سبعة نصائح رئيسية وهامة

يلجأ أصحاب المشروعات والشركات الناشئة لاستثمار حصة معتبرة من الوقت، والجهد، والمال؛ للحضور الرقمي على الإنترنت إدراكًا منهم لأهمية هذا الحضور في تحقيق أهداف الشركة، للأسف جزء كبير من أصحاب هذه المشروعات، وخاصة في الدول العربية، لا يحصلون على النتائج المتوقعة من هذا الاستثمار؛ وذلك لأسباب عديدة، أهمها اقتحام سوق العمل الرقمي على شبكة الإنترنت دون تخطيطٍ مُسبَق، أو بناء على افتراضات خاطئة، مما ينعكس سلبًا على الدافعية والحماسة للفكرة التي انطلقت بها مشروعاتهم، وعلى استمرارية المشروع ككل.

آلاف الكتب والمدونات، والدراسات والمقالات نشرت عن أهمية الحضور على الإنترنت، وجدوى الاستثمار في هذا الحضور، وهناك مئات من قصص النجاح لمشروعات وعلامات تجارية عملاقة، شقت طريقها عبر تعزيز وجودها في فضاء الإنترنت، لذلك في هذا المقال سنتخطى السؤال المبدئي لماذا الحضور على الإنترنت أصبح عنصرًا مهمًّا لنجاح أي مشروع؟ وننتقل للسؤال الذي يليه، وهو كيف تجعل حضور شركتك الناشئة على الإنترنت مؤثرًا ومجديًا؟

سبع نصائح رئيسية ومهمة ستعزز حضورك الرقمي وتجعله مجديًا

1. اختيار اسم نطاق مناسب ومميز

إن اسم النطاق الخاص بموقعك الإلكتروني هو عنوانك الدائم على الإنترنت، وجزء من علامتك التجارية الناشئة، احرص على اختيار اسم نطاق مميز ومعبر عن مجال عملك، وسهل الكتابة والحفظ، قد يكون اختيار اسم النطاق بهذه المواصفات مكلفًا ماديًّا في بعض الحالات، لكنه استثمار مجد، ولبنة أساسية لبناء علامتك التجارية وترسيخها في المستقبل، تأكد عند تسجيل اسم النطاق الذي وقع عليه الاختيار من تزويد المسجل ببيانات اتصال حقيقية وواضحة؛ وذلك لتسهيل عملية إثبات الملكية لاحقًا.

2. البحث والاطلاع لاستخلاص العبر من تجارب الآخرين

خصص وقتًا كافيًا للبحث والاطلاع الجيد على المواقع الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية الخاصة بالمنافسين، داخل بلدك وخارجها، والبحث عن صفحاتهم على شبكات التواصل، وطرق عرضهم للمنتجات والخدمات، واستراتيجيات حملاتهم التسويقية، على ألا يكون اطلاعك بهدف التكرار أو التقليد الأعمى لتجربة حضورهم على الإنترنت، بل للاستفادة من تجربتهم والبناء عليها، بحيث لا تبدأ من الصفر، مع الحرص على وضع بصمتك وأفكارك الإبداعية، واختيار كلمات مفتاحية  محدثة وذات صلة مباشرة بمشروعك. من الضروري في هذه المرحلة أيضًا الاهتمام بالتفاصيل واستطلاع آراء المتخصصين، وخاصة عند إنشاء الشعار الخاص بالشركة، واختيار اسم النطاق، وشكل موقعك الإلكتروني وتصميمه، وكذلك صفحاتك على شبكات التواصل، هذه المكونات ستكون طريقك لتحديد هويتك البصرية وترسيخها.

3- الاعتماد على خبراء ومتخصصين

اعتمد على خبراء ومتخصصين لإنشاء موقعك الإلكتروني وإدارته، وكذلك تطبيقات الهواتف الذكية، وصفحات التواصل الخاصة بك، وتأكد من استخدام أفضل ممارسات الحماية والأمان الإلكتروني، وظف منشئ محتوى، ومسوق إلكتروني محترف؛ لأن المحتوى المميز والمتنوع المترافق مع حملات تسويق ذكية، هو وسيلتك الأهم لتحسين الظهور على محركات البحث ولكسب ثقة الجمهور، من الضروري استشارة المتخصصين لتحديد ما يجب أن تنجزه، وما يمكن تأجيله من مكونات حضورك الرقمي، ثم اشرع في وضع خطة وآلية لتنفيذ المهام بشكل منسق ومتسق، وبجداول زمنية محددة، في حال رغبتك الاعتماد على متخصصين من خارج شركتك لتنفيذ هذه المهام، ينصح بتوقيع عقود مفصلة، واشتراط تدريب العاملين لديك لاستلام المهام، ولضمان استمرار ظهورك على الإنترنت باحتراف بعد انتهاء مدة العقد.

4- استخدام عناوين بريد احترافية

إنشاء عناوين بريد إلكترونية احترافية للتواصل الداخلي والخارجي؛ ولتعزيز ثقة الجمهور بشركتك الناشئة، احرص على إنشاء عناوين بريد باستخدام اسم النطاق الخاص بك، بحيث تكون مختصرة ومعبرة عن أقسام عمل شركتك، أو أسماء العاملين الحقيقية، بحيث تصبح هذه العناوين هي الوسيلة الأساسية للتواصل الإلكتروني، ولإطلاق حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني بإمكانك استخدام وتخصيص عناوين البريد الشائعة على Gmail مثلًا، كعناوين بريدية احتياطية لشركتك؛ ولتتمكن من تفعيل أدوات التحسين وتطبيقات google.

5- الوجود الذكي والفعال على شبكات التواصل

احجز حسابات لشركتك وعلامتك التجارية الناشئة على كافة شبكات التواصل المتاحة، واحرص على الظهور بشكل مهني وموحد للتأشير على علامتك التجارية، ولإشهار موقعك الإلكتروني مع نشر معلومات الاتصال الخاصة بك بوضوح، قد يصعب في بدايات أي شركة ناشئة إدارة حسابات على كافة الشبكات، وإنشاء محتوى غزير ومناسب لكل شبكة، لذلك ينصح بتركيز الجهد على أكثر الشبكات انتشارًا بين الفئة المستهدفة، مع وضع أهداف ومؤشرات قياس أداء محددة للوجود على شبكة التواصل التي اخترتها، مع الحفاظ على حسابات شركتك على شبكات التواصل الأخرى؛ لتفعليها وتغذيتها وقت الحاجة في المستقبل.

6- جمع البيانات ومعلومات الاتصال

من المهم حفظ وأرشفة رسائل البريد الإلكتروني الصادر والوارد، ورسائل وتقييمات الجمهور، والتغذية الراجعة على الموقع وصفحات شبكات التواصل؛ وذلك لبناء قاعدة بيانات وقوائم بريدية ومعلومات اتصال تراكمية خاصة بجمهورك، لا تنزعج من صغر حجم قاعدة بياناتك في بدايات العمل، هذه البيانات ستتراكم مع الوقت، وستصبح ذات قيمة عالية، إذا وظفت بالتحليل والقياس لخدمة هدفٍ تسويقي تسعى الشركة له، والطريقة المثلى للاستفادة من البيانات هي بقياسها بمؤشّرات الأداء KPIs.

7- المتابعة والتطوير والتحسين المستمر

تتوفَّر الآن عشرات الأدوات والبرامج المخصصة لمتابعة الحضور الرقمي على الإنترنت وتقييمه، هذه الأدوات ستساعدك في تحليل البيانات والقياس، وبالتالي إجراء التحسينات اللازمة لتحقيق أهداف المشروع، وترسيخ هويتك البصرية، يعد تحليل البيانات والقياس من أهم عوامل تعزيز الحضور وتحقيق أهداف التسويق الرقمي؛ لذلك يجب إدراج عمليات المتابعة والتقييم وإجراء التحسينات كعمليات تكاملية ومستمرة، وليست عمليات موسمية، على أن يخطط لها ويديرها متخصص باحترافية؛ وذلك لضمان الوجود بشكل منافس في السوق، وتحسين الظهور على محركات البحث SEO؛ لضمان  تحقيق أهداف استثمارك في الحضور على الإنترنت.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد