كيف يتعلم طفلك تحمل المسئولية؟
لكي ينشأ الطفل قادرًا على مواجهة الحياة، وقادرًا على التعايش، لا بد من تعليمه تحمل المسئولية منذ الصغر، وذلك لأن هرب الأطفال الصغار من المسئولية اليومية، يؤدي إلى ضياع فرص تمتعهم بطفولتهم، وربما يؤدي في النهاية إلى فقدان الثقة، وقلة التواصل معهم، مما ينتج عن ذلك وجود أطفال ذوي مشكلات عدة لا يمكن أن نعرف عنها شيئًا، وبالإضافة إلى ذلك فإن ترك أطفالنا يهربون من المسئولية الشخصية، سيؤدى غالبًا إلى وجود مراهقين يبحثون عن المخرج السهل، ولن يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم أبدًا، وبالتالي تقع علينا المسئولية الكاملة المتمثلة في تربية الطفل على مواجهة مسئولياته الخاصة وتحملها، والتي تبدأ بواجباتهم المنزلية الصغيرة إلى أن تنتهي بمسئولياتهم تجاه الآخرين.
وهناك بعض الطرق التي تساعدك لكي تتحقق هذه الصفة، وتزرعها في طفلك، وذلك من خلال:
«1» قسم المهام اليومية على أجزاء بحيث تقوم بعمل قائمة بسيطة لاحتياجات المنزل من تنظيف وشراء طلبات ثم قسم المهام على كل طفل حسب سنه ومقدرته.
«2» عند مساعدة الآخرين امنحه فرصة مساعدتك، وشجعه حتى يتعلم منك الكثير من المهارات الاجتماعية، وادعم مشاركته في الأنشطة المدرسية والمجتمعية.
«3» يجب أن نكون حذرين أثناء التعامل مع الأطفال، فإننا نسمح لهم باجتناب المسئولية بطرق مشابهة، فمثلاً هم لا ينظفون غرفتهم لأنهم يستطيعون الهرب منها بحجة أن هناك شخصًا آخر يقوم بذلك، وليس عليهم الوقوف والمواجهة، أو إصلاح أخطائهم لأننا نحن الذين نتحمل أعباء ذلك.
«4» قبل الطلب منه تحمل المسئولية يجب تقسيم الأدوار بحكمة وذكاء، حتى يحدث استقرار نفسي، ورضا في أداء المهمة الملقاة عليه.
«5» شاوره في الأمور المتعلقة به، كاختيار لبسه وألعابه، واختياره لأصدقائه، مع إسداء النصح والإرشاد له، والمناقشة والإقناع.
«6» سماع ابنك لكلمة «لا» تحبطه، على الرغم من أن الأطفال يبدون أسعد لسماعهم كلمة «نعم» إلا أن كلمة «لا» تلك الكلمة التي تحمل إرضاء مؤجلاً هي التي تبني الشخصية «حيث إن ما يحتاجه الأبناء أكثر من تلبية طلباتهم هو التأكيد لهم بأنهم سوف يصبحون على ما يرام».
«7» اجعل المسئولية هي الكلمة الرئيسية، والموضوع الأول في النقاش، حيث يحتاج الأمر إلى الوقت والصبر، ولكن في النهاية تصبح المسئولية مقياسًا لحياتنا ولسعادة أطفالنا.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست