لحظة فارقة تلك التي يشعر فيها شخص أنه على حافة الموت، أفكار كثيرة تمر عليه في لحظات، لكن حين يشعر أن الأمر انتهى، تغادره روحه في سلام وينتهي كل شيء، لكن أشخاصًا آخرين تمتعوا بروح محاربة، رفضوا المغادرة هكذا، وتشبثوا بالحياة، أعلن الطبيب وفاتهم، لكن أرواحهم لم تنصع إلى الأوامر، وعادت إلى مستقرها، ودبت الحياة في جسد صاحبها بعد أن ظن الجميع وفاته.
«عاشت مرة واحدة ودفنت مرتين»
عاشت مارجوري مكال في أيرلندا الشمالية، وفي مطلع القرن الثامن عشر مرضت وسكن جسدها حتى ظن من حولها أنها قد ماتت بالفعل، ولأنها كانت ترتدي خاتمًا ثمينًا حين توفيت، خشي أهلها من لصوص المقابر فأرادوا إزالة الخاتم من يدها، لكن لم يفلحوا، فتركوها بخاتمها.

قبر مارجوري مكال. مصدر الصورة: Irishnews
لصوص القبور لم يفوتوا سرقة الخاتم، فحفروا قبرها وحاولوا إزالة الخاتم، وحين فشلوا قرروا قطع الإصبع بالكامل، وحين شرعوا في قطع الأصبع فاقت مارجوري من سباتها، بالطبع هرب اللصوص المذعورون، أما هي فعادت إلى منزلها وطرقت الباب، وحين فتح زوجها الباب أغشي عليه – وفي إحدى الروايات الأخرى أصيب بنوبة قلبية، وتوفي ودُفن في نفس القبر الذي خرجت منه زوجته للتو.
ماتت مارجوري بعد هذه الواقعة ببضع سنوات، وأعيدت إلى المقبرة نفسها، ولكن توثيقًا للقصة كتب على قبرها اسمها وأسفله جملة «عاشت مرة واحدة ودفنت مرتين».
«لا أستطيع أن أشرح لماذا هي على قيد الحياة»
في شتاء عام 1980 وفي وقت متأخر من الليل تعطلت سيارة جيان هيليارد؛ البالغة من العمر 19 عامًا، وخرجت الفتاة من سيارتها في ريف ولاية مينيسوتا الأمريكية، واهتدت إلى السير إلى منزل صديقها والي نيلسون، وكان منزله يبعد عن الحادث ميلين أي ما هو أكثر من ثلاثة كيلو مترات، ولكن لم يكن هناك حل آخر أمامها.
على بعد خمسة أمتار تقريبًا من منزل نيلسون سقطت الفتاة جان هليبارد، وتجمدت حيث سقطت، وفي الساعة السابعة صباحًا وجدها صديقها مجمدة وفقًا لتعبير «نيويورك تايمز» كانت «صلبة تمامًا، مثل قطعة لحم مجمدة»، حملها صديقها إلى المستشفى، وهناك وجد الأطباء وجهها رماديًا، وعينيها متحجرة ولم تستجب للضوء، وكانت درجة حرارتها منخفضة للغاية، بل إن الأطباء فشلوا في تسجيل حرارتها على مقياس الحرارة، لذا لم يعتقد الأطباء أن هناك أملًا في إنعاشها.
قرر الطاقم الطبي إجراء محاولة لتسخين جسدها تدريجيًا باستخدام منصات التدفئة، وبعد ساعتين تقريبًا من بدء ذوبان الجليد وجد الأطباء نبضًا خافتًا، وقال طبيبها: «اعتقدت أنها ماتت، لكن بعد ذلك التقطنا نبضًا ضعيفًا للغاية» استمر الأطباء في تدفئتها وشيئًا فشيئًا عادت الفتاة للحياة، وقال طبيبها: «لا أستطيع أن أشرح لماذا هي على قيد الحياة.. عودتها معجزة».
لمسات الأم كفيلة بإحياء رضيع
في عام 2010 كانت الأسترالية كيت أوج وزوجها ديفيد على موعد مع ميلاد توأمهما الأول، وكانا يدركان خطورة عملية الولادة وبالأخص أن كيت في أسبوعها السابع والعشرين أي في نهاية الشهر السابع من الحمل، دخلت كيت غرفة العمليات، وبعدها خرج الأطباء ليعلنوا أن أحد التوأمين – وهي فتاة – بخير، أما الآخر فهو في حالة سيئة.

كيت تحمل ابنها جيمي، وزوجها ديفيد يحمل توأمه إميلي. المصدر: Butterbin
كيت أوج وزوجها ديفيد أسميا الفتاة إميلي، والفتى جيمي، لكن الأطباء أعلنوا وفاة جيمي بعد أن فشلت محاولات إنعاشه بعد الولادة، ومُنحت كيت فرصة توديع رضيعها جيمي الذي بدا أنه ميت، وجدت كيت وزوجها ديفيد أن الأفضل أن يقولا مرحبًا، وأن يحتضنا الطفل الراقد في ثبات، ضمته كيت وتركته على صدرها، وبعد خمس دقائق بدأ جيمي في التحرك حركات صغيرة للغاية؛ إلا أنها كانت كفيلة أن تشعر كيت وزوجها أن ابنهما يمكن أن يكون حيًّا.
«رعاية الكنجارو» هذا هو اسم الأسلوب الذي اتبعته كيت مع رضيعها حين تحرك، هرع ديفيد يخبر الأطباء والذين قالوا أن هذه الحركات ما هي إلا رد فعل منعكس وطبيعي، والطفل مات، لم تستلم كيت، وظلت تحتضن ابنها، وبعد ساعتين فتح الرضيع عينه، ولم يغلقهما، ألقمته كيت ثديها، فإذا به يلتقطه بفارغ الصبر، رفض الأطباء المجيء لرؤية طفل ميت، لكن ديفيد أصر على أن يأتي الطبيب ويشرح ما يحدث، جاء الطبيب على مضض، ووضع سماعته وقال: «أنا لا أصدق هذا»، والآن يعيش التوأمان مع كيت وديفيد وبصحة جيدة.
«يا أبي لا تموت اليوم»
في أغسطس (آب) من عام 2013، ذهب أنطوني ياهلي البالغ من العمر 37 عامًا إلى المستشفى، قال الأطباء إنه يحتاج إلى عملية زرع قلب، أو أن يتحول إلى النظام النباتي في الغذاء طوال حياته، بعدها بأسبوع وفي الصباح وجدته ميلسا زوجته وهي ممرضة؛ أنه يعاني صعوبة في التنفس بجانب توقف نبضات القلب، وحاولت دون جدوى إيقاظه، ونقل إلى المستشفى، وعلى مدار 45 دقيقة كان الأطباء يحاولون إنعاشه، لكن جهاز النشاط الكهربائي في القلب توقف، وأعلن الأطباء وفاة الرجل، وأعقب ذلك مجئ ابنه.
«يا أبي لا تمُت اليوم»، هذا هو كل ما قاله لورانس البالغ من العمر 17 عامًا لوالده الميت – وفقًا للأطباء – في المستشفى، بعدها بلحظات بدأ جهاز القلب يلتقط إشارات كهربائية صغيرة، لم يصدق الطبيب ما حدث، وأجرى محاولات ثانية لانعاشه، وببطء شديد بدأ معدل ضربات القلب يرتفع، وأعيد الرجل إلى الحياة، وقال الطبيب المعالج: «لم أر في الواقع مريضًا يتوقف نشاط قلبه بعد كل الجهود المبذولة ثم يعود إليه.. لم أره من قبل، ولم أسمع به قط».
«عفوًا.. سنؤجل الجنازة لوقت لاحق»
رجل ميت في جنازة يقوم من نعشه هو مشهد سينمائي بامتياز ويصلح في الأفلام الكوميدية على الأرجح، لكن هذا المشهد حدث في الواقع، والقصة تعود لعام 2014 في ولاية ميسيسيبي الأمريكية، وكان بطلها رجلًا يبلغ من العمر 78 عامًا، يدعى والتر ويليامز.

والتر ويليامز في المستشفى. المصدر: wapt
«معجزة» هذا ما وصف به الطبيب الشرعي ديكستر هوارد، حالة والتر ويليامز، ففي مساء أحد الأيام استدعى الطبيب من أسرة الرجل؛ لظنهم أن ويليامز مات، وجاء الطبيب، ولم يجد نبضًا، لذا أعلنت وفاته، واستعدت الأسرة للجنازة في صباح اليوم التالي، ووضعوا الرجل في الكفن، لكن العمال سمعوا أحدهم يركل الكفن، وحين نظروا داخل الكفن وجدوه حيًا بالفعل.
جاءت سيارة إسعاف، وحمل الرجل على الفور إلى المستشفى، وهناك عاد قلب والتر ويليامز للنبض مجددًا، ووفقًا لشبكة «CNN» الأمريكية قال الطبيب هوارد: «لقد كنت في حالة صدمة، وأعتقد أن الجميع في المستشفى كانوا في حالة صدمة»، أما أسرة والتر ويليامز فشكرت الله، وحين اتصل أحد أفراد العائلة يسألون عن موعد جنازة الرجل، قال لهم ابنه: «ليس بعد! لا يزال أبي هنا».
الأقدار تمنح شابًا كينيًا فرصة للاعتذار
في عام 2014 قرر الشاب الكيني بول موتورا الانتحار، واختار ابتلاع أقراص مبيد حشري، ونقل إلى المستشفى وأعلنت الوفاة، وجاء الأب وأفراد من عائلته لإلقاء نظرة أخيرة على ابنهم، ثم مضوا لترتيب أمور الجنازة، بينما انتقلت الجثة إلى المشرحة.

بول ماتورا يتلقى العلاج في المستشفى. مصدر الصورة: BBC
عمال المشرحة لم يكونوا مستعدين لأي أمور طارئة، كانوا يمارسون عملهم بشكل روتيني حين تحركت جسد موتورا، نظروا إلى بعضهم البعض وأصيبوا بالصدمة وهربوا، لكن الأطباء هرعوا إلى المشرحة ووجدوا موتورا وقد دبت فيه الحياة ويتنفس، ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية «BBC» فإن الدواء المستخدم لعلاجه قد أدى إلى تباطؤ ضربات القلب، استيقظ موتورا، والذي يبدو أن روحه قد أبت أن ترحل، قائلًا: «كان هذا خطأ من البداية وأعتذر لوالدي».
«استيقظ من الموت لأن الألم لم يكن يطاق»
حادثة على الطريق السريع عام 2007، أسفرت عن مصابين نقلوا فور الحادث إلى المستشفى، ومن بينهم رجل فنزويلي يدعى كارلوس كاميجو، ويبلغ من العمر 33 عامًا، وكان هذا الأخير واحدًا من الذين أعلن الأطباء وفاتهم؛ لكن كان هناك نزيف في جسده؛ مما جعل الأطباء يقررون تشريح جثته لمعرفة سبب النزيف.
هرعت زوجة كارلوس كاميجو إلى المستشفى، ثم إلى المشرحة لتحديد جثته، لكنها فوجئت أنه انتقل من المشرحة، والسبب أنه حين بدأ الأطباء في تشريح جثته، أفاق الرجل من الألم، ووفقًا لوكالة الأنباء العالمية «رويترز» فإن كارلوس كاميجو استيقظ من الألم، وقال: «استيقظت لأن الألم لم يكن يطاق».