هل تُعانين من آلام التبويض بشكل مُتكرر؟ وهل يصل الألم إلى عدم قدرتكِ على التحرك خلال فترة الدورة الشهرية؟ هل تسألين نفسك دومًا إذا ما كان هذا الألم طبيعيًّا أم يُشير إلى اضطراب صحي يجب التأكد منه؟ تابعي قراءة السطور التالية للتعرُّف أكثر إلى آلام التبويض وأسبابها وكيفية التعامل معها.
ما هي آلام التبويض؟
آلام التبويض تعني الشعور بألم قد يكون حادًّا في جانب واحد من أسفل البطن وأحيانًا يمتد لأسفل الظهر أيضًا، ويستمر هذا الألم لدى بعض النساء لبضع ساعات وحتى أكثر من يومين، وتُعاني نساء أُخريات من ألم حاد ومُفاجئ ولكنه لحظيٌّ، وآلام التبويض بشكل عام أكثر شيوعًا عند النساء اللاتي تقلُّ أعمارهن عن 30 عامًا.
يحدث ألم التبويض قبل أسبوعين من الدورة الشهرية، وهي الفترة المعروفة بفترة الإباضة، فيُطلق المبيض بويضة عادةً قبل 10 إلى 16 يومًا من بدء الدورة الشهرية، ولكن لا يبدأ ألم التبويض بالضرورة في اللحظة نفسها التي تخرج فيها البويضة وقد يبدأ أحيانًا قبل أيام من الإباضة أو بعدها.
عادةً ما تكون آلام التبويض خفيفة، ولكن توجد حالات ألم نادرة تضطر النساء للذهاب إلى الطوارئ لشعورهن بأن الألم ليس طبيعيًّا ومشابهًا لألم التهاب الزائدة الدودية.
أسباب حدوث آلام التبويض
كما قلنا سابقًا، يبدأ الألم غالبًا أثناء مرحلة التبويض، وذلك عندما ينفتح الجريب لتخرج منه البويضة، ولا يوجد سبب علمي معروف لتلك الآلام، ولكن هناك بعض الأسباب المُحتملة، منها:
- قبل إطلاق البويضة قد تتسبب عملية نمو الجريب في تمدد سطح المبيض، مما يُسبب الألم، والجريب عبارة عن أكياس تحتوي على البويضات، وتنمو عادةً حتى يصل قطرها إلى حوالي سنتيمترين قبل إطلاق البويضة في قناة فالوب، وقد يحدث الألم عندما تتقلص عضلات المبيض حول الجريب المتنامي.
- أثناء تفتق الجريب قد يخرج الدم والسوائل الأخرى من الجريب الممزق نحوَ تجويف البطن والحوض ما يسبب تهيجًا في بطانة البطن وبالتالي يحدث الألم.
هل آلام التبويض طبيعية؟
بشكل عام، آلام التبويض أمر طبيعي، لكن الألم الشديد غير المُحتمل قد يكون إشارةً لحالة غير طبيعية، فمثلًا آلام الحوض الشديدة أو الطويلة قد يكون سببها اضطرابات صحية، وأحيانًا يكون الآلم مرتبطًا بحالة صحية أخرى وليس سببه التبويض، فمن أسباب آلام منطقة المبايض:
- الانتباذ البطاني الرحمي: اضطراب مؤلم يحدث نتيجة لنمو نسيج مشابه للنسيج الذي يُبطن الرحم من الداخل، خارج الرحم.
- التهاب الحوض: هو عدوى تُصيب الأعضاء التناسلية الأنثوية، وتحدث هذه الحالة مع انتشار البكتيريا التي قد تكون منقولة جنسيًّا من المهبل إلى الرحم أو أنبوبي فالوب أو المبيضين، قد تحدث هذه الحالة أيضًا بعد الولادة أو الإجهاض، وفي حالات نادرة، يمكن للبكتيريا أن تدخل إلى الجهاز التناسلي أثناء عملية غرز اللولب الرحمي.
- التهاب الزائدة الدودية.
- الحمل خارج الرحم: يُسبب هذا الأمر ألمًا في الحوض من جانب واحد، ويحدث الحمل خارج الرحم عندما ينغرس الجنين في قناة فالوب أو في مكان آخر خارج الرحم، وهو حالة يمكن أن تكون مُهددة للحياة وعادة ما يجري اكتشافها بحلول الأسبوع الثامن من الحمل.
- الأورام الليفية: الأورام الليفية هي أورام غير سرطانية تظهر في الرحم، غالبًا ما يكون ظهورها خلال سنوات الإنجاب، هذه الأورام قد تُسبب أيضًا آلامًا في منتصف الدورة.
- تكيس المبايض: خلال هذه الحالة تنشأ أكياس أو جيوب مملوءة بالسائل في المبيض أو على سطحه. هذه الحالة لها عدَّة أعراض: بدءًا من التشنج والغثيان، وصولًا إلى الانتفاخ. العديد من أنواع الأكياس تُعالج من تلقاء نفسها دون تدخل طبي وبعضها يحتاج تدخلًا طبيًّا.
- متلازمة فرط تنبيه المبيض: تحدث هذه المتلازمة عادةً عند النساء اللاتي يتناولن بعض أدوية الخصوبة، وتُسبب لهن هذه الحالة ألمًا شديدًا في الحوض.
- الأمراض المنقولة جنسيًّا: هناك بعض العلامات التي تُشير إلى حدوث عدوى جنسية، منها: الإفرازات غير العادية أو كريهة الرائحة، والحمى، والحرقان عند التبول، تُشير هذه الأعراض إلى حدوث عدوى بكتيرية انتقلت من خلال الاتصال الجنسي، والتي تتطلب عناية طبية عاجلة.
إذا كان الألم شديدًا بطريقة تمنع من ممارسة الجنس أو متابعة الحياة اليومية، فهذا الألم ليس طبيعيًّا ويتطلب زيارة الطبيب، وهناك بعض الأعراض التي يجب زيارة الطبيب عند وجودها، ومنها: التقيؤ أو الإسهال الشديد، أو مواجهة صعوبة في التنفس.
قد يطلب الطبيب إجراء فحص بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية للمساعدة في التعرف إلى وجود تكيس المبيض.
كيف تُعالج آلام التبويض؟
أول شيء يفكر فيه معظم الناس عند الشعور بالألم هو تناول المسكنات التي لا تستلزم وصفة طبية، ولكن بخلاف المُسكنات هناك بعض الطرق التي تُمكنكِ من التعامل مع الألم، فقد تساعد الكمادات الساخنة أو الاستحمام في تخفيف الألم لدى بعض النساء، فالشعور بالدفء يمكن أن يكون له تأثير مُهدئ لألم الإباضة.
التدليك أيضًا يساعد في تهدئة آلام التبويض، يمكن أن تدلك المرأة نفسها تدليكًا خفيفًا بعمل حركات دائرية في اتجاه عقارب الساعة حول المنطقة المُتألمة، وإذا شعرتي بألم حاد أثناء التدليك توقفي. ويُمكن أيضًا استخدم الزيت أو الرائحة التي تُفضلينها أثناء التدليك، سيجعلكِ هذا تشعرين بالمزيد من الاسترخاء، وأخيرًا، إذا كان الألم شديدًا ولا يتوقف بالطرق السابقة، فيجب التحدث إلى الطبيب.