بالتأكيد لا يشمل تكفير الأنظمة العربية الحاكمة، المنهج الذي تنتهجه قاعدة الجهاد وتنظيم الدولة الإسلامية، أين إقامة الحجة على الحكام؟

عن الإمام مالك رحمه الله: (من يصْدُر عنه ما يحتمل الكفر من تسع وتسعين وجهًا ويحتمل الإيمان من وجه واحد حُمل أمره على الإيمان) لا يُكفر لخطره على الدين.
وعن الإمام الغزالي رحمه الله: (الخطأ في تكفير ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك دم مسلم واحد) لا تُكفّروا الناس فهذا مرده إلى الله.

يذكر الشيخ المجاهد أسامة بن لادن في “التوجيهات المنهجية” في شرح آية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
]المائدة: 45]
فيقول: “فهذا النص هو في مثل حالتنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ)، عندما تحصل الرِدَّة، ما هي الصفات المطلوبة لإعادة الناس إلى الإسلام؟ فهنا ذكر صفات ستة: (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ)”.
فيصف الشيخ حال الناس الحالي بالرِدَّة، والمطلوب هو إعادة الناس إلى الإسلام.

يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى “أن مباني الإسلام الخمس المأمور بها، وإن كان ضرر تركها لا يتعدى صاحبها، فإنه يقتل بتركها في الجملة عند جماهير العلماء ويكفّر أيضًا عند كثير منهم أو أكثر السلف”.
من الأقسام المذكورة:
“أن يتركها ولا يقر بوجوبها، ولا يجحد وجوبها، لكنه مقر بالإسلام من حيث الجملة، فإن قلنا يكفّر بالاتفاق، فيكون اعتقاد وجوب هذه الواجبات، على التعيين من الإيمان، لأنها أفعال مأمور بها، المطلوب فيها الفعل، لا يكفي فيها الاعتقاد العام، بل لا بد من اعتقاد خاص.
بخلاف الأمور الخبرية، من صفات الرب وأمر المعاد وأحوال الجنة، فإن الإيمان المجمل بما جاء به الرسول في هذه الأمور، يكفي فيها الاعتقاد العام، ما لم ينقض الجملة التفصيل، ولهذا اكتفوا في هذه العقائد بالجمل وكرهوا فيها التفصيل المفضي إلى القتال والفتنة”.
فيكون إقراره بالإسلام من حيث الجملة يَجُب هذا الإعراض، فلا تُكفّر الأنظمة الحاكمة السُنّية والشيعية ولا يحكم عليها بالرِدَّة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فيكون كل قتل ترتب على الحكم بالرِدَّة، هو قتل خطأ.


(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)
لنساء:92]

“سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن القاتل عمدًا أو خطأ: هل يدفع الكفارة المذكورة في القرآن (فصيام شهرين متتابعين)؟ ويطالب بدِيَة القتل؟
فأجاب: “قتل الخطأ” لا يجب فيه إلا الدِيَة والكفارة ولا إثم فيه، وأما القاتل عمدًا، فعليه الإثم فإذا عفى عنه أولياء المقتول أو أخذوا الدِيَة: لم يسقط بذلك حق المقتول في الآخرة. لكن القاتل إذا كثرت حسناته أخذ منه بعضها ما يرضى به المقتول أو يعوضه الله من عنده إذا تاب المقتول توبة نصوحًا. وقاتل الخطأ تجب عليه الدِيَة بنص القرآن واتفاق الأمة والدِيَة تجب للمسلم والمعاهد كما قد دل عليه القرآن وهو قول السلف والأئمة، ولا يعرف فيه خلاف متقدم”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يقول سيد قطب في كتاب معالم في الطريق:

“استقر أمر الكفار مع الرسول صلى الله عليه وسلم بعد نزول (براءة) على ثلاثة أقسام: محاربين له، وأهل عهد، وأهل ذمة.. وجعل أهل العهد في ذلك ثلاثة أقسام: قسمًا أمره بقتالهم، وهم الذين نقضوا عهده، ولم يستقيموا له، فحاربهم وظهر عليهم، وقسمًا لهم عهد مؤقت لم ينقضوه ولم يظهروا عليه، فأمره أن يتم لهم عهدهم إلى مدتهم.

وقسمًا لم يكن لهم عهد ولم يحاربوه، أو كان لهم عهد مطلق، فأمر أن يؤجلهم أربعة أشهر، فإذا انسلخت قاتلهم.

فقتل الناقض لعهده، وأجَّل من لا عهد له أو له عهد مطلق، أربعة أشهر، وأمره أن يتم للموفي بعهده عهده إلى مدته.

فـأسلم هؤلاء كلهم ولم يقيموا على كفرهم إلى مدتهم وضرب على أهل الذمة الجزية، وآلت حال أهل العهد والصلح إلى الإسلام، فصاروا معه إلى قسمين: محاربين، وأهل ذمة، والمحاربون له خائفون منه.

فصار أهل الأرض معه ثلاثة أقسام: مسلم مؤمن به، ومسلم له آمن، وخائف محارب”.

يأتي ذلك الآن في وصف الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.


(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)
]النساء:92]

 

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۚ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)
]الأنفال: 72- 73]

فجعل الله لمن عاهدتم من المشركين، الدِيَة وتحرير رقبة في القتل الخطأ، وأن لا يُستنصر عليهم من قبلوا عهدهم من المؤمنين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما حماس، فترفض مبدأ استخدام العنف والقتل ضد الأنظمة العربية والحكومات، وتؤمن بالتغيير السلمي للسلطة، وتنتهج مسار بناء مؤسسات موازية، تحمل على عاتقها أعباء إعادة بناء المجتمع وتقديم الخدمات للأفراد، “بالتوازي” مع الجهاد المسلح ضد العدو الصهيوني.
ماذا قدم تنظيم الدولة للمجتمع؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نَخلُص في نهاية الأمر، أن الصراع ليس صراعًا دينيًّا، سنيًّا وشيعيًّا، إنما هو صراع جيوسياسي بالأساس، لإحكام السيطرة والهيمنة، ولِنَقُل صراع لاستعادة مجد فارس والروم.

بين فارس والروم:

في المخطط الذي رسمه مؤتمر 1907 المعروف بنظرية كامبل بنرمان الذي قرر:
“أن المنطقة الحيوية بالنسبة للاستعمار هي حوض البحر الأبيض المتوسط كشريان حيوي لمواصلات الإمبراطوريات الاستعمارية، إن الخطر الحقيقي الذي يهدد الإمبراطوريات الاستعمارية يكمن في الشعب الذي يقطن الشواطئ الشرقية والجنوبية للبحر المتوسط لأن لدى هذا الشعب صفات تميزه عن باقي الشعوب من حيث تجمعه عوامل قومية واحدة، كما أن له حضارة قديمة استطاعت أن تلعب دورًا كبيرًا في تطور الحضارات الإنسانية وإن وحدة هذا الشعب في حركة قومية واحدة يعتبر تهديدًا خطيرًا لمصالح الإمبراطوريات الاستعمارية، خصوصًا وإن هذا الشعب يسيطر على منطقة حساسة من مناطق العالم وهي منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر الطريق المؤدي إلى المستعمرات في آسيا والشرق الأقصى وأنه من الضروري الإبقاء على هذا الشعب في حالة تفتت اتقاء خطره“.

(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)
]آل عمران:64- 68]

(قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
]البقرة: 136-137]

(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
]المائدة: 5]

(إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)

]الفتح: 26]

 

 

 

 

 

 

 

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد